صورة موضوعية
صورة موضوعية


‮خطوبة «مضروبة» وادعاءات بالتحرش.. ‬التريند غيب عقول الشباب‬

بوابة أخبار اليوم

السبت، 12 ديسمبر 2020 - 08:26 م

- خبراء: تحقيق مكاسب مادية على حساب القيم والأخلاق فى ظل غياب دور الأسرة والمؤسسات التربوية

- أمين القومى للطفولة والأمومة: مخالف لمواد الدستور.. ويعاقب مرتكبوها بالمادة 291 من قانون العقوبات

كتبت: داليا أمين

عادات غريبة طرأت على المجتمع المصري وتأججت حدتها، وقودها مواقع السوشيال ميديا وحطبها بعض الأسر البسيطة الساعية خلف مزاعم الشهرة وجنون اللهث وراء جمع الأموال ضاربين بكل التقاليد الاجتماعية عرض الحائط.

لا يهتمون بمشاعر زوجة أو هلع طفل المهم نشر أكثر الفيديوهات شذوذاً لتحقيق أكبر قدر من المشاهدة، ومن ثم الانتشار وتحصيل المال.. فكيف انتشرت تلك الظاهرة وأهم الطرق للقضاء عليها ؟هذا ما نتعرف عليه من خلال التحقيق التالى..

وقف شاب يدعى مصطفى بمحافظة كفر الشيخ اسفل شباك شابة تدعى سماح ممسكاً بمكبر صوت وراح يؤكد انه خطيبها وقد لبى لها جميع طلباتها ولن يسمح لشخص آخر بخطبتها وعندما استهجن بعض الناس تصرفه تراجع مؤكداً انه يحب التمثيل واصدقاؤه يعلمون ذلك وان المنزل الذى وقف اسفله لا تسكن فيه شابة بهذا الاسم.

كما استغل احمدحسن «يوتيوبر» وفاة والد زوجته زينب لجمع عدد كبير من المشاهدين على قناته الرسمية، واستطاع حصد مليون ونصف مشاهدة في 8 ساعات فقط بعد عرضه لفيديو يسجل لحظة انهيار زوجته أثناء علمها بنبأ وفاة والدها، وفقدان حملها.

ومن قبل لم يخجل أحمد في تصوير زوجته اثناء الولادة وبعد ذلك ظهرت الأم بوجه أسود اللون، ما أدى إلى إصابة الطفلة بحالة من الهلع والرعب، ما أسفر عن استدعاء الثنائى الى نيابة البساتين، بعد ورود بلاغات من نجدة الطفل تتهم الثنائى بالإتجار بالبشر وفقا لأحكام القانون رقم 64 لسنة2010.

وتضمنت مواقع السوشيال ميديا قيام أشخاص يركبون دراجة نارية بعرقلة المارة المترجلين وإسقاطهم أرضاً فى منطقة المقطم وتصوير الواقعة، وتم القاء القبض عليهم حيث قالوا بأنهم ارادوا تحقيق نسبة مشاهدات عالية على مواقع التواصل الاجتماعي!.

وفى واقعة اخرى مشينة زعمت طالبة جامعية تعرضها وبعض زميلاتها لواقعة «تحرش منذ 4 أعوام» من أحد الطلبة بالكلية، مدعومة ببعض الصور المخلة لهم وتبين بأن الطالبة افتعلت الواقعة رغبةً منها فى الظهور والشهرة وقامت إدارة الجامعة بإحالة الواقعة للشئون القانونية لإتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة!.

المكاسب المالية

‏ فى البداية تقول الدكتورة هدى زكريا استاذ علم الاجتماع السياسى والعسكرى ان الهدف من بث مقاطع على اليوتيوب هو تحقيق المكاسب المادية الى جانب الشهرة ولو بطريقة مخزية على حساب الاخلاقيات والقيم، حيث يمكن لاى شخص نشر اى شىء بسهولة وبالمجان وكلما كان ماينشر شاذا و مثيرا كلما حصد مشاهدات اكثر وجنى اموال اكثر وارى ان هناك مؤامرة لتدمير المجتمعات العربية وذلك بهدم القيم والخلاق من الداخل ولابد لمؤسسات الدولة التصدى لها.

مشاركة القنوات الفضائية

ويضيف الدكتور ايهاب عبد الرحمن المصرى دكتوراه علم النفس والمحاضر بجامعة عين شمس ان هناك عدة اسباب وراء اندفاع الشباب نحو استخدام التيك توك فى تصوير انفسهم ويأتى على راسها الرغبة فى الثراء السريع دون بذل اى مجهود وايضا الشعور بالفراغ وحب الشهرة ولفت الانتباه وذلك لغياب دور الاسرة فى التنشئة الصحيحة وايضا بسبب عدم قيام وسائل الاعلام بدورها فى توعية النشء بل على العكس نجد بعض القنوات تستضيف اصحاب الترند وتعمل معهم لقاءات سعيا وراء الاستفادة من شهرتهم فى تحقيق نسبة مشاهدة عالية وبالتالى تتدفق الاعلانات على البرنامج، لذلك يجب ان تقوم المؤسسات التربوية والاعلامية والدينية بدورهم فى نشر الوعى بخطورة ما يفعله هؤلاء لانه يهدم القيم الاخلاقية فى المجتمع

مخالف للقانون

‏ وتؤكد الدكتورة سحر السنباطي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن هذه الوقائع هي مخالفة للقانون وانتهاك لحقوق الطفل ولا يوجد أي مبرر لاستغلال طفلة اليوتيوبر بهذا الشكل، ونشر فيديوهات بوقائع تتضمن إساءة لها كما أنها تعد مخالفة للمادة 80 من الدستور المصري وأيضا مخالفة للمادة 96 من قانون الطفل المصرى والتي تتضمن حالات تعرض الطفل للخطر وتهدد سلامة التنشئة الواجب توافرها للطفل. كما تعد مخالفة لما تتضمنه المادة 291 من قانون العقوبات من حظر المساس بحق الطفل من الاتجار به أو الاستغلال الجنسي أو التجاري أو الاقتصادي مشيرة الى أن المجلس القومي للطفولة والأمومة سيتخذ كافة الإجراءات اللازمة حيال أي انتهاك ضد الأطفال وناشدت المواطنين بالتواصل معها والإبلاغ بأي وقائع تتضمن اساءة أو عنف ضد الطفل وذلك من خلال خط نجدة الطفل 16000.

تقليد أعمى

ويرى الدكتور محمد الجندى خبير أمن المعلومات، إن نشرتلك المقاطع من الفيديوهات تعمل على هدم القيم في المجتمع، مؤكدا أن الهدف منها هو التربح المالي، ما دفع البعض للمتاجرة بالزوجة والأطفال كما حدث في الواقعة الشهيرة لليوتيوبر أحمد حسن، مشيرا الى ان الحديث عن الأرباح والملايين التي يحققها مشاهير اليوتيوب والتواصل الاجتماعي تدفع آخرين للتقليد الأعمي لتلك الأفعال المشينة، وهو الأمر الذي اصبح بحاجة لوقفة من قبل الجهات المعنية في الدولة من أجل الحفاظ على قيم المجتمع.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة