الفنان الراحل عبدالحليم حافظ- أرشيفية
الفنان الراحل عبدالحليم حافظ- أرشيفية


عبدالحليم حافظ: اقرأ القرآن قبل تسجيل أي أغنية

إسلام دياب

الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 - 04:55 م

لم تمر سوى بضعة أيام على محاولة الاعتداء على موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بقطعة فخار حتى اقتحم مجنون آخر غرفة عبدالحليم حافظ وحاول الاعتداء عليه متهمًا العندليب بسرقة أغانيه التي ألفها.

 

عبدالحليم حافظ تحدث لمحرر مجلة آخر ساعة في عددها رقم ١٣٣٧ الصادر في ٨ يونيو ١٩٦٠: «الحمدلله أن الاعتداء لم يقع، ولم يحدث شر، بل على العكس لقد طفرت الدموع من عيني وأنا أطل من النافذة وأرى المجنون بين أيدي البوابين وصرخت فيهم بأن يتركوه ولم يكد يفلت من أيديهم حتى اختفى عن الأنظار».

 

ومضى العندليب في حديثه: «صدقني أنا لا أشعر بالخوف أبدًا ما دام في جيبي هذا المصحف.. إنني أحس أن القوة الكبرى معي ولذلك لا يفارقني أبدًا.. في البيت.. في المكتب.. في الاستوديو.. على المسرح.. ولا يمكن أن افتح فمي وأغني قبل أن ألمسه بيدي وأهمس بيني وبين نفسي (توكلت على الله) وعندي عادة تسيطر على إيماني وأفكاري وهي أنني لابد أن اقرأ القرآن قبل تسجيل أية أغنية أو إحياء أي حفلة».

 

اقرأ أيضًا| سؤال قاسي للعندليب.. لماذا تتحول لخطيب الجمعة قبل حفلاتك؟

 

ويغمض عبدالحليم عينيه ويرتل قوله تعالى  أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ».

 

ثم يكمل حديثه: «هل تعلم أني أنبت ابن خالتي شحاتة لأنه ضرب المجنون وقلت له ربما كان محتاجاً بالفعل إلى مساعدة، وما زال قلبي لا يتصور ما حدث».

 

وعن شعور عبدالحليم بعد هذا الحادث قال: «لم أشعر بالخوف بل زاد هذا الحادث إيماني بالله، وأنا لا أشعر بالخوف إلا في حالة واحدة قبل مواجهة الجمهور ساعتها أخاف بيني وبين نفسي، قبل أن أخطو إلى خشبة المسرح ولكن لا أكاد أواجه الجمهور حتى ينتهي هذا الإحساس ويحل محله إحساس بالدفء والثقة والاطمئنان».

 

اقرأ أيضًا| أم كلثوم للعندليب: تعالى نهق لنا شوية 

 

ويضيف: «أخاف من البحر في الليل إن هذا المشهد يجذبني في فزع إليه ولا يمكن أن أرفع عيوني عنه كأنني أخشى شيئا مبهما وراء صوته القادم من الظلام، وفي اعتقادي أنه الرمز المادي للمجهول لأن هدير الأمواج مع اللانهائية مع السواد كلها تكون المعنى الحقيقي للخوف، والعجيب أن هناك ارتباط بيني وبين الليل لا أدريه وربما كان هذا هو السر في أنني أعيش أغلب ساعاته وأسهرها على الرغم من تعليمات الأطباء، وأنام ست ساعات في المتوسط مع أن أصدقائي يشنعون علي ويقولون أنني أنام أربعا وعشرين ساعة في اليوم وأنا طوال عمري أحب الليل وأشعر بنفسي أرتد إلى الحياة حينما يسدل أستاره على الكون».

 

ولد عبد الحليم علي شبابنة «عبد الحليم حافظ» في 21 يونيو 1929 في قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعلية، توفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفي والده ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة. 

 

كان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمّر حياته، أجرى خلال حياته واحد وستين عملية جراحية، التحق بعدما نضج قليلا في كتاب الشيخ أحمد، ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته، التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943، عمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، وقدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة الأوبوا عام 1950.

 

اكتشف عبد الحليم شبانة الإذاعي حافظ عبد الوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة، وأجيز عبد الحليم في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة «لقاء» كلمات صلاح عبد الصبور، ولحن كمال الطويل عام 1951، وأغنية «يا حلو يا أسمر» كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، وعندما غنى «صافيني مرة») كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي في أغسطس عام 1952 رفضها الجمهور، لكنه أعاد غنائها في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحاً كبيراً، وبعد سلسلة من النجاحات رحل عن عالمنا في 30 مارس 1977.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة