عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

سيناريوهات محفوظ!!

عبلة الرويني

الإثنين، 14 ديسمبر 2020 - 07:26 م

فى كل المرات التى تحدث فيها نجيب محفوظ عن تناول السينما لرواياته..... كان ينحاز لحق السينما فى صياغة لغتها المختلفة وتقديم رؤيتها ومعالجتها الخاصة... مؤكدا أن (مهمة الكاتب تنتهى عند كتابة الرواية، ولا شأن له بعد ذلك... فالسينما لا تترجم الرواية، والمخرج ليس مجرد ناقل، لكنه مبدع وخالق، يجب السماح له بالإضافة أو الحذف، لتقديم رؤيته ولغته السينمائية فى حدود الاحتفاظ بالفكرة الرئيسية للعمل الروائى)..... وهو رأى معظم السينمائيين، حتى أن المخرج داود عبد السيد، يعتبر الفيلم السينمائى المأخوذ عن رواية (عمل مواز تماما للعمل الروائي).. ‏هذا الفهم المستقل للعمل السينمائى، هو ما حرص نجيب محفوظ على تطبيقه خلال 25 عملا سينمائيا قام بكتابة سيناريوهاتهم.. لكن الكاتب المسرحى السورى سعد الله ونوس، سبق أن انتقد بشدة معالجة محفوظ لرواية (البعث) لتولستوى عندما قدمها فى فيلم (دلال المصرية) من إخراج حسن الإمام 1970... (أن يسيء حسن الإمام لتولستوى أو حتى أن ينبش قبره، فإن ذلك لا يدهشنا على الإطلاق، ولا ننتظر منه عكس ذلك.. أما أن يشترك نجيب محفوظ، الذى يعرف أكثر من سواه قيمة روائى كتولستوى... أن يشترك بهذه العملية الرخيصة مقابل بضعة جنيهات، فإن ذلك يدهش بالفعل.. ويصدم)!!... ويشير إلى ما كتبته الناقدة حسن شاة فى مجلة آخر ساعة...(لم يتبق من رواية تولستوى العظيمة، سوى، المباذل والتفاهة)!!
ما انتقده سعد الله ونوس، توقف أمامه نقاد كثيرون، خاصة تناول المخرج حسن الإمام لأعمال نجيب محفوظ، تحديدا الثلاثية (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية).. واتهام الإمام بتشويه وإفساد روايات محفوظ والانتقاص منها...
 وفى كل المرات كان نجيب محفوظ يلتزم الصمت، فما تقدمه السينما من أعماله هى للسينما.. بينما ما يكتبه من روايات هو فقط ما يساءل عنه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة