ضريح الامير أحمد بن شديد
ضريح الامير أحمد بن شديد


حكايات| سدس الأمراء.. بوابة الفتح الإسلامي لصعيد مصر

حمدي علي

الأحد، 13 ديسمبر 2020 - 06:19 ص

معركة حامية الوطيس شهدها صعيد مصر، وعلى أرضها تعرض الرومان لهزيمة نكراء وفروا مدبرين.. هنا قرية سدس الأمراء التابعة لمركز ببا جنوب بني سويف، والتي تعود تسميتها إلى عام 93 هجرية، عقب فتح عمرو بن العاص مصر بعد احتلال روماني دام ألف عام.

تعود أصول القصة إلى قيام عمرو بن العاص بالدفع بـ6 ألوية يقودها أمراء بينهم "أحمد بن شديد بن سمى الغطفاني"، الذى ينتمى إلى عائلة أخواله لمطاردة الرومان في صعيد مصر، فعسكر الجيش الإسلامي بقرية سدس، وأطلق الأمير أحمد ابن شديد شائعة بأنه ليس لديه سوى لواء واحد بقيادته فنجحت الخدعة الاستراتيجية ووصلت المعلومة الحربية عن طريق الجواسيس إلى جيش الرومان.

سارع الرومان إلى مهاجمة جيش المسلمين ففوجئوا بوجود الأمراء الستة بألويتهم ودارت معركة كبيرة، في 14 من شعبان عام 93 هجريا، هزم خلالها الرومان وفروا هاربين، فتبعهم خمسة أمراء بألويتهم لمطاردتهم في الصعيد، تاركين الأمير أحمد بن شديد بلوائه ليحمي المنطقة التي أطلق عليها "٦/١ الأمراء" أي واحد من ستة أمراء حاربوا الرومان وهزموهم.

وعاش الأمير لسنوات بالقرية بنى خلالها مسجدا يحمل اسمه وعند رحيله دفن بجوار المسجد وبني على قبره ضريحا يزوره المريدون وتقيم الطرق الصوفية احتفالا سنويا له.

الشيخ مرزوق محمد ربيع الباحث الإسلامي وأحد أبناء قرية سدس الأمراء تحدث عن بلدتهم التي كانت عبارة عن ربوة عالية مرتفعة لا تصل إليها مياه الفيضانات، كما أن الخرائط الجغرافية المعلنة عام 1906 تظهر بها "سدس" وبها مقابر الرومان، وعلى مسافة منها جبانة المسلمين، مما يدل على أن القرية شهدت فترتي احتلال الرومان لمصر، والفتوحات الإسلامية لطردهم منها.

ويروي ربيع أن القرية بها مسجد الأمير أحمد بن شديد ورغم تغير معالمه إلا أن مئذنته التاريخية الأثرية ما زالت موجودة بحالتها فضلا عن ضريح الأمير الملاصق للمسجد ويضم القبر والمقام، وبجوار الضريح شجرة "دقن الباشا" وهي أثرية عمرها من  نفس عمر القرية تقريبا.

وتشتهر القرية أيضا بوجود 8 أضرحة لأولياء الله الصالحين، يمثلون عصورا قديمة وحديثة وهم في العصر القديم: (الشيخ الضبوصي، والأربعيني، والحداد، موسى، سليم، بركات)، بالإضافة إلى أحمد مرزوق، ومحمد الفاتح اللذان يمثلان العصر الحديث، وذلك فضلا عن 3 آبار أثرية قديمة وهي (أبازيد - الأربعيني – مبارك).

وكان الأهالي يروون ظمأ ماشيتهم من مياهها بدلا من مياه الترع، وذلك عن طريق ما يشبه الشادوف وهو دلو مربوط بحبل يرفع المياه من أسفل البئر إلى الحوض الموجود بأعلى البئر، وذلك مقابل كمية من القمح يقدمونها لخادم البئر والقائم عليه، ولا يزال بئر الأربعيني موجودا بالقرية ويستخدمه الأهالي عند انقطاع المياه في ري عطش المواشي، فضلا عن أنه مزار سياحي لكن لا يزال يحتاج يد التطوير.

اقرأ أيضا: حكايات| «جزمتك على مزاجك».. أحذية محلية من التراث الشعبي والنوبي

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة