الشيخ الدكتور فيصل غزاوي
الشيخ الدكتور فيصل غزاوي


إمام المسجد الحرام: من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه

إسراء كارم

الجمعة، 11 ديسمبر 2020 - 02:38 م

 


تحدث إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، في خطبته الأولى عن ترك العادات السيئة، حيث أمّ المصلين في صلاة وخطبة الجمعة بالمسجد الحرام، اليوم 11 ديسمبر. 

وقال «غزاي»: «يجد المشقة والكلفة في ترك المألوفات والعوائد السيئة من تركها لغير الله، أما من تركها صادقًا مخلصا من قلبه لله ابتغاء مرضاة الله، فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا أول مرة».


وأضاف خلال خطبته: «وفي بداية الأمر ليُمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب، فإن صبر على تلك المشقة قليلا تحولت لذة وذاق صاحبها حلاوة الطاعة، وكلما ازدادت الرغبة في المحرم وتاقت النفس إلى فعله وكثرت الدواعي فيه عظم الأجر في تركه وتضاعفت المثوبة في مجاهدة النفس على الخلاص منه».


واستكمل: « ما أعظم جزاء من تاب وأناب وترك المعاصي لله وتنزه عن فعل القبائح»، مستشهدًا بقوله تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رحيما}، وقال صلى الله عليه وسلم: «يقولُ اللَّهُ: إذا أرادَ عَبْدِي أنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فلا تَكْتُبُوها عليه حتَّى يَعْمَلَها، فإنْ عَمِلَها فاكْتُبُوها بمِثْلِها، وإنْ تَرَكَها مِن أجْلِي فاكْتُبُوها له حَسَنَةً» متفق عليه.

وقال: «لقد تظاهرت نصوص الشرع على أن من ترك شيئا لله تعالى وآثر ما ندب إليه وحض عليه عوضه الله خيرا منه»، فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنَّكَ لن تدَعَ شيئًا اتِّقاءَ اللَّهِ، جَلَّ وعَزَّ، إلَّا أعطاكَ اللَّهُ خيرًا منه» رواه أحمد وفي رواية له: «إنك لَن تدَع شيئًا للهِ عزَّ وجلَّ إلا بدلك اللهُ به ما هو خيرٌ لكَ منه».

وتحدث فضيلته عن شأن المؤمن في ما تركه لله فقال: شأن المؤمن أن يلزم التقوى ويؤثر الآخرة الباقية على الدنيا الفانية، فيتركَ ما يتركه ابتغاء رضوان الله ورغبة في أن يعوضه الله ما هو أجلُّ منه، يؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن يَسقِيَه اللهُ الخمرَ في الآخرةِ؛ فَلْيتركْهَا في الدُّنيا، ومَن سَرَّه أن يَكْسوَهُ اللهُ الحريرَ في الآخرةِ؛ فَلْيتركْه في الدُّنيا» رواه الطبراني، وقوله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيمٌ ببيتِ في رَبَضِ الجنةِ لمَن تَرَكَ المِراءَ وإن كان مُحِقًّا، وببيتِ في وسطِ الجنةِ لمَن تركَ الكذبَ وإن كان مازحًا» رواه أبوداود، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللهُ سُبحَانَهُ وَتَعَالى عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ» رواه أبو داود والترمذي، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعًا لِلَّهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا» رواه الترمذي، فمِن سُننِ اللهِ تَعالَى وقواعد الشرع: أنَّ مَن ترك شيئًا للهِ عوضه الله خيرًا منه ولم يجد فقده.

وأكد أن من ترك الشرك بالله وامتنع عن صْرفِ أيِّ نوعٍ من العبادة لغير الله ووحد الله وَأناب إليه بعبادته وإخلاص الدين له اطمأن قلبه وانشرح صدره وسلم عقله واجتمع فكره وصفت نفسه وحسن مآله وكانت له البشرى في الدنيا والآخرة. 
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة