ميادة وريم
ميادة وريم


حكايات| البحر يضحك للجنس الناعم.. لأول مرة مصريتان بدرجة «قبطان سفينة»

منةالله يوسف

الخميس، 10 ديسمبر 2020 - 01:10 ص


4 أعوام كاملة عاشتها ميادة وريم بين أحضان البحار وهما مستقلتان السفن البحرية، عاشتا لحظات صعبة بين التنمر والسخرية من مجالهما؛ لكنهما لم ييأسا لبرهة وبالصداقة والأخوة استطاع الثنائي التغلب على جميع الصعاب واستكمال مشوار عمرهما سويًا ليصلا إلى أحلامهما الصغيرة التي كللت في نهاية المطاف بالتفوق والنجاح بحصولهما على لقب «قبطان بحري».

بقدر اهتمام الشابتين العشرينيتين بكل ما يهم بنات جيلهما من مساحيق التجميل والاهتمام بمظهرهما، لم يترددا لحظ في ارتداء الزي البحري ويكونا علامتان مسجلتان في سجلات كلية تكنولوجيا المصايد. 

 



وراثة أب عن جد

في البداية تقول ميادة: «أعشق البحر وصناعة السفن منذ نعومة أظافري، لذلك التحقت بالشعبة العلمية في الثانوي العام لكن للأسف لم يحالفني الحظ لم في الالتحاق بكلية الهندسة قسم صناعة السفن، لذلك قررت أن أخوض تجربة جديدة، من خلال الالتحاق بكلية تكنولوجيا المصايد؛ لأنني أنتمي لعائلة في هذا المجال فهي (وراثة أب عن جد)، وتحمست للمجال لأن الكلية كانت جديدة ومختلفة وظل حلم واحد يطاردني طوال سنوات الدراسة هو الحصول على لقب قبطانة سفينة صيد، لذلك تحديت نفسي وزملائي لأحقق غايتي في الوصول.

وبالفعل تخرجت في كلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري واستطاعت أن أحصل على ترتيب امتياز مع مرتبة الشرف وكنت الثانية على دفعتي.

 



عالم الرجال 

وتسترجع ميادة ذكرياتها في الكلية وتقول:«ومع الوقت بدأت الاشتراك في الدورات التدريبة لأطور من نفسي، منذ أن وطأت قدماي للأكاديمية كانت الدفعة عبارة عن 6 فتيات مع 14 ولدًا، فشعرت أنني اقتحمت عالم الرجال وهذا ما زاد إصراري وحماسي، ولم يعارضني أحد من أسرتي بالعكس كانت أكبر داعم وحافز لي وفخورين بي دائمًا والحمدلله استطعت أن أحقق حلمي بحصولي على اللقب الذي تمنيته لسنوات طويلة».  

لم تيأس أو تستسلم للحظة، سخرت حياتها لدراستها وتفوقها فقط وعند معرفتها بحصولها على رخصة "باسبور" تمكنها من ممارسة المهنة، خصوصًا أن كلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائي بالأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري هي المسؤولة عن استخراج تلك الباسبور فقط. 

 

اقرأ أيضًا: حكايات| بطريقة التمساح.. جرائم غامضة بقطع اللسان وتشويه الأعضاء التناسلية

المغامرة والجنون 

وتلتقط ريم إبراهيم أطراف الحديث قائلة: "منذ نعومة أظافري وأنا أهوى المغامرة والانفراد والتميز وكنت أتمنى الالتحاق بإحدى الكليات العسكرية ولكن لم يحالفني الحظ، وبالصدفة علمت بأمر هذه الكلية فقررت الخوض بها بمحض إرادتي لأنني مؤمنة أن المجال الفريد المميز يولد قدرات وإمكانيات غير محدودة". 

 

تؤمن الفتاة العشرينية بأن الجنون والمغامرة سر التفوق واستطاعت أن تثبت نفسها بجدارة من خلال حصولها على المركز الرابع على مستوى الدفعة وتحصل هي أيضًا على الباسبور البحري ولقب "قبطان".

وعن طبيعة المهنة فهي مفتوحة ومجالاتها متعددة، ما بين الاستزراع السمكي أو المصايد وغيرها، ولكن ريم قررت أن تخوض تجربة جديدة بعد البكالوريوس من خلال دورات تدريبية للحصول على الباسبور البحري الذي يؤهلها لامتهان وظيفة ضابط مناوبة سفن الصيد وهي عبارة عن مراقبة مرحلة الصيد بمعايير دولية من حيث فتحة الشبك والأعماق والمياه الدولية لنشر فكرة الوعي البيئي من خلال الوصول إلى مرحلة الصيد بدون أخطاء.

 

كلمات شكر 

تعرضا الفتاتان للتنمر والسخرية وسماع كلمات سلبية معظم الوقت على رأسها "هتخشوا الكلية تطلعوا منها سمكة ولا سنارة ؟".. لم يؤمن بهما أحدًا سوى عائلتيهما التي داعمتهما منذ الوهلة الأولى لتحقيق حلمهما الصغير ليصل إلى أعلى مراتب الشرف والتقدير من خلال الوصول إلى رخصة لم يحصل عليها أحدًا من قبلهما من الفتيات. 

 

«كليتنا وفرت لنا كل الإمكانيات لتؤهلنا الحصول على أعلى المراتب خلال الـ4 أعوام الماضية تدربنا عمليًا في البحر واطلعنا على كل ما هو جديد من خلال الدراسة العملية والنظرية، ونتوجه بالشكر لدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية ودكتور حاتم حنفي عميد الكلية اللذان ساعدانا خلال مشوارنا الدراسي على أن نصل لما نحن فيه الآن».. بهذه الكلمات اختتما المصريتان حديثهما بعدما وجها رسالة للفتيات بأن لا ييأسن ويصلن إلى حلمهن. 

 

 واليوم تتمنى الفتاتان الالتحاق بإحدى الشركات الكبرى، وبعدها شراء سفينة كبيرة تمكنهما من المغامرة في أعماق البحار.

اقرأ أيضًا حكايات| «مروة».. ترسم الشخصيات بعلم النفس التربوى

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة