د. فادية عبد الجواد
د. فادية عبد الجواد


أبطال التحدي| فادية عبد الجواد.. أول طبيبة صماء في العالم

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 13 ديسمبر 2020 - 08:09 م

كتبت- دينا درويش

من رحم الألم يولد الأمل، ومن عمق الظلام ينبثق النور.. هذا هو باختصار مشوار فادية عبد الجواد، استشاري الأمراض الجلدية والتجميل، وأول طبيبة صماء في العالم.

فادية عبد الجواد التحقت وتخرجت من كلية الطب ومارست المهنة لعشرين عاماً، وهى صماء تماماً، قبل زرع قوقعتين بعد ٤١ عاماً من الصمم استعادت بهما السمع مؤخراً.

حكاية ورحلة فادية لم تكن سهلة ولكن باختصار هى قرار اتخذته وهي طفلة صغيرة وصممت على تحقيقه رغم الصعوبات، ورغم انها ولدت طفلة طبيعية تسمع وتتكلم ومتفوقة دراسياً وتشارك فى جميع الأنشطة الثقافية والفنية في مدرستها الابتدائية، إلا أنها فجأة وهي في عمر ١١ عاماً اصيبت بحمى شوكية كان نتيجتها فقدان كامل للسمع فى الأذنين، وبعد الموسيقى والغناء والجمباز والباليه، والحياة الصاخبة وجدت نفسها أسيرة فى عالم الصمت.

وتحكي فادية قائلة: "وبطريق المصادفة وجدت طريقة للتواصل مع من حولي بقراءة حركة الشفاه وظللت أدرب نفسي حتى اتقنتها تماماً، واعتمدت عليها فى حياتي ودراستي،  وقررت انى لابد أن أساعد نفسي وابذل اقصى جهدي لأكسر حاجز الصمت من حولي".

وتابعت: "بسبب وعىّ الوالد بأهمية الدمج وثقته فى قدراتي، الحقنى بمدرسة إعدادية تقليدية ولم أجد أي صعوبة، فقد كنت أعشق الدراسة والكتب وكنت الأولى على مدرستي وهي غمرة الإعدادية والأولى أيضاً على مدرستي العباسية  الثانوية بمجموع ٩٧ ٪؜.. بعدها قررت أن احقق حلم عمري بأن اكون طبيبة تخدم الناس والتحقت بكلية طب جامعة عين شمس".

وتكمل: "كانت مرحلة الجامعة فى غاية الصعوبة، بمثابة تحدي يومي بمعنى الكلمة، فكنت اقضى يومي كله فى الكلية والمعامل والمشرحة أحاول فك شفرات المناهج الطبية الصعبة معتمدة على نفسي فقط والكثير من الكتب  ثم أعود لمنزلي وأسهر حتى ساعات الصباح الأولى أدرس مستعينة بالعشرات من الكتب والمراجع الطبية".

وأضافت: " الامتحانات الشفوية التى تمثل الرعب لطلبة الطب عموماً خوفاً من عدم معرفة الاجابات، لكنها كانت تمثل لى مشكلة أخرى ليس خوفا من عدم معرفة الاجابة بل خوفا من عدم معرفة السؤال اما الاجابة فانا كفيلة بها، فقد عشقت الطب وكنت أذاكر من مراجع عديدة فى كل مادة ولم اكتف بكتاب واحد أو مذكرات وملازم كما يفعل الكثيرون، وبعد كفاح سنوات متصلة لا اذكر أنني حصلت على يوماً واحداً إجازة فيها تخرجت عام ١٩٨٦".

بجانب عملها الناجح، فهي زوجة وأم وعملت داخل وخارج مصر لمدة ٢٠ عاماً قبل اجراء أول عملية زرع قوقعة عام٢٠٠٦  بإلحاح من ابنتها الكبرى جهاد.

وتكمل: "وقتها كنت أظن انى بخير حال، ولايوجد ماهو افضل وانى ناجحة فى عملى ومشغولة بأولادى ومتأقلمة الى حد انى نسيت إصابتي بالصم، وكنت حقا مخطئة تماما و توكلت على الله وأجريت عملية القوقعة ولأول مرة فى حياتى اسمع كلمة ( ماما) واسمع صوت أولادى الأربعة وهم شباب كبار، ولأول مرة ألبي نداء(ماما) وهو يأتيني من بعيد دون أن يكونوا أمامي لأقرأ حركة شفاههم".

واختتمت: "امتلأت حياتي بالبهجة والروعة واستعدت التواصل الإنساني الطبيعي والبهجة، وشعرت أني استعدت الحياة وليس السمع فقط، وبفضل الله اجريت العملية الثانية عام ٢٠١٤ بعد ٤١ عاماً من الصمم واستعدت السمع فى الأذن الأخرى، وتعجز كل الكلمات فى كل قواميس اللغة عن وصف شعوري بعد استعادة السمع".

وتعبيراً عن امتنانها وأمنيتها أن يعيش كل أصم تلك اللحظة الباهرة، ويستعيد السمع وخصوصاً الأطفال آمل الغد قامت بإطلاق مبادرة (السمع حياة) وبتأسيس جمعية (السمع صوت الحياة) التى تتولي رئاسة مجلس أدارتها مع نخبة من الأساتذة وأولياء أمور الاطفال لرعاية وتأهيل مستخدمي القوقعة، وتسعي من خلال تلك المبادرة أن تساهم هذه المؤسسة بفاعلية وقوة فى القضاء على مشكلة الصمم بحلول عام ٢٠٣٠.

اقرأ أيضاً| عهد «السيسي».. العصر «الذهبي» لأصحاب الهمم

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة