الجمعة، 11 ديسمبر 2020 - 07:06 م

المتابع الجيد لمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته ال42 التى أسدل الستار عليها مساء أول أمس، يدرك تماما ماتحقق فيها من نجاح يحسب لرئيسه محمد حفظى،وفريق العمل الذى يقوده،فقد انفرد المهرجان بعرض أفلام عالمية مهمة من أبرز إنتاجات العام سواء فى مسابقته الرسمية أوخارجها، وحظى بعرض 13 فيلما فى عروضها العالمية الأولي، وبمشاركات عربية لافتة، فى ظل عام صعب على صناعة السينما فى العالم، تراجع فيه الانتاج، وتوقفت خلاله كثيرمن المهرجانات، ليثبت القاهرة السينمائى أنه بات وجهة مهمة لصناع الأفلام، كما شهدت هذه الدورة عدة فاعليات مهمة، وقدمت دعما لمشروعات الأفلام فى ملتقى القاهرة، بخلاف الجمهور الذى فاق حضوره كافة  الدورات السابقة، وامتدت الطوابير أمام شباك التذاكر، وقاعات العروض التى التزمت باستيعاب نصف مقاعدها طبقا لقواعد التباعد الاجتماعي، وأقيم المهرجان فى ظل إجراءات احترازية مشددة بإشراف وزارة الصحة،ومتابعة فرق من الشباب كانت مهمتها مراقبة مدى التزام الحضور بكافة الإجراءات.
ونجح المهرجان لأول مرة منذ سنوات - وكأنه يعيد اكتشاف السينما المصرية-  فى استقطاب عشرة أفلام روائية ووثائقية شاركت فى مسابقاته المختلفة، كشفت عن تجارب سينمائية مهمة أغلبها لمواهب شابة واعدة  فى تجاربها الأولي
لا شك أن محمد حفظى فى ثالث دورات رئاسته لمهرجان القاهرة قد اكتسب خبرة كبيرة فى إدارته، ورؤية جعلته أكثر طموحا وأكثر قدرة على تحقيق هذه الطموحات ويستحق وفريق عمله التهنئة على هذه الدورة المميزة التى لم تخل بالطبع من أخطاء تنظيمية يمكن بسهولة تلافيها، لكنها لا تنال أبدا من الجهد الكبير الذى كان وراء ظهور المهرجان فى أفضل حالاته، وقد أشاع البهجة والحيوية فى أرجاء دار الأوبرا بالمناقشات المهمة التى أثارتها الأفلام الجميلة التى عبرت عن رؤى وأفكار متباينة ، والاحتكاك بين صناع السينما من مختلف دول العالم، وقدمت وزيرة الثقافة د.إيناس عبد الدايم كل الدعم والمساندة التى أسهمت بلاشك فى النجاح الذى تحقق لهذه الدورة لإيمانها  بأن نجاحه يسهم بشكل غير مباشرفى ترويج سياحى وفنى كبير لمصر، وليستعيد بعضاً من مكانته كأحد أهم المهرجانات الكبرى فى العالم، ما يؤكد أنه لا حياة بدون ثقافة وفن،ولا فن بدون سينما تأخذنا إلى عوالم رحبة.