«ميدوزا  ١٠»
«ميدوزا ١٠»


رسائل من الجيش المصرى للجميع

آخر ساعة

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020 - 09:12 ص

محمد ياسين

∩العفى ماحدش بياكل لقمته∪ كلمات قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى تحمل فى طياتها الكثير من المعانى وتعبر عن قوة الدولة المصرية وجيشها الذى قام بعدة مناورات فى الفترة الأخيرة على كافة الاتجاهات، ففى أقصى الشمال اشتركت وحداته البحرية فى ∩جسر الصداقة 3∪ الذى أقيم فى مياه البحر الأسود، وفى الجنوب قامت قواتنا الجوية بالطيران فى السودان بقاعدة مروى السودانية فى تدريب ∩نسور النيل1∪، وتدريب آخر فى المتوسط ∩ميدوزا10∪ مع العديد من القوى البحرية مثل اليونانية والقبرصية والفرنسية والإماراتية، علاوة على مشاركة مراقبين من أمريكا وإيطاليا وألمانيا والبحرين والسعودية والسودان والأردن، كل هذا بينما تجرى فى قاعدة محمد نجيب العسكرية مناورة ∩سيف العرب∪ بمشاركة عدة دول عربية، وهذه المناورات تحمل رسائل يوجهها الجيش المصرى فى عدة اتجاهات. 

يؤكد اللواء أحمد محمد الصادق مدير الكلية البحرية الأسبق، أن جيش مصر العظيم هو مفتاح القوة لكى نعيش فى سلام وأمان، ولكى نصل لما نصبو إليه قامت القوات المسلحة بتنفيذ عشرات التدريبات المشتركة على مدار العام الجارى بين الدول الصديقة والشقيقة لدعم ركائز التعاون المشترك، حيث نفذ الجيش المصرى ثلاثة تدريبات مشتركة فى أزمنة وتوقيتات متقاربة.

وعبرت القوات المشاركة فى ∀جسر الصداقة 3∀ مضيق البسفور الدردنيل أحد التشكيلات البحرية الضاربة لتنفيذ المناورة، وتكوَّن التشكيل من الفرقاطة ∀الإسكندرية∀ متعددة المهام، وفرقاطة ∀الفاتح∀ طراز جويند، ولنش الصواريخ الشبحى الهجومى ∀محمود فهمي∀ طراز إمبسادور. واستمر هذا التدريب عدة أيام بالبحر الأسود مع التشكيلات والوحدات الروسية القتالية.

ويوضح: شمل التدريب العديد من الأنشطة تتمثل فى تشكيلات إبحار للوحدات والدفاع ضد التهديدات الجوية والسطحية وتأمين الأهداف البحرية الحيوية فى مناطق محددة ومكافحة الألغام البحرية.. وتقديم المعاونة لسفينة والقيام بحق الزيارة والتفتيش لإحدى السفن والرماية بالذخيرة الحية على أهداف جوية وسطحية. وكذا فرض التحكم والسيطرة البحرية على مناطق محددة. وقد شاركت فى التدريب عناصر من القوات الخاصة البحرية لكلا الجانبين، وأظهر التدريب مدى دقة التخطيط والقدرة على مواجهة المواقف الطارئة بنجاح. ويعتبر التدريب المشترك إضافة قوية لتبادل الخبرات وتوحيد المفاهيم القتالية على مسارح العمليات.

وفور انتهاء التشكيل الضارب من التدريب بالبحر الأسود، انضم لتدريب آخر فى مسرح عمليات البحر المتوسط هو تدريب ∀ميدوزا 10∀ الذى جرى تنفيذه  فى الفترة من ٣٠ نوفمبر حتى ٦ ديسمبر، وشاركت فيه تشكيلات من 5 دول للقوات المسلحة المصرية واليونانية والقبرصية والفرنسية والإماراتية، بجانب مشاركة مراقبين من أمريكا وإيطاليا وألمانيا والبحرين والسعودية والسودان والأردن. وتعتبر تلك التدريبات من أكبر المناورات العسكرية فى تاريخ البحر المتوسط، وشارك فى التدريب عناصر من القوات الخاصة للدول المشاركة، وعلى حاملة الطائرات المروحية ∀أنور السادات∀ تم عرض مخطط التدريب وبحضور قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة شمل التدريب قصفاً جوياً ساحلياً ورماية مدفعية للوحدات المشاركة بالأعيرة المختلفة، وكذا إسقاطاً مظلياً لتأمين رأس شاطئ بعناصر المظلات وحق الزيارة والتفتيش للسفن مع تنفيذ إبرار برمائى بوسائل الإبرار المحمولة على إحدى المروحيات وقيام الطائرات ∀الهل∀ الهجومية بتقديم الدعم النيرانى المكثف لتأمين ممرات الاقتراب لوسائط الإبرار، وقامت القوات الخاصة البحرية المصرية بتنفيذ الأعمال المكلفة بها بكفاءة.

أما على الاتجاه الجنوبى بدولة السودان، ففى الفترة ما بين ١٤ و٢٦ نوفمبر، فقد جرى تنفيذ التدريب المصرى − السودانى المشترك ∀نسور النيل1∀، الذى يعتبر أول تدريب جوى ينفذ للمرة الأولى فى تاريخ البلدين، وشاركت فيه عناصر من القوات الخاصة للبلدين. لذا تعتبر المناورة بمثابة رسالة للمتربصين بمصر والسودان وأمنهما القومي، ولا ننسى كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى ∀العفى ماحدش بياكل لقمته∀، ∀ونقدر التنمية فى إثيوبيا.. ويجب أن تقدروا الحياة فى مصر.. لا ضرر ولا ضرار لبعضنا البعض∀.

يضيف اللواء الصادق: قواتنا المسلحة أصبحت تجرى سنويا عشرات التدريبات المشتركة مع دول عدة حول العالم، ومنها ما يتم فى مصر أو يتم فى هذه الدول بهدف التعرف إلى طبيعة مسرح العمليات والعمل على مختلف الأسلحة بشكل دقيق مع مواجهة العقبات التى تطرأ عليها، وتكمن أهمية هذه التدريبات فى تبادل الخبرات والتعرف إلى كل ما هو جديد فى أساليب القتال وأنظمة التسليح وأحدث المعدات بالدول الصديقة والشقيقة ذات الخبرات العسكرية المتقدمة علميا وتكنولوجيا. ولا ننسى الخط الأحمر الذى وضعته مصر لتأمين الحدود الغربية فى ليبيا وضرورة عدم تجاوزه، فمصر قادرة على حماية مياهها الإقليمية والاقتصادية، وقادرة أيضاً على حماية أكبر ممر مائى عالمي، وحماية ثروتها تحت الماء بفضل رجال يواصلون الليل بالنهار، فمصر لن تسمح بالتدخل فى شئونها، ولها الحق فى الرد فى التوقيت المناسب والطريقة المناسبة، وستظل قوية بأبنائها ومحصنة بجيشها وحكيمة بقيادتها.

فيما يقول اللواء ناجى شهود، الخبير الاستراتيجى بأكاديمية ناصر العسكرية، إن المناورات المشتركة مع الدول الشقيقة تتم من خلال خطة معدة مسبقاً، فالقوات المسلحة تضع توقيتات التدريبات لتكون متوافقة معها، خاصة فى هذه المرحلة الحرجه التى تمر بها مصر منذ عدة سنوات، سواء مناورات فى مسارح العمليات الخاص بها مثل مناورة ∀سيف العرب∀ التى تمت فى أكبر قاعده عسكرية بالشرق الاوسط (قاعدة محمد نجيب العسكرية)، ومناورة ∀ميدوزا 10∀ التى تمت فى البحر المتوسط أو مناورات تتم خارج الحدود فى أقصى الشمال فى البحر الأسود من خلال المناورة البحرية ∀جسر الصداقة∀ مع روسيا، وكذلك فى الجنوب من خلال المناورة الجوية ∀نسور النيل∀ التى تمت فى السودان، لذا يجب على القوات المصرية أن تشاهد مسارح حيوية جديدة.

يتابع: مصر من الدول العاقلة ولها رؤية مستقلة ليس فى عقائدها الإغارة على أرض أو بحار الغير، والجديد فى مناورة ∀جسر الصداقة∀ أنها تجربة جديدة للقوات البحرية، فالقطعة المصرية تحركت من ميناء الإسكندرية واتجهت إلى مضيق ∀الدردنيل∀، ثم عبرت مضيق البسفور وصولاً للبحر الأسود، ما يضيف خبرات لطاقم البارجة المصرية فى المسارح المختلفة، فالبحر المتوسط هو مسرح عمليات البحرية المصرية، وقد تنشأ به عدة مشكلات فى المياه الاقتصادية، فكانت مناورة ∀ميدوزا 10∀.

والتدريبات تعتبر رسالة للشعب المصرى تؤكد جاهزية القوات المسلحة للقيام بأى مهمة تكلف بها من خلال خبراتها الطويلة سواء فى حرب أكتوبر 1973 أو من خلال مواجهة الإرهاب فى سيناء. ولا تكون التدريبات مقصورة على الوحدات المشاركة فى التدريب فقط، بل يتم كتابة تقارير وملاحظات من الوحدات المشاركة عن التدريب تنشر وتوزع على باقى القوات والوحدات فى القوات المسلحة المصرية.

من جانبه، يؤكد اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجى، أن الجيش المصرى يوجه عدة رسائل تظهر قوة القوات المسلحة من حيث الكفاءة والاستعداد وردع الدول المعادية من خلال جاهزيتها وقدراتها المسلحة العالية.

وللمرة الأولى تخرج القوات البحرية للبحر الأسود وهو نطاق جديد يظهر مدى جاهزية القوات ومدى الاستعداد لتنفيذ المناورات المختلفة على كافة الأصعدة سواء فى الشمال أو الجنوب، ما يعطى دفعة معنوية قوية للجنود، وهو ما حدث من قبل خلال مناورة ∀النجم الساطع∀ عندما أحرز الجندى المصرى امتيازاً على المعدة الأمريكية، بينما الجندى الأمريكى لم يحصل على الامتياز فى إصابة الأهداف على المعدة الأمريكية، ما يؤكد أن الجندى المصرى وصل لأعلى مستوى فى التدريبات.

يتابع: الجديد أن كل الدول هى التى تطلب إجراء تدريبات مع الجانب المصرى، ونسمع كثيرا عن تدريب عابر تجريه إحدى القطع البحرية من الدول الصديقة مع البحرية المصرية، وهى قطعة بحرية تكون عابرة لقناة السويس أو نطاق البحر المتوسط وتطلب تدريباً مع البحرية المصرية لأنها إحدى القوى التى لها وزنها وقدرها فى العالم، بالإضافة إلى أن مصر لها خبرات قتالية كبيرة وكذلك فى استخدام الأسلحة القتالية المختلفة.

فى حين يقول اللواء نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية، إن قواتنا المسلحة مستقلة ذات سيادة، لها مهمة واضحة هى حماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، ويدخل فى ذلك الأمن والحماية للمصالح الحيوية التى تقع فى المجال الحيوى خارج أراضيها مثل الثروات البترولية والمائية.

وتتولى القيادة العامة للقوات المسلحة تحديث الهدف التدريبى للقوات المسلحة سنوياً، بما يحقق تدريب وصقل مهارة القادة والقيادات والقوات والوصول إلى المستوى المطلوب لحماية البلاد والحفاظ على أمنها وسلامتها، بما يضمن تنفيذ المهام المحددة لها.

ويتم التخطيط لتحقيق الهدف التدريبى على جميع المستويات مع مراعاة مطالب محددة، منها على سبيل المثال التدريب على كل ما هو ضرورى للحرب، والتدرج فى التدريب من مستوى الفرد أى الجندى منذ انضمامه للقوات المسلحة واندماجه فى الحياة العسكرية وإعداده بدنياً وذهنياً ونفسياً، ثم تدريب الجماعة المكوَّنة من عدد صغير من الأفراد، ثم الفصيلة المكوَّنة من عددٍ من الجماعات، ثم السرية فالكتيبة فاللواء فالفرقة.. وهكذا.

ويؤكد اللواء نصر أن التدريبات المشتركة مع الدول الأجنبية الصديقة منها والشقيقة، سبقتها تدريبات محلية على أعلى مستوى أوصل قواتنا لأعلى درجات الجاهزية والاستعداد، حيث أتمت القوات البحرية تنفيذ عدد من الرمايات للعديد من وحداتها البحرية بالاشتراك مع القوات الجوية، تحت الوقاية والحماية المحققة من قوات الدفاع الجوي، وشاركت فى هذه التدريبات عناصر من قوات الصاعقة بجانب وحدات المنطقة الشمالية العسكرية، وفى الوقت نفسه من العام وتحديداً فى يناير الماضى اشتركت كل الجيوش الميدانية (الجيش الثانى الميدانى والجيش الثالث الميدانى والمنطقة العسكرية المركزية والمنطقة الجنوبية العسكرية والمنطقة الغربية العسكرية) فى يوليو من العام نفسه بكل تشكيلاتها التعبوية وأفرعها الرئيسية فى المناورة ∀حسم ٢٠٢٠∀ ثم المناورة ∀ردع ٢٠٢٠∀.

وأوضح أن التدريبات تحمل العديد من الرسائل المهمة، منها طمأنة الشعب المصرى، مفادها أن أمنك وسلامك مصان، وأن من يفكر فى تهديد أو اعتداء على مصالح الدولة الحيوية تقف له قواتنا بالمرصاد، بالإضافة إلى رسالة أخرى موجهة للمجتمع الدولى، وهى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين المهددين من أطراف فى المنطقة قبل فوات الأوان.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة