الجمعة، 11 ديسمبر 2020 - 07:51 م

تحاول الأجهزة الرقابية فى دول العالم محاصرة الفساد والتصدى له حفاظا على المال العام وتوفير بيئة صالحة لجذب الاستثمارات وتحقيق الاصلاح الاقتصادى، غير أن هناك جانبا آخر هاما يحتاج للتركيز عليه وهو ثقافة الفساد.
هذه الثقافة التى تمنح التبريرات لكل سلوك خاطئ وتترسخ فى سلوكيات البعض، تعد مؤشرا واضحا لعدم الانتماء والتخلى عن القيم التربوية والأخلاقية، وهى تتفاوت فى جميع الدول ولكنها تنتعش وتنتقل من جيل لآخر حينما تغيب أساليب المساءلة والمحاسبة، فتفعيل القانون بشكل حاسم والعمل بمبدأ الشفافية فى جميع مصالح ومؤسسات الدولة هما الرادع الأقوى للفساد. ولاشك أن منظومة الشباك الواحد والتحول الرقمى وتوظيف التكنولوجيا قد ساهمت فى سد بعض منافذ الفساد، ولكننا أيضا نحتاج لغرس القيم الأخلاقية وصحوة الضمير والوازع الدينى بين الأجيال الجديدة من خلال الدور التربوى للمدارس ودور العبادة وتوعية الجمهور بأهمية المشاركة فى محاصرة الفساد من خلال الابلاغ عن أى مخالفات للجهات المعنية.    
ووسط احتفال العالم هذا الأسبوع باليوم العالمى لمكافحة الفساد تحت شعار «متحدون على مكافحة الفساد»، نحتاج لتوحيد جهود الأجهزة الرقابية المختلفة وتحقيق الشراكة المجتمعية ليؤدى كل منا دوره فى تضييق الخناق على الفاسدين. كذلك لابد من تفعيل أساليب الرقابة والمساءلة بحيث يعرف كل من تسول له نفسه أنه سيقع تحت طائلة القانون.