الخميس، 10 ديسمبر 2020 - 11:51 م

من حق القارئ أن يعرف كل شيء.. أن يطلع على الأسرار والخبايا التي تجري وراء الستار حتى التي تجري في داخل الصحف التي تذيع الأسرار.. ننشر خطابا سريا أرسله مصطفى أمين إلى أنيس منصور بمناسبة توليه رئاسة تحرير مجلة الجيل والخطاب كتب عليه بالخط الأحمر سري جدا..
عزيزي أنيس..

إنك ستتولى رياسة تحرير مجلة الجيل ولا تتصور أنني أكتب لك خطاب تهنئة .. أنني أعرف أكثر من غيري ما هو منصب رئيس التحرير أنه أكبر خازوق في الصحافة.. عرق يبذل ، ودم يسكب ، وأعصاب تحترق ، منصب لا يعرف العطلة الأسبوعية، ولا الإجازات السنوية.. رئيس التحرير صحفي لمدة 24 ساعة يأكل وهو صحفي ، ينام وهو صحفي ، ويحلم وهو صحفي أيضا، إنه مزيج من مخرج السينما ، وقائد فرقة أوركسترا، وأستاذ جامعة ومتردونيل  في فندق، وبواب في عمارة وترجمان للسياح.. يسير فوق سلك مشدود أي غلطة تهوى به وأي زلة قدم تسقطه ويخطئ إذا صدق التصفيق أو إذا ذعر من الصفير .

 يجب أن يكتب ما يؤمن به سواء أرضى القراء أو أغضبهم.. رئيس التحرير الكفء لا يمشي خلف المظاهرات وإنما يسير أمامها ولا يجري وراء الزفة وإنما يعزف ألحانها،  لا يدخل المعارك بعد أن يتأكد  من نتائجها وإنما يشترك في المعركة بغير أن يهمه أن يرفع فوق الرءوس أو يداس بالأقدام  ما دام مؤمنا  بأنه يكتب  ما يعتقد.

ومداد قلمه من دمه وروحه وأعصابه، مقعد رئيس التحرير هو مقعد فوق صينية اللونابارك هذه الصينية  التي  تدور وتدور وتسرع وتسرع وتلقي فجأة بالواقف عليها إلى الأرض ذلك لأن الحياة الصحفية لا تستقر ولا تعرف الهدوء.  عجلة هائلة تدور بأقصى سرعتها لا ترحم الذين يريدون الراحة أو يؤثرون الجمود.

اقرأ أيضًا: رئيس وزراء مصر يعطل قطارًا من أجل صحيفة