جمـال حسـين
جمـال حسـين


من الأعماق

فى قصر الإليزيه.. انقلب السحر على الساحر

جمال حسين

الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 - 06:45 م

منذ أن أعلن قصر الإليزيه عن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى المرتقبة إلى باريس، انتفضت بعض منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الأهلية الممولة من التنظيم الدولى للإخوان، والمعروفة بعدائها وتربصها بمصر؛ لرفض الزيارة وانتقاد الرئيس الفرنسى ماكرون.. استبقوا الزيارة بتشكيل وفد تزعَّمه نشطاء منظمة العفو الدولية، وهيومان رايتس، وتوجهوا إلى قصر الإليزيه، يقدمون لإدارة ماكرون ملفًا يضم أحاديث الإفك، التى اعتادوا عليها وتكسبوا منها، زاعمين تقييد عمل منظمات المجتمع المدنى فى مصر، رافعين شعار انتهاك حقوق الإنسان، ووجود معتقلين سياسيين بالسجون، مطالبين بأن تكون تلك النقاط محور مباحثات ماكرون مع السيسى، وتوجَّه وفد مماثل إلى مجلس الشيوخ الفرنسى، وسلَّموا مذكرة مماثلة باليد؛ لتكون فى انتظار السيسى عند زيارته للبرلمان الفرنسى !!
نعم، طالبوا بأن تتحوَّل سياسة ماكرون ضد مصر إلى الأفعال بدلاً من الأقوال، وأن تجعل دعمها العسكرى لمصر مشروطًا بالإفراج عن السجناء السياسيين، بينما خلت قائمة مطالبهم من مجرد الاحتجاج على الرسوم المسيئة للنبى، صلى الله عليه وسلم !!
 وجاءت رياح الزيارة بما لا تشتهى منظمات حقوق الإنسان وجماعة الإخوان، حيث تم استقبال الرئيس استقبالًا اسطوريًا بشكل يدعو إلى الفخر، لدرجة أن الصحف الفرنسية أكدت أنه لم يُستقبل أى رئيس فى باريس بمثل هذه الحفاوة التى استقبل بها رئيس مصر، حيث انتظره الرئيس ماكرون على سلم الإليزيه، ورحَّب به ترحيبًا كبيرًا عندما التقيا وجهًا لوجهٍ، ولم يشهد موكب الاستقبال الشرفى هذا العدد من الخيول والفرسان والضباط من قبل، فضلاً عن تنظيم الجاليات المصرية فى فرنسا وأوروبا مظاهرات تأييد وحب للرئيس للسيسى منذ لحظة وصوله وطوال أيام الزيارة الثلاثة.
جاءت الرياح بما لا تشتهى منظمات حقوق الإنسان وجماعة الإخوان، حيث فوجئوا خلال المؤتمر الصحفى العالمى بخيبة أملٍ، وأنهم أمام رئيس دولة قوى، يملك كل أدواته ولا يعبأ برأى عامٍ يُحشد ضده، ولا بمؤامرات تُحاك له، لأنه لا يخشى فى الله لومة لائم.
السيسى رد لمنظمات حقوق الإنسان الصاع صاعين، وفضح مزاعمهم عندما أكد أن هناك أكثر من 55 ألف منظمة مجتمع مدنى تعمل بكل أريحية فى مصر، بينما تقوم الدنيا عندما تتم مساءلة قلة تريد تنفيذ أجندات خارجية مشبوهة، تحت ستار منظمات المجتمع المدنى.
قال لهم بصراحة وبمنتهى القوة: لا يليق تقديم الدولة المصرية بكل ما تفعله من أجل شعبها واستقرار المنطقة على أنها نظام مستبد.. مطلوب منى أن أحمى مقدرات شعب قوامه 100 مليون مصرى من تنظيم متطرف أنشئ منذ أكثر من 90 سنة، واستطاع خلال هذه المدة إنشاء قواعد فى العالم كله، وليس مصر فقط، مشيرًا إلى أوضاع العديد من الدول التى تعانى ويلات الإرهاب مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان ولبنان، وأعلم مصلحة شعبى جيدًا ولا أنتظر نصيحةً من أحد.
السيسى خاطب الشعب الفرنسى بمنتهى الهدوء قائلًا: «لك الحق فيما تعتنق، ولك الحق ألا تُؤمن بما أعتنق، ولكن ليس لك الحق فى جرح مشاعر مئات الملايين من المسلمين».
وهنا اعتذر ماكرون لأول مرة عن الرسوم المسيئة للرسول، صلى الله عليه وسلم، قائلًا: أتأسف لذلك، وأؤكد أن الرسوم الكاريكاتورية لم تصدر من فرنسا ولا تُمثل وجهة نظر الدولة الفرنسية، لكنها جاءت من شخص مستفز، وتُمثل وجهة نظر الرسام، ونحن فى فرنسا لدينا حرية تعبير ولا أستطيع أنا كرئيس جمهورية منع الرسومات.
نعم، لقد كانت زيارة السيسى التاريخية إلى فرنسا ناجحة بكل المقاييس، وضعت النقاط فوق الحروف فى جميع القضايا الملتهبة فى المنطقة، وأكدت لكل العالم أن مصر ٣٠ يونيو
دولة قوية، لا تسمح لأحد أن يتدخل فى شئونها أو ينتهك سيادتها، وتجبر الجميع على احترامها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة