سميحة أيوب
سميحة أيوب


سميحة أيوب: الكبرياء أفقدني حب عمري.. ولهذا السبب تهربت من «سارتر»| حوار

دعاء فودة

الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 - 05:55 م

 

- لا يهمني في الدور الذي أقدمه سوى الرسالة التي يحملها


-  نجاحي أجبر عائلتي على التواصل معي بعد رفضهم لي


-  حافظ الأسد هو من أطلق عليَّ لقب «سيدة المسرح العربي»


-  فشل تجربة زواجي من محسن سرحان لهذا السبب


-  هذا الرجل قهرني! 


-  أساتذة الجامعات طالبوا بمنع مسلسل «سمارة» من الإذاعة


-  سعد الدين وهبة أصابني بالحيرة في هذا الأمر

 

«سيدة المسرح العربي».. هكذا ناداها الرئيس السوري حافظ الأسد أثناء تسليمها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ومنذ تلك اللحظة اطلق على الفنانة القديرة سميحة أيوب هذا اللقب، ورغم ذلك إلا أنها لا تحب الألقاب وأكثر مايشغلها هو رأي الجمهور.

 

حصلت «سيدة المسرح العربي» أيضا على عدة تكريمات وجوائز وأوسمة محليا وعربيا ودوليا، أبرزها وسام الجمهورية من الرئيس جمال عبد الناصر، وتكريم من الرئيس محمد أنور السادات، ووسام بدرجة فارس من الرئيس الفرنسي جيسكار دستان عام 1977، كما فازت مؤخرا بجائزة النيل وهي أعلى جائزة مصرية للفنون.

 

وفي حوار مختلف ومميز، فتحت سميحة أيوب خزائنها الفنية والشخصية، وتحدثت لـ«بوابة أخبار اليوم» عن السينما والمسرح والحب والزواج ومن وصفته «الرجل الذي قهرني»، وتفاصيل أخرى خاصة عن مشاهدة «جان بول سارتر» عرضا لها بالمسرح القومي وماذا قال عنها؟.

 

في البداية.. تعود الفنانة سميحة أيوب إلى السينما بـ«ليلة العيد» ماذا عن تفاصيل الفيلم؟

 

- الحقيقة منذ فترة عرض عليّ سيناريو الفيلم، فتحمست له لأنني وجدته يتناول قضية هامة وهي القهر الذي يقع على المرأة وتحديدا النساء في النجوع وليس في القاهرة أو العاصمة، وذلك عبر عدة مراحل للشخصية بداية من الطفولة والشباب والتقدم في العمر، وذلك خلال يوم واحد حيث تدور أحداثه ليلة وقفة العيد، فهو عمل مختلف وأشعر أنني أقدم فيه شيئا، وما يهمني في الأدوار أو الأعمال التي أقدمها هي "رسالة العمل".

 

لماذا سنوات الغياب عن السينما منذ أخر فيلم «تيته رهيبة» في 2012؟

 

- الحقيقة غيابي لم يكن مقصودا، ولكن بمجرد أن يعرض عليّ موضوع أو دور جيد ومناسب أوافق عليه، ولا يشغلني حجم الدور ولكن أهم شيء أن يكون العمل على المستوى الذي أرضى عنه.

 

حدثينا أيضا عن عودتك لخشبة المسرح بعد غياب 11 عاما، بـ«المورستان»؟

 

 المسرح هو بيتي.. وأعود إليه بالفعل من خلال المسرح القومي، بمسرحية "المورستان" مع المخرج سمير العصفوري، وتحمست جدا للعمل معه لأنه يعد من أهم مخرجي المسرح المصري، وتدور أحداث المسرحية حول الصراع على الميراث بين الأشقاء، وفكرتها مأخوذة عن مسرحية "بير السلم" التي قدمتها من قبل مع سعد الدين وهبه، ولكن المخرج سمير العصفوري يقدمها برؤية جديدة، وشاركه في كتابتها أيمن إسماعيل، فالأسماء فقط متشابهه ولها دلالات على الشخصيات، ولكنها حوار جديد.

 

كيف واجهت رفض عائلتك دخولك مجال الفن؟

 

- بالفعل، في البداية رفضوا وقاطعوني، ولم يدعمني سوى "خالي" فهو من شجعني ودفعني للاستمرار، وبسبب رفضهم لم أكتب لقب "أيوب" بجوار اسمي، وغيرت اسمي مرتين، لكن بعد ذلك كانت لي وقفة، وقولت لنفسي أنا لم أقدم شيئا مشينا أو عيبا، بل بالعكس أقدم أعمالا وأدوارا عظيمة ولها هدف ورسالة، وقررت أن يكون اسمي "سميحة أيوب" دون أن ألتفت إلى موقفهم مني، ومرت السنوات وأنا أعمل وأطور من نفسي، وأقدم أعمالا هامة وأحقق النجاح، وانشغلت تماما عنهم، ولا يشغلني سوى رؤية أبي وأمي فقط، أما باقي الاهل لم يكن لدى وقت للزيارات أو التواصل، ومع الوقت وأهلي يشهدون نجاحي وشهرتي بدأوا يعرفونني بأنفسهم ويتواصلون معي.

 

- خرجت من عباءة زكي طليمات وكان الداعم الأكبر لي

 

ألم يكن صعبا دخولك معهد الفنون المسرحية، خاصة أن عمرك كان 14 عاما؟

 

- حينما دخلت المعهد "تبناني" زكي طليمات، كان يراني في البداية "عيلة صغيرة"، ولكنه فيما بعد أصبح الداعم الأول والأهم بالنسبة لي، فكان أستاذا عظيما وخرجت من عباءته، فهو علم جيلا قام بتعليم أجيال أخرى، وقد حارب لينشئ معهد الفنون المسرحية الذي أنشأه أول مرة عام 1930 ثم تم إغلاقه ليعيد إنشاءه عام 1947.


هل ندمتِ يوما على زواجك في سن صغيرة من الفنان محسن سرحان؟

 

- لم أندم، ولكن قرار الزواج كان نابعا من تفكير لأني كنت في سن المراهقة، وكنت مثل أي فتاة تحلم في هذه السن بالفستان الأبيض والطرحة، ولم أعرف معنى الزواج ومسؤولياته، ولهذا السبب لم يستمر طويلا وانتهت التجربة سريعا.


حدثينا عن الرجل الذي «قهركِ»؟

 

"ضاحكة".. حفيدي الوحيد عمره 12 عاما، هو "الرجل الذي قهرني"، ولكنه قهرني حبا"، فما يطلبه ويقوله مجابا أيا كان، فلم أكن أصدق في المثل الذي يقول: "أعز الولد.. ولد الولد" حتى رأيته.

 

ماذا يمثل لكِ لقب «سيدة المسرح العربي»؟

 

أطلق عليّ لقب "سيدة المسرح العربي" الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، حيث كان يكرمني وأثناء تسليمه لي "الوسام" ناداني بـ«تقدمي يا سيدة المسرح»، ومنذ هذه اللحظة وجدت يناديني الجميع به، ولكن لا تستهويني الألقاب، وبالنسبة لي ابتسامة الجمهور وحبه هي الوسام الحقيقي الذي أسعد به دائما وأسعى إليه، ولا زلت حتى الآن أعمل له ألف حساب، ودائما مايراودني القلق والخوف من رد فعل الجمهور مع أي عمل رغم كل هذه الخبرة وسنوات العمل.

 

- أساتذة الجامعة طالبوا بإيقاف إذاعة «سمارة»

 

في الخمسينيات طالب أساتذة الجامعة بمنع إذاعة مسلسلك الإذاعي "سمارة".. لماذا؟


 
في أواخر الخمسينات، ذهبت إلى الإذاعة لمقابلة المخرج يوسف الحطاب، وعرض عليّ مسلسل "سمارة"، ورفضت تماما تقديم الدور لأنه غير مناسب لي لأني كنت وقتها ألعب أدوار البنت الهادية الخجولة وهذا الدور غريب عني، ورشحت له فنانة أخرى لتقديمه، ولكنه أصر على أن أقدمه، واستمر في إقناعي لمدة أسبوع، وقال لي نسجل الحلقة الأولى، وإذا لم يعجبك أرفضي، وبعد ماسجلت قررت أقدمه لأنني وجدت نفسي فيه مختلفة تماما، ومع أول حلقة أصبحت سمارة حديث الناس في كل مكان، وبدأ الجمهور ينتظر المسلسل بشكل غير طبيعي، وكان يذاع الساعة ٥ إلا ربع، وفي هذا التوقيت الجمهور يلتف حول الراديو للاستماع إلى المسلسل، لدرجة أنه طالب أساتذة الجامعة من خلال الصحف بوقف إذاعة المسلسل، لأن الطلبة يتركون المحاضرات ويخرجون من المدرجات وقت إذاعة المسلسل، ونشر مانشيت بعنوان "امنعوا سمارة".

 


- الكبرياء تسبب في فقداني حب عمري

 

ألم ينتابك الشعور بالندم على الانفصال عن محمود مرسي بعدما علمتِ بحزنه بعد زواجك من سعد الدين وهبه؟

 

- إذا كنت أعلم أنه مازال يحبني وسيحزن بهذا الشكل الذي عرفته وقتها ماكنت تزوجت بعده، ولكن الكبرياء أخذنا وقت الانفصال، لأنه كان يراني مشغولة عنه بسبب عملي الدائم، ويقول لي: "أنا مش لاقيكي.. ومينفعش نعيش مع بعض بهذا الشكل"، وكبريائي جعلني أقول له: "أنت شايف كده.. يبقا نطلق".

 

- محمود مرسي طلقني غيابياً

 

وكيف كان رد فعلك عندما طلقكِ غيابيا؟

 

فوجئت وأنا أصور أحد الأعمال في رأس البر، بأنه طلقني غيابيا، وشعرت وقتها بالتحدي وكنت أحتاج إلى أن أدعم نفسي بنفسي، فقررت أن ارتدي أشيك فستان وأضع المكياج وقولت لفريق العمل "أنتم معزومين عندي كلكم النهاردة"، فكان هذا التصرف دعم لنفسي، ولكن الناس فهمته وقتها أني احتفلت بالطلاق وهذا غير صحيح، وبعد ذلك محمود ندم جدا على تصرفه ولكن بعد فوات الأوان.

 

- غيرة سعد الدين وهبه من محمود مرسي

 

هل كان سعد الدين وهبه يشعر بالغيرة من محمود مرسي خاصة أكما اشتركتما في أعمال فنية بعد الانفصال؟

 

- سعد الدين وهبه كان رجلا عاقلا جدا وإنسانا ناضجا، لم أشعر بغيرته على الإطلاق من محمود مرسي، لدرجة أنه كتب وأنتج مسلسل "المحروسة ٨٥" وكان قد كاتب الدور خصيصا لـ"محمود مرسي"، فمن يفعل ذلك سوى إنسان عظيم النفس، فكنت قد قدمت مع "محمود"  فيلم "فجر الإسلام" وفي وجود "سعد"، لم أشعر بغيرته إطلاقا، لدرجة أنه بعد أن قدمنا الفيلم طلبونا في مهرجان سينمائي بتونس، واعتقدت وقتها أن "سعد" سوف يرفض سفري مع "محمود"، بل بالعكس فوجئت بموافقته وتشجيعه لي على السفر وحضور المهرجان، والحقيقة احترت في أمره وقتها لأني لو مكانه كنت رفضت سفره مع زوجته الأولى حتى إذا كان الموضوع خاصا بالعمل، ومن حيرتي بعدما عدت من السفر، سألته "إزاي توافق لإني أسافر مع محمود؟ ففوجئت برد عظيم وجميل منه فقال لي "عندي ثقة فيكي، وثقة في محمود، وعارف أنه رجل شريف وإنتي أهل للثقة، هخاف من إيه!".


 

كيف كانت تجربة إدارتك للمسرح الحديث ثم القومي خاصة أنها وصلت لـ"17 عاما" تقريبا؟

 

- بالنسبة للمسرح الحديث، لم تكن إدارته في حساباتي وتوليتها "مضطرة"، حيث كانت قد نشرت أخبار في ذلك الوقت أنني سأتولى إدارة المسرح القومي، ثم بعد ذلك جاء القرار بإسناد إدارة القومي لفنان آخر، وأنا لـ"الحديث"، ولم أتمكن من الرفض وقتها بسبب الأخبار التي انتشرت وحتى لا يقال "اني بأعمل شو" في الصحافة، فاضطريت أقبل إدارة الحديث حتى أثبت أن الأخبار حقيقة، وقررت أن أذهب إلى المسرح دون أن أقوم بأي عمل لمدة 10 أيام ثم أقدم استقالتي، ولكن بعد مرور 5 أيام حدث العبور في 1973، وسمعت الخبر في الراديو وأنا أجلس في المسرح، فانتفضت وطلبت كل العاملين من فنانين وغيرهم وقررت أن أقدم عملا خلال 48 ساعة، وكانت "مدد مدد.. شدي حيلك يابلد" ونجحت نجاح رهيب وسط ظروف الحرب والانتصار، وبعدها أكملت في إدارة المسرح الحديث لمدة 3 سنوات، ثم انتقلت لـ"القومي" واستمريت فيه 14 عاما.

 

- سارتر قال لي: أخيراً وجدت إلكترا في مصر.. ولهذا السبب تهربت من لقائه

 

ما الأقوى بالنسبة للفنانة سميحة أيوب «بريق» المسرح أم السينما؟

 

- بريق السينما لم يكن أبدا أقوى بالنسبة لي، فالمسرح الأقوى، ومعظم أدواري في السينما "أي كلام"، فقد قدمت ٤٤ فيلما، راضية عن ٨ أو ١٠ منهم و أراهم على مستوى جيد، لكن الباقي مجرد قوالب و"أكل عيش"، كنت أعمل في السينما حتى أتمكن من الانفاق على المسرح، فالنسبة لي مسرحية واحدة تعادل الـ44 فيلما، وقدمت ١٧٠ مسرحية راضية عنهم جميعا, لأني لا أقدم على المسرح أي عمل إلا وأنا مقتنعة به.

 

حدثينا عن كواليس تقديمك عمل لـ«جان بول سارتر» وحضوره العرض بالمسرح القومي؟

 

- قدمت في عام 1969، مسرحية "الندم.. الذباب" تأليف "سارتر" وإخراج سعد أردش، وشارك فيها ممن الممثلين، فاروق الدمرداش، ومحمد الدفراوي، ومحمد السبع، وفردوس حسن، وأثناء عرضها على خشبة المسرح القومي كان "سارتر" يقوم بجولة في عدد من الدول وكان من بينها حضوره إلى مصر، وكان يعلم أن روايته تقدم في القاهرة.

 

.. وكيف حضر لمشاهدة المسرحية؟ 

 

- وجه محمد حسنين هيكل دعوة له لحضور العرض، وبالفعل في أحد ليالي العرض علمنا أنه سيشاهد العرض، وبالفعل حضر برفقة سيمون دي بوفوار، وكانت ليلة عرض رهيبة، لم أر مثلها من قبل ولا بعدها، كان المسرح ممتلئا على آخره، فكان الجمهور يجلس في طرقات وأرضية المسرح، و"فلاشات" التصوير من كثرتها تحجب الرؤية من على المسرح، ولأنني كنت أسمع عن "سارتر" أنه شخصية صعبة و"سليط اللسان"، لكن لم ألتفت لذلك وقولت أنا أقدم دوري للعمل وللجمهور وليس لـ"سارتر" ولا يهمني "سارتر"، وحتى أهرب من مقابلته، كان لدى مسرحية أخرى أقدمها بعد "الندم" التي كانت مدتها 3 ساعات، بعنوان "الإنسان الطيب" لمدة 4 ساعات، ورفضت إيقاف عرضها في ذلك اليوم، بحيث انتهي من عرض "الندم" أذهب مباشرة للعرض الآخر، دون أن تكون هناك فرصة لمقابلته وجها لوجه من الخوف، وبمجرد أن أسدل الستار على العرض فوجئت بــ"سارتر" على المسرح، ويقول لي "أخيرا لقيت إلكترا في مصر"- الكترا هي الشخصية التي قدمتها سميحة أيوب في مسرحية "الذباب"-، وقبلني وبارك لي، واحتفلوا بعد العرض ولم أستطع أن أتواجد معهم بسبب ارتباطي بـ"الإنسان الطيب" الذي أصررت على عرضه، وكنت حزينة بداخلي بسبب ذلك.

 

اقرأ أيضا

صور| سميحة أيوب تكشف أسرارًا من حياتها الشخصية والفنية لمفيد فوزي

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة