صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


قلق في كوبا بسبب توحيد العملة

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 13 ديسمبر 2020 - 06:01 م

تقرير: ياسمين السيد هاني

يسود قلق كبير بين العديد من سكان كوبا، التي ستعتمد عملة موحدة في الأول من يناير، من ارتفاع الأسعار والأجور.

ومن شأن هذا الإجراء أن يؤدي إلى ارتفاع الحد الأدنى للأجور 5 مرات وسعر الخبز 20 مرة، وكل أرقام هذا الإصلاح المعقد المنشورة في 165 صفحة من الجريدة الرسمية، تجعل السكان يشعرون بالدوار.

وفي الأول من يناير، سيبدأ سحب البيزو القابل للتحويل (كوك) والذي يتساوى مع الدولار وبدأ تداوله في 1994 لمجاراة هذه العملة ثم استبدالها، من التداول وسيبقى فقط البيزو الكوبي (كوب) الذي تقل قيمته عن "كوك" 24 مرة.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ماريا (67 عاما)، عاكسة قلق العديد من الكوبيين، قائلة: "نحن أصحاب الدخل المنخفض نخشى أن ترتفع الأسعار"، مضيفة: "أنا أعتمد على المساعدة الاجتماعية".

فيما يؤكد روبرتو بيريوت وهو متقاعد يبلغ 77 عاما، أن "الدولة ستعلم كيف ستبيع البضائع حتى نتمكن نحن الفقراء من العيش".

وتقول ليوريس كوستا وهي طالبة كيمياء حيوية تبلغ من العمر 20 عاما "بلدنا يحتاج إلى تغيير وليس هناك طريقة أفضل من الاقتصاد للبدء به، فهو مجال مهم جدا يمكن أن يوفر أساسا أكثر استقرارا لمزيد من التطوير".

هذا هو هدف الحكومة الشيوعية: فمع دمج عملتين محليتين يتم التداول بهما منذ 26 عاما، فهي تريد جعل اقتصاد الجزيرة أكثر وضوحا وجاذبية للمستثمرين الأجانب.

وتحتاج كوبا المتضررة جراء تشديد العقوبات الأمريكية وتداعيات وباء كوفيد-19 الاقتصادية، إلى أموال أجنبية أكثر من أي وقت مضى.

ويعتبر ريكاردو توريس وهو خبير اقتصادي في جامعة هافانا، إن هذا التحول سيجعل من الممكن وضع كوبا بشكل أكثر وضوحا على الساحة الدولية لجعل الأرقام أكثر قابلية للمقارنة بأرقام البلدان الأخرى، مضيفا: "بالطبع يسهل اتخاذ القرار ووصول مستثمرين محتملين".

ويشير بافيل فيدال وهو خبير اقتصادي كوبي في جامعة خافريانا دي كالي (كولومبيا) إلى أن فترة من الاضطراب ستواجه البلاد، موضحا: "ستكون هناك أشهر عدة من عدم الاستقرار النقدي والمالي حتى تبدأ الأسعار الاقتراب من مستوى التوازن".

وبهدف احتواء التضخم الحاد الذي يتوقعه الخبراء، قامت الحكومة بتفصيل الأسعار التي ستطبق على عشرات المنتجات، من الأرز إلى الفاصوليا السوداء والحليب والوقود.

وعلى سبيل المثال، سيرتفع سعر الخبز اليومي الذي يبلغ وزنه 80 جراما بمقدار 20 مرة، لكنه سيبقى منخفضا: بيزو واحد (4 سنتات من الدولار)، كما سترتفع كلفة خدمات المياه والغاز والكهرباء والنقل.

وسيرتفع الحد الأدنى للأجور إلى 2100 بيزو (87 دولارا)، بزيادة مقدارها 525 %، ومن المتوقع أن تبقى العملة الكوبية مبدئيا عند السعر الثابت البالغ 24 بيزو لكل دولار، لمنعه من الانهيار مقابل العملة الخضراء التي أعيد التداول بها أخيرًا في الجزيرة بعد فتح متاجر للأجهزة المنزلية والمطاعم حيث لا يمكن الدفع إلا بهذه العملة.

لكن في السوق السوداء، فإن الدولار الذي لا يمكن العثور عليه في المصارف الكوبية ومراكز الصرافة، تحلق قيمته منذ أشهر.

ويقول ريكاردو توريس لاعب كرة قدم: "مع أزمة بهذا الحجم، من الواضح أن العملات الأجنبية قد تعتبر ملاذا آمنا، لأن قيمتها مضمونة وتوفر الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية" إذ ان متاجر السوبرماركت الكبيرة التي تتداول بالعملة الأجنبية تحصل على منتجات أفضل بكثير من التي تتداول بالعملة المحلية. ويتّفق جميع الاقتصاديين مع ذلك، على أن هذا الإصلاح شر لا بد منه.

ويوضح جون كافوليتش رئيس المجلس الاقتصادي والتجاري (الأمريكي - الكوبي): "حتى لو أنه لا مفر من معاناة السكان، فإن نتيجة (الإصلاح) يجب أن تعيد إحياء الاهتمام التجاري بالسوق الكوبية".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة