أرشيفية
أرشيفية


«الفيوم» أول مدينة تستخدم الحمام الزاجل كـ«بريد» في العصر البطلمي

محمود عمر

الجمعة، 11 ديسمبر 2020 - 07:38 م

 

صدقت المقولة التى تصف محافظة الفيوم بأنها مصر الصغرى، فعلى أرضها تعاقبت العصور وكانت شاهدة على ما قبل التاريخ وما بعده، وكانت واحة مصر الصغرى وسكنها الجميع لخصوبة أرضها وجوها الساحر.

وكانت الفيوم، المحافظة الأولى في العديد من الحقب التاريخية، ولعل أبرز ما يدل على ذلك أن الفيوم عرفت  جهاز البريد مند العصور الوسطى من خلال المكاتبات عبر ولاة الإقليم إلى السلطة وكان الاتصال بين الفيوم والعاصمة يتم عن طريقين "الجوى على أجنحة الحمام" أو "البرى عن طريق الخيول فى العصر البطلمي".

اقرا ايضا|الكشف المجاني على 4452 مواطنا بأسوان

يقول الباحث التاريخى هشام مسعود العلاقى، إن البريد في قديم الزمان كان يتم عن طريق الحمام الزاجل أو مايعرف بحمام البطاقة، واعتبر من أهم وسائل الاتصال وعرف قديما فى محافظة الفيوم حيث كان يتم بين العاصمة والفيوم منذ العصر البطلمي.

وتابع: "نجد الاهتمام بتربية الحمام في الفيوم ودوره المهم في الاقتصاد الزراعي بإقليم أرسينوى بالفيوم، وتكشف لنا إحدى الوثائق البردية والتي تعود لعام 161 قبل الميلاد أن بطلميوس إبيفانس الخامس دفع فى بنك  كروكوديلوبوليس ضريبة الثلث المفروضة على أبراج الحمام".

وأضاف أنه فى العصرين الأيوبى والمملوكي كان يوجد بقلعة الجبل بالقاهرة، مجموعة أبراج بريد للحمام الزاجل وبرج آخر خارج القاهرة في البرقية وعرف ببرج الفيوم، مشيرا إلى أن هذه الأبراج احتوت على مجموعة كبيرة من الحمام الزاجل وكذلك مجموعة من الموظفين يقومون على رعاية الحمام ومراقبة مجيئه وسفرة إلى جانب الأقفاص والبغال المخصصة لنقل الحمام. 

ويوضح "العلاقى" أن برج الفيوم، أنشاه الأمير فخر الدين عثمان بن تزل عام 619 هجري في عهد السلطان الكامل محمد بن أيوب، وكانت البطائق ترد من الفيوم إلى هذا البرج وظل يعرف ببرج الفيوم حتى أواخر عصر المماليك، وكان لبرج الفيوم الموجود بالبرقية بالقاهرة أبراج مقابلة موجودة بالفيوم فى بلاد الملالية بإحدى ضواحى الفيوم وكذلك بقرية بني صالاح بمركز الفيوم، وقرية فديمين بمركز سنورس.

واستطرد: "حمام البطاقة أو الحمام الزاجل أغلى أنواع الحمام قيمة وأعلاها رتبة وكانت كتابة رسائل الحمام تكون مختصرة وخالية من الحشو وكانت البطاقة تربط فى جناح الحمام لحفظها من الرياح أو المطر ولزيادة الاطمئنان كانت تكتب نسختان وتؤرخان ساعة كتابتهما، وتعلق كل منهما فى جناح حمامة حتى إذا تعثرت أو قتلت وصلت الحمامة الأخرى بالبطاقة، وعندما يصل الحمام إلى برج القلعة يحمل البطاقة والحمام إلى الدوادار وهو الموظف المختص بإبلاغ الرسائل إلى السلطان فكان الحمام الزاجل حلقة الوصل بين الفيوم والعاصمة بل بين مصر والدول الأخرى".

وواصل حديثه قائلا: "من الأغراض التي استخدم فيها الحمام أيضا التلهي والدخول في سباقات، وكذلك كان للحمام دور مهم في القضاء على الفتن والثورات من خلال سرعة نقله للأخبار وعلى سبيل المثال الفتنة الكبرى بين المسلمين وتجار الفرنج عام 727 هجريا وانتهت بسبب مطالعة السلطان بما حدث بواسطة الحمام الزاجل واستفاد المسلمون من خدمات الحمام الزاجل فى حروبهم ضد الصليبيين والتتار".

 

واختتم حديثه قائلا: "إلى جانب خط سير الحمام الزاجل من الفيوم إلى العاصمة أو قلعة الجبل، توجد خطوط أخرى فهناك خط بين القلعة والوجة القبلى وبين القلعة والإسكندرية، والقلعة ودمياط والقلعة، والسويس والقلعة وبلبيس متصلا بالشام مرورا بغزة ودمشق".

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة