صورة أرشيفية لمعرض سرديات
صورة أرشيفية لمعرض سرديات


«الأبد هو الآن» .. الأهرامات تحتضن أول معرض فنى أكتوبر المقبل

أخبار الأدب

الخميس، 10 ديسمبر 2020 - 03:45 م

منى عبد الكريم

منذ أربع سنوات وتحديدا فى 2017، فى أمسية ساحرة بالمتحف المصرى استهلت مؤسسة أرت دى إيجيبت أول أنشطتها الفنية بمعرض «الضوء الخالد» لأعمال الفنانين التشكيليين المعاصرين داخل أروقة المتحف المصرى بالتحرير، وقد أعلنت المؤسسة التى ترأسها نادين عبد الغفار، آنذاك أنها مجرد بداية لمشروع ممتد هدفه ربط الحاضر بالماضى من خلال معارض الفن المصرى المعاصر فى مواقع عرض تاريخية وتراثية، وعلى مدار الثلاث سنوات الماضية لم تتوقف أرت دى إيجبت عن إثراء المشهد الثقافى بالعديد من الفاعليات الفنية، ففى عام ٢٠١٨ أقيم معرض «لا شىء يتلاشى... كل شىء يتحول» بقصر محمد على بالمنيل، ثم «سرديات معاد تخيلها» الذى أقيم عام 2019 فى أربع مواقع تاريخية بشارع المعز بالقاهرة التاريخية.


 لكن الأمر لم يتوقف عند عرض الأعمال الفنية فى تلك الأماكن، بل امتد لربط الفنانين بتلك المواقع من خلال تجهيز أعمال خاصة لكل عرض، فمن بداية المعرض الثانى كان الفنانون يمضون سنة كاملة فى البحث فى السياق التاريخى للمعرض وإيجاد القطع الفنية الخاصة بالمواقع التى ينظم بها المعرض. وامتدت أهداف المؤسسة للمساعدة فى تطوير المناطق الأثرية، ودمج أهالى المنطقة ونشر التوعية بأهمية تلك المناطق، ودمج الشباب فى الفاعليات ففى آخر معرض «سرديات معاد تخيلها» بشارع المعز شارك عشرات الشباب كمرشدين أثريين وفنيين من خلال برنامج تطوعى مكون من طلاب الفنون والمتحمسين للعمل عن كثب مع الفنانين أثناء تجهيز المعرض وتزويد الزوار بالمعلومات خلال جولتهم فى المعرض.


وربما كان عام 2020 مختلفا بسبب جائحة كورونا لكن ذلك لم يمنع «آرت دى إيجيبت» من الاستمرار فى البحث عن بدائل، حيث قامت بإصدار سلسلة من المحتوى الحصرى عبر الإنترنت، بهدف تثقيف الشباب من خلال المحادثات المباشرة، وحلقات البودكاست، وغير ذلك.


وما إن بدأت الأنشطة الفنية العودة مجددا وبدأت قاعات العرض فى استقبال الجمهور مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية، حتى تم الإعلان عن بدء التحضيرات للمعرض الفنى السنوى الرابع الذى تنظمه المؤسسة الذى يحمل اسم «الأبد هو الآن» والذى سيقام خلال أكتوبر 2021 عند هضبة أهرام الجيزة. لتكون هذه المرة الأولى فى تاريخ هضبة الجيزة الممتد على مدار 4500 عام، التى يتم فيها دعوة فنانين معاصرين من جميع أنحاء العالم لعرض أعمالهم مع الخلفية الأثرية لأهرامات الجيزة، وكذلك إطلاق برنامج التوعية الثقافية لإشراك مجتمع منطقة هضبة أهرام الجيزة فى تنظيم المعرض، وإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة كمرشدين فنيين وحراس للتراث طوال مدة المعرض الذى يقام تحت رعاية وزارة الخارجية والسياحة والآثار، واللجنة الوطنية المصرية لليونسكو.


وقد أكدت د.غادة عبد البارى الأمين العام للجنة الوطنية المصرية لليونسكو أن معرض «الأبد هو الآن» يحظى بالرعاية الدولية لمنظمة اليونسكو، فالجهود التى تقوم بها مؤسسة آرت دى ايجيبت تتفق مع البرامج والسياسات التى تنتهجها اللجنة الوطنية تفعيلا لاتفاقيات اليونسكو الثقافية 2003 المعنية بحماية التراث الثقافى غير المادي، واتفاقية 2005 المعنية بحماية تنوع أشكال التعبير الثقافي، واتفاقية 1972 المعنية بحماية التراث العالمى الثقافى والطبيعي.


وخلال وقائع المؤتمر الصحفى الذى أقيم بمقر للجنة الوطنية المصرية لليونسكو ذكر السفير محمد كاظم نائب مساعد وزير الخارجية لثقافة الحوار والتعايش والتواصل بين الشعوب إن القوة الناعمة هى إحدى الأدوات الأساسية أو الركيزة فى وضع دفاعات السلام على مستوى العالم، مضيفا : أرت دى إيجيبت تقوم بتوظيف القوة الناعمة لجعل العالم الخاص بالأسرة الإنسانية أفضل للجميع. وقد شارك فى المؤتمر كذلك كل من الدكتور غيث فريز مدير مكتب اليونسكو الإقليمى بالقاهرة، وأحمد عبيد مساعد وزير السياحة والآثار، الذى أكد أن منطقة آثار الهرم لها خصوصيتها إذ تقع ضمن مواقع التراث العالمي، وستضيف لها تلك الفعالية المزيد من الزخم، وستشكل عنصرًا من عناصر الجذب السياحي.


إن معرض «الأبد هو الآن»، كما ذكرت نادين عبد الغفار، يظهر التأثير العالمى العميق لمصر القديمة، واستمرارية هذا التأثير من خلال الفنون الثقافية المعاصرة، والإبداع فى خلق أعمال تثير الخيال لتظل مصدرا لإلهام الفنانين عبر التاريخ، ويشارك وفى المعرض عدد من كبار الخبراء والمؤسسات الرائدة فى العالم. وأضافت أن أحد الفاعليات المرتبطة بالمعرض تتضمن إحياء ذكرى النحات المصرى آدم حنين، والذى توفى فى مايو الماضى عن عمر 91 عاما، ويعد حتى يومنا هذا أحد أهم وأبرز النحاتين فى العالم العربي، كما أن لديه قصة ملهمة فى ارتباطه بالفن المصرى القديم فقد زار المتحف المصرى للمرة الأولى خلال رحلة مدرسية وهو فى الثامنة من عمره، وأصبحت هذه الرحلة نقطة تحول فى حياته وطريقة لتحويل مفاهيم الماضى القديم إلى تمائم خالدة للعصر الحالى ظهرت فى نحته تمثال من الطين لرمسيس الثاني، وقضاءه ما يقرب من عشر سنوات فى ترميم تمثال أبو الهول.


وكانت «أرت دى إيجيبت» قد نظمت مؤخرا معرضين فنيين فى منطقة وسط البلد ضمن الأنشطة الفنية والثقافية التى تقام على  هامش معرضها «الأبد هو الآن» ويحمل المعرض الأول اسم «نقاط» وأقيم بممر كوداك بوسط البلد، بمشاركة 13 فنانا مصريا معاصرا منهم عادل رحومي، ومحمد أبو النجا، ويوسف راغب،ودينا جيرديني، وإبراهيم الفيشاوي، ومحمد عبد الله. أما المعرض الثانى فقد أقيم تحت عنوان «الضوء الخالد 2» فى فاكتورى «تاون هاوس جاليرى سابقا» بمشاركة 12 فنانا مصريا منهم محمد عبلة، وعادل السيوي، وهانى راشد، ونيهال وهبي، وإبراهيم الدسوقي، وإبراهيم خطاب، وقد جاء اختيار منطقة وسط البلد نظرا لما تحمله مبان المنطقة من قيمة تاريخية وفنية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة