زينب عفيفى
زينب عفيفى


بينى وبينك

الغميضة

أخبار اليوم

الجمعة، 11 ديسمبر 2020 - 08:15 م

«الغميضة» العنوان الذى اختاره الروائى وليد علاء الدين لروايته التى صدرت حديثا عن دار الشروق، ليلفت الإنظار، ويثير الخيال بتلك اللعبة التى مارسناها جميعا، ونحن صغار.
 من البداية يحذرنا كاتب الرواية بأنها ليست رواية، وإنما هى مسرحية خبأتها فى جسد رواية، وكأنه أراد أن يلعب معنا كقراء لعبة الغميضة نفسها، ثم يتراجع قائلا:» لقد خدعتك ، يمكنك أن تقرأ لتكتشف بنفسك « وحين تقرأ تكتشف أن وليد علاء الدين قدم لنا رواية تجريبية فى لعبة الكتابة كما يصفها النقاد» بالتمرد على القواعد الثابتة فى الكتابة ،، وصولا إلى منجز روائى مغاير ، قوامه التجاوز والتجديد.»  الروية تدور حول ولد وبنت يجدان نفسيهما على خشبة مسرح الحياة، حيث الفرجة والانتقاء والمشاركة، الفرجة تحتاج إلى عينين، والانتقاء يتطلب معرفة والمشاركة لا تتم بلا مصارحة ووضوح؛ شرطها البسيط؛ أن نتعامل وجها لوجه، وإلا تحولت الحياة إلى ـ غميضةـ الفائز فيها هوالقادر على الاختباء والتمويه وإجادة استخدام الأقنعة، فهل يلجأ كل منهما إلى قناع يختبئ خلفه؟ أم يختاران اللعب على نظافة، وجهاً لوجه؟ الرواية تطرح فكرة الازدوجية والعيش بأكثر من وجه ، وهل علينا أن نعيش بوجوه ليست وجوهنا الحقيقية ؟ أسئلة كثيرة طرحتها الرواية لعالم أصبح فيه صاحب الوجه الواحد شخصية نادرة، والغالبية تعشق لعبة الاختباء فى الغميضة.. وفى حالة عدم وجود مكان نختبئ فيه يضطر اللاعب أن يرتدى قناعا ليخفى وجهه الحقيقى ؛ وكأن القناع الذى اختاره الطفل بفطرته نموذج للتلاعب بملامح الوجه بالاقنعة. ليتسع العالم من محل لعب الأطفال من حلم طفل إلى مسرح الحياة الواسع لنرى فيه كل أطياف الأقنعة التى تعكس خلالا اجتماعيا بعيدا عن الفطرة الطبيعية التى خلقنا الله عليها دون مكياج، لكن الحياة أحيانا تحتاج لحيل  وأقنعة كى نختبئ خلفها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة