أحمد السرساوى
أحمد السرساوى


نوبة صحيان

لا يا جناب القاضى «المزيف»

أخبار اليوم

الجمعة، 11 ديسمبر 2020 - 06:31 م

موقف شنيع وغريب يتكرر معنا جميعا بشكل أو بآخر.. تعرض له شاب مصرى ناجح ومحترم يعمل بإحدى مؤسساتنا الوطنية المحترمة، وهو ابن لأستاذ جامعى وخبير دولى مرموق!!
 كان الشاب وزوجته فى مشوار خاص منذ أيام بمنطقة مصر القديمة.. وكالعادة كانت الشوارع أيام منتصف الأسبوع مكتظة بالناس وبالسيارات، فأخذ يدور باحثا عن مكان خال يوقف فيه سيارته لمدة ساعة ينجز خلالها مهمته ثم يعود لبيته باحدى ضواحى القاهرة الجديدة.. فلم يجد إلا مكانا فسيحا فارغا بالشارع محجوزا وتحيطه المتاريس والسلاسل وكتل من الأحجار من كل جانب.. حجزه شخص ما لعدة سيارات تخصه فى حرم الطريق!!
 هى «بلوة» غريبة ابتدعناها فى شوارعنا ومن كثرة اعتيادها أصبحنا نتعامل معها وكأنها أمر طبيعى، وهى ظاهرة عندنا ليس لها نظير فى العالم!!
وقف الشاب المهذب بجانب المكان مؤقتا مراعيا ألا تعيق سيارته أى حركة لسيارة محتملة فى المكان الخالى.. فجاءه من ينهره وينهيه عن الوقوف بالمكان المخصص لسعادة البيه «فلان الفلاني» ساكن العمارة المجاورة.. فأفهمه الشاب المهذب أنه لن يتغيب أكثر من ساعة، خاصة وأن المكان هو جزء من الطريق العام وليس جراچا خاصا.
انهال حارس العقار على الشاب بفاصل من التهديد والوعيد، فما كان من الابن المهذب إلا التوجه للسيد «المستشار» المعتدى على المكان طالبا منه ردع «البواب» عن تطاوله.. فكان رد الرجل أثقل من حارسه متوعدا هو الآخر من تسول له نفسه الوقوف بجوار «حرمه المخصص» الذى اغتصبه من الطريق العام!!
عاد الشاب المصدوم لسيارته وعقد العزم على مغادرة المكان سريعا هو وزوجته فى سلام، غير مصدق ما يجرى حوله.. ولكنه كان واهما فقد تلقى الحارس مكالمة فى المحمول انهال بعدها على الشاب بفاصل من السباب واللعنات واللكمات حتى طرحه أرضا.. ولم ينته الأمر إلا بإصابات شديدة للشاب ومحضر بقسم الشرطة، والأمر معروض على النيابة العامة التى تحركت سريعا للتحقيق فى الأمر.. خاصة وأن المفاجأة التى أسفرت عنها التحريات أن صاحب هذا «الهيلمان» ليس إلا «قاضيا مزيفا» كما كان يوهم جيرانه وأهالى المنطقة بلافتة على المنزل و«بادچ» على السيارة، وأن البواب هارب من أحكام سابقة!!
كل الشكر لرجال الشرطة، والنيابة العامة وللسيد النائب العام على كل هذا الجهد العظيم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة