صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


تقرير خاص| مواد فحص كورونا.. معضلة في قطاع غزة مع استمرار الجائحة

أحمد نزيه

الأحد، 13 ديسمبر 2020 - 11:27 ص

تظل جائحة كورونا تمثل هاجسًا كبيرًا لعديد شعوب العالم، بما في ذلك العالم العربي، الذي يعيش على وقع استمرار انتشار الوباء، خاصةً مع دخول أشهر فصل الشتاء في بلدان المنطقة العربية.

وفي فلسطين، وتحديدًا في قطاع غزة، لا يختفي مشهد انتشار وباء كورونا منذ شهر أغسطس الماضي، حينما دخل مرض "كوفيد-19" لأول مرة في القطاع بين سكانه، خلاف حالات الحجر  للقادمين من خارج القطاع.

ويوم الأحد الماضي، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، بشكلٍ مفاجئٍ، نفاد مواد فحص فيروس كورونا من القطاع، وعلى ضوء ذلك توقف المختبر المركزي عن إجراء الفحوصات المخبرية للحالات المشتبه في إصابتها بعدوى "كوفيد-19" داخل القطاع.

وفي الأيام الموالية، كانت وزارة الصحة الفلسطينية تعلن حصيلة الإصابات اليومية بفيروس كورونا في البلاد، من دون قطاع غزة، إلى غاية يوم الخميس الماضي.

وأعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية  مي الكيلة، أول أمس الجمعة 11 ديسمبر، تسجيل 617 حالة إصابة في القطاع، كما تم تسجيل 505 حالات يوم أمس السبت.

توفر مواد الفحص بعد انقطاع

وحول الوضع الصحي الحالي في القطاع، يقول الدكتور محمد عبد المنعم، استشاري الأمراض الصدرية في قطاع غزة، إن "الوضع صعب جدًا بالمستشفيات بسبب اكتظاظ المستشفيات، وكتر الحالات"، مستدركًا بالقول: "أما بالنسبة لمواد الفحص لم تنقطع لمدة طويلة بل انقطعت ليومٍ، واستلمت وزارة الصحة كمية جديدة لا بأس بها من مواد الفحص".

ويتحدث طبيب الأمراض الصدرية لـ"بوابة أخبار اليوم"، عن أن مواد الفحص التي تم استلامها ستكفي على الأرجح لعدة أيام، مشيرًا إلى أن عدد حالات الاشتباه في كل مستشفى بالقطاع يترواح يوميًا بين 150 و200 حالة اشتباه.

وحول طريقة التعامل في المستشفيات، خلال المدة التي انقطعت خلالها مواد فحص كورونا، يوضح "عبد المنعم" قائلًا: "كان الاطباء يوصون المرضى المشتبه بهم في الإصابة أن يحجروا أنفسهم في بيوتهم مع التوصيات اللازمة، والعلاج اللازم، أما الحالات التي كانت شديدة خاصة التهابات رئوية كانوا يُحجزون في المستشفيات لتلقي العلاج حتى دون عمل فحص لحين توفر المواد".

وحول مدى توافر الوسائل الأخرى البديلة لفحوصات كورونا مثل "الرابيد تيست"، يقول عبد المنعم: "الرابيد تيست لم يكون ناجحًا في المستشفيات. قمنا بعمل بعض الحالات بالرابيد تيست وأعيد الفحوصات عبر "PCR"، والنتائج كانت محتلفة، لذلك لم نعتمد عليه (الرابيد تيست)". 

وحول عدد المصابين حاليًا بفيروس كورونا في مستشفيات القطاع، يشير قائلًا: "بصراحة ما عندي أرقام حقيقية، ولكن المستشفيات جميعها ممتلئة، وتم الاستعانة بالمدارس لحجر الحالات النشطه التي يلزم لها العلاج والمتابعه الطبية".

2500 فحص يومي

ومن جهته، يقول الدكتور شادي صبحي عوض، استشاري أمراض الصدرية ومناظير الرئة في مستشفى الشفاء، إن "الأمور داخل مستشفيات قطاع غزة إلى حد هذه اللحظة مسيطر عليها، ولكن هناك اكتظاظ بعدد المرضي المصابين بكورونا في المستشفيات والعناية المركزة".

ويضيف الدكتور شادي، لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن "المرضي المصابين هم أعداد كبيرة، منهم من أصحاب الأمراض المزمنة وفئة الشباب، وأيضًا من الطواقم الطبية".

وأشار إلى أنه تم توفير مسحات خاصة بفحص كورونا خلال الأيام الماضية، وأنه تم توفيرها بأعداد كبيرة خلال ما كان عليه الوضع مطلع الأسبوع الماضي، لكنه لم يحدد عدد الأيام التي تستكفيها هذه المعدات، منوهًا إلى أن ذلك يخضع لعدد الفحوصات اليومية، والتي تبلغ حاليًا نحو 2500 فحص بصورةٍ يوميةٍ. 

ويذكر الطبيب بمستشفى الشفاء أن العمل داخل المستشفيات كخلية النحل، متابعًا: "إذا تم ازدياد أعداد المصابين سوف يكون هناك نقص في الأسرة داخل المستشفيات والعناية المركزة".

أسباب تفشي كورونا في غزة

وتعيش فلسطين على وقع موجة تفشٍ غير مسبوقة لوباء فيروس كورونا خلال الأيام الأخيرة، مع تجاوز حصيلة الإصابات اليومية أكثر من ألفي حالة في بعض الأيام في الفترة الأخيرة، وكذلك الوضع في قطاع غزة، الذي لم يكن يعرف تفشيًا لوباء "كوفيد-19" قبل شهر أغسطس الماضي.

ويرجع دكتور فوزي عوض، محاضر جامعي، وهو أحد مواطني قطاع غزة، الأسباب وراء تفشي كورونا في القطاع إلى غياب الوعي وعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وفي ظل أزمة غزة السكانية والازدحام الشديد، معتبرًا إياها أسباب مباشرة في ارتفاع نسبة المصابين، مطالبًا سكان القطاع بالالتزام بالإجراءات الوقائية للحد من انتشار الجائحة.

وخلال تصريحه لـ"بوابة أخبار اليوم"، أثنى عوض على الدور الذي تقوم به القيادة الفلسطينية ممثلةً في الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية في تقديم كل أشكال الدعم لعلاج المصابين في القطاع، حسب قوله.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة