غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جدا

الصين تفاجئ العالم من جديد

غادة زين العابدين

الخميس، 10 ديسمبر 2020 - 07:06 م

فى غمرة انشغال العالم بفيروس كورونا، وشراسة الموجة الثانية، ووسط انشغال علماء الدول المتقدمة بتطوير اللقاحات،  وانشغال الدول النامية بقلق المتابعة ولهفة الانتظار للفوز بنصيبها. وسط كل هذا القلق العالمى والشلل الاقتصادى، تأتى الصين- منبع الوباء الفتاك- لتفاجئ العالم باستعدادها لامتلاك نظام تكنولوجى متكامل لتعديل الطقس والتحكم فى الأمطار بحلول عام ٢٠٢٥، وهى تقنية مبهرة، تعتمد على أقمار صناعية تتابع أحوال الغلاف الجوى، ومركبات فضائية تحقن السحب بمادة كيميائية تعمل على تحفيز سقوط الأمطار.
ورغم أن عشرات الدول تعمل منذ فترة على تطوير برامج للتحكم فى المناخ، إلا أن الواضح أن الصين ستكون هى الأسبق فى تنفيذ برنامجها الطموح، لتثير كعادتها إبهار العالم بسباقها للزمن وسرعة تحقيق أهدافها أيا كانت التحديات.
وفى الوقت الذى عانى فيه العالم كله من الخسائر الاقتصادية خلال عام كورونا، تصدر الاقتصاد الصينى دول العالم فى الانتعاش أكثر من أى وقت مضى، وكانت الصين القوة العالمية الرئيسية الوحيدة التى تجنبت الركود هذا العام.
وكعادة الصين فى إثارة القلق العالمى، فقد جاء إعلانها عن برنامج التحكم فى المناخ والطقس والأمطار بل وفى الشمس أيضا، ليثير المخاوف والقلق،  فالصين تسعى من خلال برنامجها لزيادة قدرتها على التحكم فى المطر والمناخ على مساحة تزيد على ٢ مليون ميل مربع بحلول عام 2025،  وهو ما يثير مخاوف بيئية وسياسية وخاصة من دول الجوار.
ورغم تأكيد الصين أن هدفها من التحكم فى الطقس والمطر هو مكافحة الجفاف وارتفاع الحرارة ودعم انتاج المحاصيل بحمايتها من الظروف المناخية القاسية، إلا أن هذه التقنية يمكن أن تؤثر على نظم التوازن البيئى، ومواسم الأمطار، وتنوع أشكال المناخ، بالإضافة لتأثير مادة يوديد الفضة الكيميائية التى تحقن بها السحب على البيئة، وخطورتها على الأسماك.
أما من الناحية السياسية، فالمخاوف كبيرة من أن يكون لهذه التكنولوجيا تطبيقات عسكرية، قد تؤدى لمواقف عدائية بين الدول،  ففى الحروب والنزاعات الحدودية يمكن أن يكون التحكم فى المناخ والأمطار وتقليل البرد، سلاحاً يساعد القوات العسكرية على التحرك فى الظروف الجوية القاسية، وهو ما يثير مخاوف الهند التى تعيش صراعا حدوديا أزليا مع الصين داخل منطقة ذات مناخ شتوى قارس.
وبعيدا عن القلق والمخاوف من البرامج والمشروعات الصينية، تبقى تجربة هذا المارد الصينى، لتثير الدهشة والإبهار، وتدعو للتأمل، والتعلم أيضا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة