جانب من الندوة
جانب من الندوة


المكتب الثقافي المصري بالسعودية يؤكد أهمية التنوير

حازم الشرقاوي

الخميس، 10 ديسمبر 2020 - 12:18 م

أقام المكتب الثقافي المصري بالرياض ندوة تحت عنوان "الثقافة في مواجهة التطرف والإرهاب" بحضور القنصل العام الدكتور إيهابعبدالحميد، وباشراف الدكتور عمرو عمران الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة، زبمشاركة الدكتور عبدالله بن موسىالطاير رئيس مركز مستقبل الخليج في لندن، و صبحي شبانة مدير مكتب "روز اليوسف" بالسعودية.

وأكد الدكتور عمرو عمران في كلمته الترحيبية على حرص المكتب الثقافي والتعليمي المصري بالمملكة على مناقشة القضايا المهمة من منطلقالإيمان بأن الفكر هو الأساس القوي الذي تنهض به الأمم والشعوب وتواجه به تحدياتها، وتستشرف من خلاله ملامح مستقبلها.

وقال: إن ظاهرة ما يسمى بالارهاب وما يرتبط بها من جماعات وتيارات ظلامية هي أخطر التحديات التي تواجهنا ، مشيرا إلى أن هذه التياراتتتباين من حيث الأساليب والآليات والأولويات والهياكل التنظيمية إلا أنها تنطلق من معين واحد، وتشترك في استغلال الدين لتحقيق أهدافومآرب سياسية. وأوضح الدكتور عمران أن تنظيم هذه الندوة جاء لعدة اعتبارات رئيسية، أولها أن الدين الإسلامي يدعو إلى التسامح والمحبةوالرحمة وإعمال الفكر، وثانيها كشف حقيقة هذه الجماعات وخطورة أفكارها لأنها رغم فشلها لاتزال تمضي في طريق الخداع، وتقديمنفسها على أنها الحل رغم أنها المشكلة الأكبر التي تواجه تقدم مجتمعاتنا، وثالث الاعتبارات هو أن خطر التطرف والإرهاب والجماعاتالمرتبطة به لايهدد فقط وحدة المجتمعات العربية والإسلامية، وإنمايقدم خدمة مجانية لأعدائه المتربصين الذين يريدون إلصاق تهم الإرهابوالتعصببه، وهو دين العلم والعقل والتسامح والحوار وقبول الآخر.

من جانبه، قال صبحي شبانه أن مشروع الإسلام السياسي لم يفلح حتى هذه اللحظة في تقديم النموذج او الحل كما طرح منذ عشرينياتالقرن الماضي، داعيا الى ضرورة كشف مقولات وأدبيات هذه الجماعات، والتصدى لها بنفس منطقها، مضيفا أنهلا خلاص لمجتمعاتناالإسلامية إلا بالتنوير، وأن الاكتفاء بتجديد أو إصلاح الخطاب الديني ليس كافيا. وأوضح أن هذه الجماعات الإرهابية التي تفشت كالوباءفي مجتمعاتنا، واصطلى بنارها العالم، انطلقت من فساد في الفكر، ومن خطأ في المنهج بتحويلهم الدين الى أيديولوجيا سياسية . وأضافأن كل الجماعات والتنظيمات التي اتخذت من العنف وسيلة للتغيير طيلة التاريخ الإنساني فشلت حتى وإن وصلت إلى السلطة.

وأشار الى أن الجماعات المتطرفة تستند إلى شعارات جوفاء تنتهي عادةً إلى لا شيء، وقد لمسنا في مصر نتائج هذه الشعارات، بدءا من شعار"الإسلام هو الحل" الذي رفعه الإخوان في ثمانينيات القرن الماضي، وانتهاء بشعار"مشروع النهضة" الذي أفضى إلى أزمة "سدالنهضة". وأكد أن كل هذه الجماعات والتيارات تتلاعب بالنص الديني وفقا لأهدافها ومصالحها مدللا على ذلك بما فعلته الجماعة الإسلاميةفي مصر عندما أصدرت عام 1981م، كتابا أطلقت عليه "الميثاق الإسلامي"، كفَّرت فيه المجتمع والدولة، وبرهنت فيه على ذلك بالآياتوالأحاديث ومقولات للفقهاء وفي العام 1997م حينما تراجعت عن أفكارها - بعد المصالحة مع الدولة - تبنت رأياً مناقضاً تماماً، ثم برهنتعليه أيضاً بالآيات والأحاديث وأقوال الفقهاء في تلاعب مفضوح بالنص الديني، واستغلاله أسوأ استغلال في خدمة الدنيا وشدد الكاتبالصحفي صبحي شبانة على أهمية الخطاب التنويري كمشروع متكامل في الفكر والعلم والرؤية.

وأشار إلى أهمية التمييز بين الدين والسلطة السياسية حتى لا يتحول الدين إلى أيديولوجيا، لأن الدينعقيدة دينية، وليس عقيدة سياسية، وهو ما ركزت عليه تجربة القيادة المصرية في التصدي للإرهاب وتجفيف منابعه والقضاء على مبرراتوأسباب الفكر المتطرف بالتنمية وتفعيل خطاب التنوير، وكذلك تجربة المملكة العربية السعودية التي حققت وتحقق في الوقت الراهن قفزاتتنويرية وتنموية هائلة نقلت المجتمع السعودي إلى مراحل متقدمة جدا من خلال "رؤية المملكة 2030".

وتطرق الدكتور عبد الله بن موسى الطايررئيس مركز مستقبل الخليج في لندن، إلى جذور التطرف، ومزاعم المتطرفين والشبهات التي أثاروهاسواء في الفكر السني أو الشيعي، واستعرض الدور الذي اضطلعت به جماعة الإخوان المسلمين في تهيئة المناخ الاجتماعي والثقافي الناقمعلى أنظمة الحكم والداعم للثورات وزعزعة الاستقرار لتحقيق غاية وصولها إلى الحكم، وسيطرتها عليه تحت دعاوى الحاكمية والحل الإسلامي.

واستعرض الدكتور الطاير العلاقة بين فكر الإسلام السياسي والشيعي ومواضع اللقاء المكاني والزماني بين الجانبين، وكيف استغل الغربفيما سمي "الربيع العربي" لوضع العالم العربي بين كماشتي المرشد الأعلى الشيعي والمرشد العام السني.

وحول المشهد السعودي، ذكر الطاير في سياق ورقته أنه منذ توحيد المملكة العربية السعودية عام 1932م لم تحدث عملية إرهابية رغم التشددالديني والمحافظة المجتمعية وقلة التعليم إلا عام 1979م بعد عشرة أشهر من قيام ثورة ولاية الفقيه، حيث تم استنساخ النموذج بمبايعة فقيهاسمه المهدي المنتظر، وأنه منذ قيام ولاية الفقيه في إيران وحتى الآن شهد العالم الإسلامي تنامي ظاهرة التطرف والغلو والإرهاب فيالمجتمع الإسلامي وخارجه.

وتحدث الدكتور الطاير عن المظلة التي وفرتها الأنظمة الغربية التي تساهلت تحت دعاوى الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير معالفكر المتطرف الذي أصبحت له عواصم يظهر منها في الإعلام ويثير الكراهية والتحريض على الغرب نفسه.

وشدد الدكتور الطاير في ختام ورقته على أهمية مواجهة الفكر بالفكر إضافة إلى المواجهة المسلحة، مؤكدا على أهمية ترسيخ مفهوم التسامح والتعايش، والتعليم الناقد، والترفيه، والدعوة للحياة، ومعالجة الإشكالات التنمويةوفتح باب الأمل على مصراعيه للشباب.

اقرأ أيضًا | بدء تنفيذ «اتفاق الرياض» بشأن تشكيل الحكومة اليمنية

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة