الملك سنفرو
الملك سنفرو


إرضاء لـ«حبيبة الملك».. ساحر «سنفرو» يسحب نصف مياه البحيرة

شيرين الكردي

الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 - 09:48 ص

التاريخ المصري القديم حافل بالأسرار التي لم تكشف بعد، وهي حكاية جاءت من العصر القديم ودونت في عصر الوسطى لكن لا يزال هناك الكثير من القصص التي لا نعرفها، ومنها بردية «وستكار» وعلاقة ذلك بالأديان.

 

يروي عالم الآثار د. زاهي حواس، قصة بردية وستكار أو بردية خوفو والسحرة، والتي تعتبر إحدى نصوص الأدب المصري القديم، وتحتوي على خمس قصص حول الأعاجيب التي يقوم بها الكهنة والسحرة، كل من تلك القصص يرويها أحد أبناء الفرعون خوفو فى مجلسه. 

 

وأشار حواس إلى أنه فى إحدى الليالي المقمرة جلس خوفو فرعون مصر، فى قصره وحيداً حزيناً ليدخل عليه ابنه «حور جدف» الصغير ليسأله عن سبب حزنه ليجيبه بأنه يناقش كيفية بناء البهو العظيم المؤدي لحجرة الدفن، وهي أسرار محفوظة لدى «تحوت» رمز الحكمة وإذا تم التوصل لها سيصبح الهرم هو أعظم الأهرامات، ليحضر له ابنه أحد السحرة، ويسأله عن أسرار تحوت ليخبره بأن من يصل لتلك الأسرار ثلاثة ملوك يولدون من سيدة تدعي «رود جدت» ولكن هذا لن يحدث إلا بعد عهده وعهد أبنائه.

 

أما عن النسخة الباقية من البردية تتكون من اثنى عشر لفافة، وقد كتبت في حقبة الهكسوس، لكن يعتقد أن جزءًا منها كتب في عصر الأسرة الثانية عشر، واستخدمت هذه البردية من قبل المؤرخين كمصدر أدبي للتأريخ للأسرة الرابعة.

 


وفي عام 1839 قدم هنري وستكار البردية إلى عالم المصريات "كارل ريتشارد بسيوس"، الذي لم يتمكن مع ذلك من فك طلاسم النص، إلى أن استطاع "أدولف إيرمان" فكها في عام 1890، والبردية معروضة الآن في إضاءة خافتة في متحف برلين المصري.

 

وتتحدث البردية عن أن الملك قد أصابه بعض الملل، وبعد تفكير دعا أبناءه ليقوم كل منهم بسرد حكاية أو قصة تروِّح عنه، وتدور محور هذه الحكايات القصيرة حول "الساحر" وقد قص الأمراء عدة مغامرات يفترض أنها قد وقعت في حقبة أكثر قدماً، وذلك في أوائل الدولة القديمة، وتحديداً في عهد الملك "سنفرو".


 
ومن البردية «قصة باو إف رع»:

 

في أحد الأيام شعر الفرعون سنفرو بأنه لا يعرف كيف يتخلص من الضيق والضجر الذى يملأ صدره، فطلب منه علاجاً لضيقه، فاقترح عليه صديقُنا الساحر «جاجا إم عنخ» المتألق بأن يقوم بنزهة في مركب بصحبة عشرين فتاة جميلة.

 
وبالقطع لم يكن في هذه النصيحة أي أثر للسحر، ووجد "سنفرو" أن ذلك الأمر ممتع للغاية، ولكن سرعان ما عكر صفوَ الرحلة حادثٌ مؤسف، فقد فقدت إحدى المجدفات الجميلات حلية ثمينة كانت تزين شعرها، وأصابها حزن شديد، لدرجة أن الطاقم بأكمله قد حزن لحزنها.

 

ولم يعجب ذلك الفرعون، فأرسل في طلب الكاهن "جاجا إم عنخ" لعله يستعيد بسحره تلك الحلية لتسترد المجدفة الجميلة بهجتها.

 

اقرأ ايضا || هل توت عنخ آمون ليس مصريًا؟

 

ولما جاء الساحر نطق ببضع كلمات سحرية أدت إلى وضع أحد نصفي مياه البحيرة فوق النصف الآخر، ووجد الحلية التي كانت راقدة فوق شقفة، وتوجه لإحضارها من أجل إرجاعها لصاحبتها، وقد بلغ ارتفاع الماء في أحد نصفي البحيرة 12 ذراعاً، وأصبح لا يقل عن 24 ذراعاً، حيث إن البحيرة قد طويت على نفسها.

 

 ثم نطق الساحر ثانية بتعويذته، فرجع الماء إلى ما كان عليه، فعادت الابتسامة إلى وجه الجارية الجميلة، وكذلك لرفيقاتها، وأثلج ذلك قلب الملك "سنفرو" إلى حد كبير.


 
يذكر أن الكاتب العالمى نجيب محفوظ، قد استفاد من هذه البردية في كتابة روايته "عبث الأقدار" 1939.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة