هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

مشعل وأيلاند.. إيد واحدة؟!

هالة العيسوي

الخميس، 10 ديسمبر 2020 - 07:23 م

 

أتمنى ألا يكون صحيحًا ما نشره السياسى والإعلامى الفلسطينى حسن عصفور عن خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسى لحركة حماس. كتب عصفور فى مقاله بموقع "أمد" الذى يديره أن مشعل أعلن "أنه مع حل السلطة الفلسطينية وإنهاء دورها، مع تقديمه "البديل" لها بـ "ضرورة وجود توافق فلسطينى على كيفية إدارة غزة، إدارة وطنية مركزية واحدة، فى حال اختيار حلّ السلطة"!
لو صح هذا الكلام المنسوب لمشعل فإنه، من فرط خطورته، لا يثير الاستغراب وحسب، إنما يثير الاستياء إلى حد الاشمئزاز. لأنه طرح انفصالى يعنى ببساطة ليس فقط السعى لحل السلطة الفلسطينية، بل تخليًا عن مطلب الدولة الفلسطينية على حدود 1967 الذى سبق أن وافقت عليه حركة حماس. أكثر من ذلك يعنى انكماش حلم الدولة الفلسطينية إلى حدود غزة وأن تكون حركة حماس هى البديل الموضوعى للسلطة الفلسطينية، . غزة إذًا هى الدولة الوطنية للفلسطينيين وهى كارثة جيو- سياسية بكل المقاييس.
ولو صح هذه الطرح المنسوب لمشعل فإنه يتطابق تمامًا مع الطرح الصهيونى الذى نشره الجنرال جيورا أيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الإسرائيلى الباحث بمعهد الأمن القومى فى يديعوت أحرونوت وحذّرت منه فى هذه الزاوية بمقال يوم 30 أكتوبر الماضى بعنوان "حذار من خبائث أيلاند". فى ذلك المقال العبرى اقترح أيلاندالتعامل مع غزة باعتبارها دولة فلسطينية مستقلة. معتبرًا أن تخطيط الرئيس عباس لإلغاء اتفاقات السلطة مع إسرائيل يشكل فرصة لصياغة سياسة إسرائيلية مستقلة تجاه غزة، وأنه لا بد من التوقف عن اعتبار غزة والضفة بأنهما سيبقيان كيانًا سياسيًا واحدًا كما يرى الفلسطينيون!وأضاف أنه لابد من تدعيم سلطة حركة حماس فى غزة وتقويض السلطة الفلسطينية فى رام الله عبر تعزيز الاعتراف بأن غزة دولة. والاعتراف بأن حكومة غزة ستحدد من قبل سكانها (فى هذه المرحلة، حماس هى الحاكم الشرعي)، هنا يدهشنى هذا التناص بين صياغة أيلاند ومشعل الذى ذكر فكرة "التوافق الجمعي" لإدارة غزة الوطنية المركزية.
مع أن السيد حسن عصفور لم يذكر أين ومتى أعلن السيد مشعل هذا الطرح الذى يصعب تصديقه من فرط فداحته، إلا أننى أميل إلى التصديق بالنظر إلى تصرفات حركة حماس التى تؤكد دائمًا قدرتها على الإدهاش. فقدنشرت الحركة مؤخرًا قرارًابمنعإدخال منتجات فلسطينية من الضفة الغربية إلى قطاع غزة بحجة عدم إغراق "السوق المحلي"، وكأن منتجات الضفة أجنبية، أو أن الضفة كيان مستقل.
حين يأتى هذا القرار الحمساوى وسط معركة استراتيجية، نجحت فيها إسرائيل باقتناص اعتراف بعض الدول باحتلالها للضفة الغربية وبإقناع تلك الدولباستيراد منتجات المستوطنات الواقعة فى الضفة، على أنها إسرائيلية المنشأ، بعد ان كانت تمتنع عن ذلك لأن الضفة أرض تحتلها إسرائيل، يصبح قرار حماس ضربًا من العبث السياسى غير المحسوب.
الغريب أنه لم يصدر حتى كتابة هذه السطور أى نفى أو تكذيب من حركة حماس لصحة ما هو منسوب لمشعل، أو لصحة قرار منع منتجات الضفة من دخول غزة.
لعل المانع خيرًا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة