المشير عبدالحكيم عامر
المشير عبدالحكيم عامر


كيف انتحر عبدالحكيم عامر؟

إسلام دياب

الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 - 08:33 ص

في يوم 15 سبتمبر 1967، أعلنت مصر خبر انتحار المشير عبدالحكيم عامر، قبل إزاحة الستار عن تقرير الطب الشرعي بها.

 

وجاء في البيان الرسمي: «وقع أمس حادث يدعو إلى الأسف والألم، إذ أقدم المشير عبدالحكيم عامر على الانتحار بابتلاع كمية كبيرة من مواد مخدرة وسامة، ورغم كل الإسعافات الطبية العاجلة، فإنه أصيب أمس بانهيار مفاجئ نتج عنه وفاته».

 

وحتى الآن، مازالت الأسئلة تُطرح وما زالت الاجتهادات تُبذل في سبيل معرفة لغز وفاة هذا الرجل، وفي سبيل معرفة ما حدث ساعتها نشرت جريدة الأخبار في عددها رقم 4761 الصادر في يوم الاثنين 2 أكتوبر 1967 في صدر الصفحة الأولى تحقيقها الذي كان على هيئة سؤال: «كيف انتحر عبدالحكيم عامر؟»

 

عرضت الجريدة تقرير الطب الشرعي الذي أذاعه محمد عبدالسلام النائب العام في بيانا رسميا تضمن النتائج التي توصل إليها الفحص الطب الشرعي في حادث المشير عبد الحكيم عامر، وجاء هذا التقرير في 53 صفحة ومعه تقارير التحاليل والصور العلمية التي أجريت، وأكد التقرير حقيقتين مهمتين بشأن الحادث.

 

الحقيقة الأولى: أن الفحص الطبي الشرعي أثبت أن الجثة خالية تماما من أي آثار إصابية ذات دلالة على وقوع فعل جنائي وعنف أو مقاومة، وعدم وجود أي دلائل لأي حالات مرضية حادة أو مزمنة من شأنها أن تحدث الوفاة على الصورة التي حدثت بها.

 

والحقيقة الثانية: أثبتها التقرير استنادًا إلى عدة قرائن تدل على أن الوفاة حصلت انتحارا بتناول سم الأكونيتين في الساعة السادسة والدقيقة 40 من مساء يوم 14 سبتمبر من العام نفسه.

 

وانتهى التقرير إلى أن المشير تناول في منزله وقبل نقله إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي مادة الأكونيتين مع مادة الأفيون المخدرة وهذه المحاولة التي وقعت ظهر يوم 13 سبتمبر قد تكفي وحدها لإحداث الوفاة وأنه عند الفحص المبدئي وجدت قطعة من شريط لاصق تلتصق على أسفل جدار البطن وجد مخفيا تحته جزء من ورق معدني مما يستعمل أصلا في تعبئة أقراص الريتالين أفرغت محتوياته الأصلية وأعيدت تعبئته بمسحوق مادة بيضاء ثبت من الفحص الشامل أنها مادة الأكونيتين وهي مادة شديدة السمية سريعة الأثر لما تحدثه من هبوط سريع بالقلب والدورة الدموية والتنفس.

 

واختتم التقرير بأنه ثبت وجود فتات من ورق معدني عالقة بالورقة السلوفان المحتوية على مادة الأفيون التي كان المشير يلوكها في منزله وفي طريقه منه إلى المستشفى والسبب في تناول الأفيون هو الشعور بالاطمئنان والخمول العاطفي والجثماني مما يساعد في تحمل الأعراض الناشئة عن آلام المادة السامة.

 

عبدالحكيم عامر المولود في 11 ديسمبر عام 1919، وفي قرية إسطال، مركز سمالوط بمحافظة المنيا، وكان أقرب أصدقاء الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وبعد وفاته يوم 14 سبتمبر 1967 صار اللغز الذي يسعى للحل كيف كانت وفاة عبد الحكيم عامر؟
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة