صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات الحوادث| شنق نفسه.. وفاءً لزوجته‎

علاء عبدالعظيم

الأحد، 13 ديسمبر 2020 - 09:06 م

ما أصعب وأمر أن يقع الإنسان في قبضة اليأس، ويسيطر عليه شيطانه، فيحطم معنوياته، حيث أعتقد الزوج أن الموت أحب إليه من أي شيء، وليس ما في الدنيا ما يغريه فأراد أن يودعها بإرادته، وفي عينيه صرامة حزينة، وتصميم رهيب، لكن الذنب سوف يثقل كاهله أمام الخالق عز وجل.

ودع زوجته في كفنها الأبيض، تنزل من عينيه الدموع كالشلالات، يمطر بها تراب القبر، ويطيل النظر إليها، وكأن خيط غير مرئي، يشد عيناه، ويمنع رأسه من الالتفات بعيدا عنها، لكنه لا يجرؤ على الاقتراب منها، وما إن عاد إلى المنزل، وشيئ ما بداخله يهب كالعاصفة، تقتلع من نفسه جذور الأمل، وتزحف إلى صدره غمامة من اليأس المرير، تطمس أحلامه، ويشعر بالوحدة، وأخذ يبكي بكاءا مريرا، حتى أشهرت الغدد الدمعية إفلاسها، وتوقفت عن ضخ الدموع، وتحولت إلى غدد للنحيب الجاف.

وأصبح لم يعد متمسكا بالحياة، يميل إلى الوحدة، وامتنع عن الطعام والشراب، تراود مخيلته صورة زوجته التي أحبها بجنون، ولم يحسب حساب هذا اليوم، وهو يوم وفاتها، استمر الزوج على هذا الحال، لمدة ٢٠ يوما، حبيسا داخل غرفة نومه، يشعر وكأن جدرانها تنطبق على صدره، وبلا مقدمات، اهتزت كل المرئيات أمام عينيه، تدق رأسه أفكار سوداء، وظلمة من اليأس، وانتفض من فوق سريره، وأعد المشنقة بسقف الغرفة، يشعر بالبرودة التي أصابت جسده بالرعشة بعد زوال الدفء الذي كانت تحيطه به زوجته، ولقي حتفه متأثرا بأحزانه.

فالمشهد الذي عاشه أهل الزوج أكبر من تحمله، حيث جحظت الأعين، وعلت الدهشة الوجوه عندما وقعت أعينهم على جسد الزوج يتدلى من أعلى سقف الغرفة، بعدما قرر أن يلحق بزوجته، وسيطرت عليه موجة عارمة من الحزن على فراقها، ووفاءا لها.

وبإخطار اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة، انتقل على الفور المقدم محمد السيسي، رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، وبعمل التحريات المكثفة، تبين أن الزوج قام بالانتحار شنقا، حزنا على زوجته، ولا يوجد هناك أي شبهة جنائية، وصرحت النيابة بدفن جثة الزوج، بعد العرض على الطب الشرعي، وتولت التحقيقات.

اقرأ أيضا|

التصريح بدفن رفات زوجة سفاح الجيزة بعد 5 سنوات من الوفاة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة