وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة


خلال خطبة الجمعة

وزير الأوقاف: الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة

إسراء كارم

الجمعة، 11 ديسمبر 2020 - 01:26 م

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد «الثورة» بمصر الجديدة، اليوم الجمعة 11 ديسمبر، بعنوان: «الحفاظ على المال وحتمية مواجهة الفساد».

وفي بداية خطبته أكد أن «القضاء على الفساد أحد أهم مقومات أي حكم رشيد، فالحكم الرشيد يبنى على أربع دعائم أساسية، هي: إقامة العدل، ومواجهة الفساد، وحرية المعتقد، والعمل على تحسين أحوال الناس».

وأكد أن «الحفاظ على المال أحد الكليات الست التي أحاطها الشرع الحنيف بالعناية والرعاية والصيانة، فشرع للحفاظ على المال حد السرقة، كما شرع الضمان، والحوالة، والكفالة، والوكالة، وندبنا إلى توثيق الديون والمعاملات، وكل ما من شأنه الحفاظ على الحقوق».


واستشهد وزير الأوقاف، بقوله سبحانه وتعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم}، قائلا إن اليد الأمينة يد عزيزة شريفة مصانة، واليد الممتدة إلى الحرام يد مهينة ذليلة، وقال أحد الناس لصاحبه: يد ديتها خمسمائة دينار من الذهب الخالص إن قبل صاحبها بالدية؛ ما بالها تقطع في ربع دينار؟».


وأنشد قائلًا:
   يد بخمس مئين عسجد وديت            
 ما بالها قطعت في ربع دينار
فأجابه صاحبه:
عز الأمانة أغلاها وأرخضها         
 ذل الخيانة فاحفظ حكمة الباري

وأوضح الوزير: «أي أنها لما كانت أمينة كانت عزيزة، شريفة، كريمة، غالية، مصانة، فلما امتدت إلى الحرام؛ صارت مهينة، ذليلة، رخيصة لا قيمة لها ولا لصاحبها الذي مدها إلى الحرام.

وأكد وزير الأوقاف أن المفسد أو المختلس أو مستحل الحرام إن أفلت من حساب الخلق فلن يفلت أبدًا من قبضة الخالق، فالمال الحرام سم قاتل مهلك لصاحبه في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا:
جمع الحرام على الحلال ليكثره
دخل الحرام على الحلال فبعثره

واستشهد بقوله سبحانه وتعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ}، ويقول سبحانه: {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، يوم أن يقال لك يابن آدم جاءوا ودفنوك، وفي التراب وضعوك، وعادوا وتركوك ولم يبق لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت.


واستدل بقوله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}، أي جئتمونا حفاة عراة كما ولدتكم أمهاتكم، يقول تعالى:{كَما بَدَأْنا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وعْدًا عَلَيْنا إنّا كُنّا فاعِلِينَ}، ويقول سبحانه: {لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ  لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ  إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.

وفي ختام خطبته أشار إلى أن القضاء على الفساد وعمل الحوكمة الكفيلة بالقضاء عليه واجب شرعي ووطني ومجتمعي، يقول الحق سبحانه وتعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ}، قائلا إن الفساد نقمة والإصلاح نعمة، يقول تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}.

ويقول سبحانه وتعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}، هذا تقي وهذا فاجر لا يستوون، ويقول سبحانه: {قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
 

اقرأ أيضًا: الأوقاف تفتتح 16 مسجدًا في 4 محافظات اليوم.. صور

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة