زعيمة اليمين الفرنسى خلال حوارها مع الإعلامى نشأت الديهى فى باريس
زعيمة اليمين الفرنسى خلال حوارها مع الإعلامى نشأت الديهى فى باريس


زعيمة اليمين الفرنسى: مصر نموذج فى عدم الخلط بين الدين والتطرف

الأخبار

الإثنين، 14 ديسمبر 2020 - 07:06 م

حوار الإعلامي/ نشأت الديهي

» سأدرج‭ ‬جماعة ‭‬‮«‬الإخوان‮»‬‭‬ على‭ ‬قوائم‭ ‬الإرهاب‭ ‬عندما‭ ‬أسكن‭ ‬الإليزيه

كشفت رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية وزعيمة اليمين الفرنسى "مارين لوبان" عن خطتها الكاملة لمواجهة الجماعات المتطرفة ومنها جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية فى العالم وضرورة التصدى لهم ولأفكارهم.

وقالت لوبان أن حل‭ ‬الدولتين‭ ‬الأنسب‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية، وأن سياسات تركيا عدائية تجاه أوروبا وطالبت الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى باتخاذ إجراءات حاسمة ضد التدخلات التركية، وقالت لوبان خلال حوارها مع الإعلامى نشأت الديهي، مقدم برنامج "بالورقة والقلم"، عبر فضائية "TEN"، أنها ستخوض الانتخابات الرئاسية القادمة.

 

حل‭ ‬الدولتين‭ ‬الأنسب‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية

- هل هناك نية لدخول الانتخابات الفرنسية القادمة وما حظوظكم المتوقعة فى هذه الانتخابات ؟
بالطبع سأخوض الانتخابات الرئاسية وهذا ما أعلنته من قبل ولدى حظ وفير بالفوز فى هذه الانتخابات؛ ويجب أن يقرر الفرنسيون ويختاروا بين نموذج عالمى يجسده الرئيس ماكرون وبين النموذج القومى الذى أمثله أنا.

وأرى أن لدى حظًا وفيرًا فى ذلك وأرى أن فرنسا فى مفترق طرق مثل أوروبا والعالم أجمع ونحن وصلنا إلى ذروة العولمة التي أفقدت الدول هويتها وقوتها وسماتها المميزة.

- كيف يمكن أن نعيد للإنسانية بهائها ونقضي على خطر الإرهاب؟
فى الواقع يجب أن نكون واضحين فى المقام الأول، إذا لم نشخص المشكلة، لن نتمكن من وضع حل لها فيجب أن نوضح أن الإسلاميين المتطرفين، أو الإرهابيين بالأحرى يشنون حرباً على العالم ويشهرون أسلحتهم فى وجه العديد من الدول، بما فى ذلك دول إسلامية مثل مصر، فيتعين علينا أن نضع تعاونا دوليا للتصدى لهذا الإرهاب.

مواجهة التطرف

- نشعر بالعجز أمام انتشار التطرف الدينى.. فكيف يمكن أن نستخدم المنظمات والمؤسسات الدولية لمواجهة ظاهرة التطرف؟
نعم لديك كل الحق فى قول كل ذلك فجزء من العجز الذى نشعر به نابع من عجز بعض القادة، وعلى وجه الخصوص القادة الأوروبيين فيما يخص قدرتهم على تنسيق ومواءمة خطابهم وعملهم أيضا ودبلوماسيتهم التى كان من المفترض أن تصب جميعها فى صالح محاربة الإرهاب، والعجيب أن هناك دولا تساند الإيديولوجيات الإسلامية المتطرفة وتشارك فى محافل دولية لهم.

- لو كنت رئيساً لفرنسا.. فما خطتك لمواجهة الإرهاب؟
لمواجهة الإرهاب يجب وضع خطة ترتكز على عدة محاور أول هذه المحاور المحور الدبلوماسى لعزل هذه الدول والمحور الثانى حربي، حتى تتمكن جيوشنا من ردع هذا الإرهاب والمحور الثالث استخباراتى لإحباط هذه الأطراف.

- هناك تجربة مصرية لمواجهة الإرهاب.. رأيك فى التجربة ولماذا لم تدرج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية فى فرنسا؟
كان عليك أن توجه هذا السؤال للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لأننى أطالب منذ عدة سنوات بإدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، فأنا على دراية تماما بمحاولة هذه الجماعة فرض التطرف ومحاولتهم لتأسيس أيديولوجيات لاستقطاب الشباب، ورأينا ذلك فى مصر والإمارات التى تواجه هذا التطرف منذ زمن بعيد، وتقديرى الشخصى أن تجربة مصر إيجابية للغاية لأننى أعلم أن هذه الحرب شديدة الصعوبة، وكان من المفترض أن تكون فرنسا حليفا لمصر فى حربها ضد الإرهاب.

- حدثينا عن أهمية زيارة الرئيس السيسي لفرنسا؟
مصر رمز وهى دولة إسلامية تحارب الأصولية الإسلامية، وتقدم نموذجا قائما على أنه لا يوجد أى نوع من الخلط بين الإسلام المتطرف والديانة الإسلامية، لذلك كان من المفترض أن يضرب المثل بهذا البلد العظيم، لنثبت للمسلمين الفرنسيين أن الحرب ليست حربا ضد الإسلام، بل حرب موجهة إلى إيديولوجية قاتلة وسامة.

تصدت  للإرهاب

- لوكنت داخل قصر الإليزيه الآن.. هل تتخذين قرارًا بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية؟ 
لو كنت رئيسا للجمهورية سيختلف الأمر كثيرا، وهذا واضح لأن فرنسا ساهمت بشكل كبير، بتحركاتها العشوائية فى تعزيز التطرف الإسلامى فى العالم أجمع، وأذكر أن وزير الخارجية الفرنسى أثنى على جبهة النصرة، وأحمد الله أن روسيا تصدت للإرهاب ومنعت وصوله إلى أوروبا، وما أتمناه هو سن تشريعات لمواجهة الظاهرة.

- هناك دولة مارقة تسمى تركيا.. كيف يمكن مواجهة المد العثمانى الجديد فى الشرق الأوسط؟
فى الحقيقة يجب أن نفهم أن تركيا تسعى لإعادة فرض هيمنتها العثمانية على كافة الأراضى التاريخية بالنسبة لها، وذلك من خلال اللجوء للقوة مع كل شيء وضد كل شيء، ويتعين علينا أن نأخذ هذه المعطيات فى الاعتبار، وعلينا أن نضع خطة عمل ترتكز على عدة محاور، منها عزل أعدائنا وردعهم، وإحباط خططهم وعلينا أن نشارك فى رابطة الدول التى انضمت لبعضها البعض حتى تتمكن من التصدى لمخططات تركيا وأخص بالذكر مصر والإمارات واليونان.

- وما الدور الأوروبى  فى التصدى لمواجهة البلطجة التركية ؟
الدول الأوروبية تتحفظ بشكل أو بآخر فى إدانة تصرفات وأفعال تركيا فألمانيا على سبيل المثال متحفظة للغاية، لكن تركيا على العكس من ذلك تتبجح فى الهجوم على الدول المنتمية لحلف الأطلسي، والاتحاد الأوروبى لايزال يدرس انضمام تركيا للاتحاد، على الرغم من أنها ما زالت تعتدى على دول أوربية، وهذا الوضع غير مقبول.

ويجب على الصعيد الدبلوماسى أن نعزل تركيا، وأن نسلح ونعزز جيوشنا حتى تتمكن من ردعها، ويجب أن تعمل الأجهزة الاستخباراتية حتى تحبط مخططاتهم.

حل الدولتين

- رؤيتك للقضية الفلسطينة.. كيف يمكن أن نصل إلى سلام دائم فى الشرق الأوسط وحل الأزمة؟
حتى هذه اللحظة لم يتمكن أى شخص من التوصل إلى تسوية فى هذا النزاع.. لكن أنا على قناعة أنه يجب أن تتمتع إسرائيل بعامل الأمان، فلا يمكن أن يقبع الشعب الإسرائيلى فى الخوف والذعر إلى مالا نهاية، فيجب أن تصبح دولة.

وحل الدولتين هو الحل الأنسب بحيث أن تكون كل دولة لها سيادة وأن تكون هناك حدود فاصلة بينهم، وحينها تكون فلسطين مسئولة عن كل ما يحدث فى أراضيها واستمرار الأعمال الإرهابية، ووجود جماعات متطرفة على أراضيها وستكون مسئولة أمام المؤسسات الدولية وهنا نستطيع أن نطلب من فلسطين أن تحترم القوانين الدولية، ويجب أن نظل متفائلين حتى الوصول إلى حل.

- هل تتفقين معى أن الاتحاد الأوروبى ترك الساحة للولايات المتحدة فى أزمة القضية الفلسطينية؟
الولايات المتحدة تدافع عن مصالحها، والمشكلة تكمن فى أنهم يريدون أن يقودوا العالم، كما أوضح الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن.. وفرنسا يمكنها أن تلعب دورًا مهمًا فى هذ الأزمة.

- على ذكر بايدن.. كيف تقيمين علاقة الاتحاد الأوروبى مع الولايات المتحدة فى ظل حكمه؟
لا أتوقع تغييرا جذريا فى السياسة الأمريكية، لأن الولايات المتحدة تدافع عن مصالحها، أيا كان اللون السياسي، الذى ينتمى إليه الرئيس، ولا أعتقد أن أمرًا ما سيتغير، ودائما ما تريد الولايات المتحدة فرض نموذجها التجاري، وسنعانى دائما من هذا الضغط القانونى التى تمارسه أمريكا على فرنسا والاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب تخطى قوانينها لحدودها.

- هل سيسير الرئيس الأمريكى بايدن على نفس خطى ترامب؟
أتوقع ألا يسير بايدن على خطى ترامب، أى أنه لا يتعامل على أن الولايات المتحدة تشكل إمبراطورية، بل سيتعامل على أنها أمة وتصريح بايدن بأن الولايات المتحدة ستقود العالم هذا تصريح غير مطمئن، لأنه يدل على أنهم أوصياء على العالم وسياستهم حول العالم لا تبشر بأى خير إذا نظرنا إلى تدخلاتهم فى العراق وليبيا وفى سوريا فلا أظن أن تدخلهم ساهم فى إرساء السلام.

- هناك كثير من اللغط حول علاقة حزبكم بالإسلام.. فهل حقا تكرهون المسلمين؟ 
أعتقد أن الإسلاميين نجحوا فى إقناع جزء من المسلمين حول العالم فى أن محاربة التطرف هى محاربة للإسلام كدين وهذا سلاح يستخدمونه دائما، وأدعو كافة المؤسسات لمحاربة هذا الخطاب.

الأمور واضحة بالنسبة لى هناك دين وهو الدين الإسلامى من ناحية وفرنسا تضمن وتكفل حرية اعتناق الأديان، وعلى الناحية الأخرى هناك متطرفون وسأظل أحاربهم، لآخر نفس عندما أكون رئيسة للجمهورية وللأسف هناك مؤسسات مرموقة تنساق وراء هذا الخطاب الذى يروجونه اتباع الإسلام السياسي.

حرية القرار

- هناك 6 قنوات فضائية تبث من الأقمار الصناعية الأوروبية تحض على القتل وتدعم الإرهاب.. كيف نواجه هذا العمل الذى يحض على التحريض باسم الحرية؟
فى الحقيقة من العجيب أن الحكومة الفرنسية تسعى باستمرار لسن قوانين لفرض رقابة على وسائل التواصل الاجتماعى ولكنها لا تنتبه لبث هذه الأفكار.. لكن أنا مؤمنة بحرية الفرد وحريته فى الاطلاع على كل الأفكار والتيارات وأؤمن بحرية كل فرد سواء كان السلام أو الخير أو كان طريق  العنف أو الحرب ؛ كل فرد مسئول بشكل فردى عن خياره الشخصى؛ كل فرد مسئول عن اختياره الشخصى لكن هذه القنوات تبث من بعض الدول الأجنبية لذا من المهم أن نرجع لميزان الدبلوماسية ويجب أن نرجع لهذه الدول ونسألهم إلى أى طرف يميلون هل يساندون الأيديولوجية الإرهابية أم يتصدون لمن يواجه هذه الأفكار الإرهابية والعواقب التي ستنعكس على علاقتنا الدولية.

ويجب أن تخضع هذه الدول للمساءلة القانونية، وفيما يخص قطر فإن تصرف القادة الفرنسيين نحوهم عجيب ومثير للشفقة، قطر هى  الدولة الوحيدة التى تحظى بامتيازات ضريبية فى فرنسا تسمح لهم باستثمارات عقارية مهولة؛ لماذا نحابى قطر إلى هذا الحد على الرغم من تصرفاتها وعلى الرغم من مساندتها للهجمات الإرهابية وألوم القادة الفرنسيين على هذا الأمر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة