بوب عزام خلال تصوير أغنية يا مصطفى يا مصطفى
بوب عزام خلال تصوير أغنية يا مصطفى يا مصطفى


«يا مصطفى يا مصطفى»| من هو صاحب قصة الأغنية؟

إسلام دياب

الخميس، 10 ديسمبر 2020 - 01:38 م

أحدثت أغنية «يا مصطفى .. يا مصطفى .. أنا بحبك يا مصطفى .. سبع سنين في العطارين .. دلوقتي جينا يا مصطفى» ضجة كبيرة ونجاحًا جماهيريا وقت عرضها على المستمعين ولاقت استحسانًا عند العديد من شعوب العالم بعد ترجمة اللحن إلى أكثر من لغة في العديد من دول العالم.

ولكن دار في رأس الجميع وقت سماع الأغنية؟ ويدور في أذهاننا نحن حتى الآن .. لنجيب على السؤال .. أين مصطفى؟ .. من هو مصطفى الذي يتردد اسمه على 2 مليون اسطوانة منتشرة في جميع أنحاء العالم وقت عرضها من 60 عامًا.. قالوا إن اسمه مصطفى بابادوبلو! وقالوا إنه موظف بشركة البيبسي كولا .. وقالوا إن الذي صنع قصة «يا مصطفى» هو جرسون يوناني في مطعم سانت لوتشيا.

رحلة قادها الكاتب الصحفي جليل البنداري في جريدة «أخبار اليوم» عام 1960 للبحث عن مؤلف كلمات الأغنية، وتبين أنه عازف الجيتار القصير الأعرج ليوناردو.. وليوناردو كان يقيم في بيت قديم بحي العطارين، وعندما ذهب البنداري لمقابلته أطلت عليه زوجته الإيطالية من النافذة وأخذت تكلمه وهو واقف في حوش البيت بصوت مرتفع كسكان حواري بولاق، وقالت: إن زوجها سافر إلى الإقليم الشمالي وسيعود في الشهر القادم، وعندما طلب منها أن تحدثه عن زوجها، اعتذرت بأنها لا تستطيع أن تقابل رجلا غريبا، وعندما طلب منها صورة لزوجها اعتذرت بأنه لا توجد في البيت سوى صورة واحدة وأنها لا تستطيع الاستغناء عنها.

حينها قال مدير مطعم «سانت لوتشيا» إن عازف الجيتار الإيطالي ليوناردو وضع كلمات الأغنية منذ 10 سنوات عندما كان يعمل في هذا المحل، وأنه لم يكتب موسيقاها على نوتة ولم يؤلف كلماتها كما يفعل المؤلفون وإنما كان يقولها ارتجالًا ويرددها من باب الضحك والفرفشة كلما تردد «مصطفى» على المحل، و«مصطفى» كان في ذلك الوقت زبونًا دائمًا يتناول هو وأفراد شلته العشاء، وفي نهاية السهرة يتحزم بفوطة ثم يبدأ الرقص على أنغام هذه الكلمات وهي نفس كلمات أغنية بوب عزام.

ومصطفى الذي قيلت فيه هذه الأغنية التي توزع بالملايين الآن في أوروبا كان موظفا في الإسكندرية ثم استقال أو فصل من وظيفته والتحق بوظيفة بشركة البيبسي كولا، وقد كان مصطفى يجيد الحديث والغناء باليونانية والإيطالية، وكان الفنانون والجرسونات الأجانب يحبونه ويتبادلون معه الهزار والنكت لدرجة أنهم أطلقوا عليه هذا الاسم «مصطفى بابادوبلو»، وكان ليوناردو ومصطفى بابادبلو يقيمان في حي واحد هو حي العطارين، وعندما ينتهي عازف الجيتار من عمله في آخر الليل كان مصطفى يدعوه ليركب معه عربة حنطور ، ويظل ليوناردو يعزف له أغنيته حتى باب البيت.

الأغنية لحنها مزج بين الغربي والشرقي في آن واحد، بل كانت خفيفة على الأذهان، ولذلك حققت شهرة كبيرة في مصر والعالم، والتي قدمها المطرب «بوب عزام» ولحنها محمد فوزي، وأحدثت ضجة كبيرة في المجتمع المصري عند طرحها، وظلت الأغنية يستمع إليها الصغير قبل الكبير ولكن سرعان ما قرر مجلس قيادة الثورة عام 1960 بمنع إذاعتها وعدم طبع الاسطوانات منها في مصر لفترة مؤقتة.

وكان السبب غريبًا لأن كل فئة في المجتمع لعدم معرفتها بمن مصطفى هذا؟ كثرت الشائعات والأقاويل حول من يكون مصطفى؟ ولكن جاء تفسير مجلس قيادة ثورة يوليو غريبًا لمن يكون «مصطفى»؟.. وجاء التفسير الذي أتي به مجلس قيادة الثورة أن المقصود به الزعيم مصطفى النحاس، وأن «سبع سنين في العطارين» المقصود بها سبع سنوات مرت على إسقاط الملكية، وبالرغم من كثرة الأقاويل عن الأغنية واستثمارًا لهذا النجاح ظهرت مرتين في السينما المصرية، واحدة في فيلم «الفانوس السحري» عام 1960 بطولة إسماعيل يس، وفي فيلم «الحب كده» عام 1961 بصوت بوب عزام، وكان بطولة صلاح ذو الفقار وصباح، وانطلقت عشرات النسخ من هذه الأغنية مترجمة إلى العديد من اللغات، بداية من الإنجليزية والإيطالية والتركية والأردية، وظلت الأغنية ضمن أفضل 20 أغنية في إنجلترا وفرنسا لفترة طويلة.

اقرأ ايضا || نعيمة عاكف: تربيت على أن الرقص فضيحة كبيرة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة