السبت، 12 ديسمبر 2020 - 07:38 م

من بين عشرات الدعاوى القضائية التى أقامها الرئيس الأمريكى «ترامب» وأنصاره للطعن على نتائج انتخابات الرئاسة الأخيرة، تبدو خسارة الدعوى القضائية الأخيرة أمام المحكمة الفدرالية العليا هى الأقسى.. خاصة أن الحكم جاء قبل ساعات من اجتماع الاثنين غدا لكبار المصوتين من مختلف الولايات لإقرار نتائج الانتخابات!!
كان الرئيس ترامب قد علق آماله فيما يبدو على هذه الدعوى وحشد لها كل إمكانياته لتتحول من دعوى قضائية عادية أقامها بعض المسئولين الجمهوريين مطالبين بإلغاء نتائج الانتخابات فى عدة ولايات أساسية حسمت المعركة لصالح «بايدن» إلى ما يشبه الحملة الأخيرة فى الصراع القضائى حول الرئاسة.
دخل الرئيس ترامب على الدعوى القضائية بجهد مكثف. عقد لقاءات مع المسئولين الجمهوريين فى عدد كبير من الولايات لينضموا للقضية، ومعهم انضم أكثر من ١٢٠ من أعضاء الكونجرس الجمهوريين بعد أن أعلن الرئيس انضمامه للدعوى القضائية بصفته الشخصية!
ورغم استمرار الجدل حول جدوى الصراع القضائى الفاشل حتى الآن من جانب الفريق القانونى لترامب، فقد بدا أن أنصاره يعلقون أهمية على هذه الدعوى بالذات، فهى أمام المحكمة الأعلى التى تنتمى أغلبية قضاتها نحو اليمين، والتى بذل ترامب كل جهده لكى يعين فى فترة ولايته ثلاثة من أعضائها التسعة من المحافظين.. ولم يتذرع على أن يخاطبهم قبل إصدار الحكم فى الدعوى الأخيرة طالبا أن يظهروا شجاعة كبيرة وحكمة عظيمة لإنقاذ الولايات المتحدة!!
حكم المحكمة العليا جاء سريعا وحاسما. وفى بيان قصير أعلنت رفض الدعوى وكل الادعاءات التى جاءت بها، وهو الحكم الذى كان الكثيرون حتى داخل الحزب الجمهورى نفسه يتوقعونه، ومع ذلك أبدى الرئيس ترامب صدمته من الحكم فى تغريدة غاضبة على «تويتر» «المحكمة العليا خذلتنا.. لا حكمة ولا شجاعة» ثم مستطردا: إنها انتخابات مزورة، والمعركة مستمرة!!
هل يستمر ترامب بالفعل فى مثل هذه المعارك التى أصبح الكثيرون فى المعسكر الجمهورى أنها تخصم من رصيده ورصيد الحزب؟.. لا أحد يمكن له توقع خطوات ترامب القادمة، لكنه -بالتأكيد- سوف يجد نفسه أمام لحظة للتوقف أمام الحقيقة الساطعة لحكم القانون حيث يكون الخضوع له هو قمة الحكمة وغاية الشجاعة.