مجلس النواب - أرشيفية
مجلس النواب - أرشيفية


برلمانات غاب عنها التنوع السياسي وأشعلت ثورة.. وأخرى نالت ثقة الشعب

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020 - 06:56 م

انتهت مصر خلال فترة وجيزة من انتخابات مجلس الشيوخ ومجلس النواب مؤخرا وسط إقبال من الناخبين على المشاركة في العملية الانتخابية رغم ظروف جائحة كورونا، حيث أنهت منذ أيام من عملية التصويت بانتخابات مجلس النواب 2021.

وأعلنت الجهة المشرفة على إجراء العملية الانتخابية وهي الهيئة الوطنية للانتخابات، والمشرفة على انتخابات الشيوخ والنواب بمراحل كل منهما لنتائج الانتخابات بمرحلتيها الأولى والثانية والتي كشفت عن التركيبة السياسية والحزبية المتنوعة للمجلس الجديد بين أحزاب تحمل أجندات سياسية مختلفة وأيديولوجيات فكرية متنوعة ومستقلون يحملون رؤاهم الخاصة.

وبالنظر إلى تشكيل مجلس نواب 2021 نجد أن التنوع هو الأساس.. مقارنة منذ سنوات علي شكل الانتخابات مثلا في 2010 التي احتكرت المقاعد داخل البرلمان والتي قامت بسببها ثورة 25يناير.

وبين برلمان 2012  وبين انتخابات 2020 ..فقد كانت برلمانات غابت عنها الحنكة السياسية وكانت حكرا لنظام سياسي دون الأخر بل بالعكس كان بسببها اندلاع ثوره 25يناير ضد الحزب الوطني المنحل لعدم وجود معارضه حقيقية.

وكان علي سبيل المثال برلمان 2010و 2012 مليئين بالمعارضة الزائفة من قبل الحزب الحاكم في ذلك الوقت ليصبح برلمان بلا أطياف سياسية أخري ،الا ان برلمان 2020 استطاع قلب الموازين والتوقعات بتمثيل العديد من الأطياف السياسية والحزبية.

 وبهذا التشكيل أصبح البرلمان متنوع الرؤى لمجابهة التحديات الداخلية والإقليمية التى تواجه الدولة المصرية على كافة الأصعدة، كما أنه يضمن انفراجة فى المجتمع، عبر إتاحة فرصة للأحزاب وحرية الرأى والتعبير فى تجسيد حقيقى للدولة المدنية الحديثة.

من ضمن هذه التحالفات  12 حزبا وكيان سياسى كبير وهو تنسيقية شباب الأحزاب تحت مسمى القائمة الوطنية من أجل مصر، تلك القائمة التى ضمنت تمثيل أحزاب المعارضة تحت قبة البرلمان الجديد بنسبة لا يستهان ليكون لها دورا ملحوظا في إثراء الحياة السياسية وممارسة الديمقراطية وبشكل يحفظ التوازن والتنوع السياسي تحت قبة البرلمان. 

وبالمقارنة بين مجلس نواب 2021 ومجلس شعب 2012 كان هناك اختلافات ضخمة، أهمها أن حزب الأغلبية وهو حزب مستقبل وطن كان حريصا على التنوع حيث بادر إلى دعوة الأحزاب المختلفة ومنها أحزاب معارضة كالإصلاح والتنمية والمصرى الديمقراطى والوفد والتجمع للانضمام إلى تحالف انتخابى يضمن لهم تمثيل لائق تحت قبة البرلمان، على خلاف حزب الحرية والعدالة المنحل التابع لجماعة الإخوان الإرهابية الذى سعى إلى الهيمنة على كافة مقاعد البرلمان فى إطار مخطط الجماعة للسيطرة على كل مفاصل الدولة المصرية ومؤسساتها.

واستطاع  حزب مستقبل وطن تشكيل قائمته الانتخابية الخاصة وحسم أكثر من 50% من مقاعد البرلمان الجديد دون بذل أى جهد، إلا أن القائمين على الحزب آثروا أن يتم تشكيل تحالف انتخابى وطنى يضم 12 حزبا وتنسيقية شباب الأحزاب، هذا التحالف الذى كان الضمانة الوحيدة لتمثيل أحزاب المعارضة فى المجلس، حيث غابت تلك الأحزاب عن الشارع لسنوات طويلة ما جعل فرصتها فى حسم هذا العدد من المقاعد بشكل منفرد أمرا شبه مستحيلا.

وتزداد التوقعات أن هذا المجلس سيكون مشهدا غير مسبوق فى الحياة السياسية المصرية، فلأول مرة نرى تحالفا انتخابيا ضخما يضم عددا كبيرا من الأحزاب اليسارية والموالية والمعارضة وهو تحالف انتخابى وليس سياسى ينتهى بانتهاء الانتخابات وهدفه الرئيسى تمثيل كافة الطوائف السياسية ووجود كافة الآراء تحت قبة البرلمان.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة