سرقة الحيوانات من المعابد.. كيف حارب «الفراعنة» الفساد؟
سرقة الحيوانات من المعابد.. كيف حارب «الفراعنة» الفساد؟


حكايات| سرقة الحيوانات من المعابد.. كيف حارب «الفراعنة» الفساد؟

شيرين الكردي

الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 - 04:39 م

 

لم يترك المصريون القدماء صغيرة ولا كبيرة إلا وتعمقوا في تفاصيلها حتى قدموا للعالم والحضارات التي توالت بعدهم حلولا لأصغر وأكبر المشكلات، وعلى رأسها مكافحة الفساد .

 

الباحث الأثري أحمد عامر تحدث عن مواجهة المصريين القدماء للفساد ومواجهته، حيث وضعوا له تشريعات وسنوا له قوانين صارمة كان الغرض منها هو الحفاظ علي قيم ومبادئ المجتمع المصري القديم.

 

وقد سلطت النصوص المصرية القديمة الضوء على مكانة الأخلاق ومكافحة الجريمة بعقوبات مختلفة كعنصرين أساسيين في حياة المصريين قديماً، وارتبطت الجريمة والعقوبة في مصر القديمة بعوامل أخلاقية وعرفية ودينية، استندت جميعها إلى مفهوم ماعت، الذي يشير إلى «الحقيقة والعدالة» في المجتمع.

 

اقرأ أيضًا| آلات موسيقية فرعونية المنشأ.. «نوتة» المصري القديم مدونة على الجدران

 

وعرف الجهاز الإداري في الدولة المصرية القديمة الرشوة وتصدى لها، حيث لم تسلم منها الهيئات القضائية، وكانت عقوبتها العزل من المنصب، وإنزال الشخص إلى درجة عامل زراعة، ويبدو أن الرشوة كانت تلعب دوراً خطيراً في سير العملية القضائية، إذ نرى أنه بسببها وافق أحد الكتبة بالمحكمة على سرقة ملف يثبت إدانة أحد المتهمين من أرشيف السجلات.

 

 

كما ذكر أحد المتهمين ويدعى "با-ن-نفر" في تحقيق خاص بسرقة مقابر الملوك في عهد الملك "رمسيس التاسع" أنه قُبض عليه وإحتُجز ولكنه بعد أن دفع رشوة أُطلق سراحه، حيث يذكر النص "قبضوا عليّ واحتجزوني في مكتب عمدة طيبة، أنا أخذت عشرون قطعة من الذهب، وهو نصيبي، وأعطيتهم إلى الكاتب" خع-إم-إيدت" الخاص بميناء المدينة، هو أفرج عني".

 

وأشار "عامر" إلى أن المصري القديم اعتبر جريمة الخيانة العظمى للدولة والملك واحده من أبشع الجرائم، ولم يحدد لها عقوبة سوى الإعدام، بغض النظر عن الوضع الاجتماعي للمتهم، لاسيما وإن كان غالبية المتهمين فيها هم من الحاشية المقربة من الملك، واعتُبر الخوض في شؤون الملك وإفشاء أسراره خيانة تستوجب الإعدام.

 

اقرأ أيضًا|  لا تزدهر ولا تعطي ثمارًا.. شجرة لا تنبت في أي أرض إلا بسيناء

 

وحارب المصريون القدماء سرقات المعابد من أي اعتداء، وذلك من خلال عقوبات وردت في مرسوم الملك "سيتي الأول" من الأسرة التاسعة عشر، وطُبقت عقوبة الإعدام بالخازوق وجدع الأنف ودفع غرامة 100  ضعف، كما أشار المرسوم إلى عقوبة إعدام من يسرق حيواناً تابعاً للمعبد وينقله إلى طرف آخر، مع مصادرة ممتلكات السارق لصالح المعبد المسروق.

 

أما سرقة حيوان دون نقله إلى طرف آخر، فكانت عقوبتها جدع الأنف، مع تسخير السارق وأسرته لخدمة المعبد المنتهكة حرمته، وكانت عقوبة سرقة متاع خاص بالمعبد الضرب مائة ضربة، وغرامة مائة ضعف، وفرق المصري بين المسروقات التي تحمل صفة القداسة واعتبرها جريمة دينية تستوجب الإعدام، وتلك المسروقات التي لا تمس مقدسات فاكتفى بعقوبة الضرب وتغريم السارق مائة ضعف، كما نص القانون على معاقبة القاضي الذي يتباطأ في سير الإجراءات ومعاقبته بـمائة ضربة وعزله من منصبه وتحويله إلى وظيفة أقل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة