لطفى محمد حسن
لطفى محمد حسن


لطفي أشهر منجد في طنطا.. حصل على بكالوريس تجارة بذراع واحد

إسلام دياب

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020 - 08:21 م

إصابة الأطفال أثناء اللعب، حادثة تتكرر كل يوم فى شوارع مدينة السنطة بمحافظة الغربية، ولكن حادثة لطفى محمد حسن، كانت مختلفة بعض الشىء أثناء مشاركته الأطفال الصغار من أبناء عمره، وهو فى السنة السابعة من حياته، سقط بكامل جسده على ذراعه ضعيف البنيان، ومع صرخات الأطفال عندما لم يستطع «لطفى» القيام من مكانه، أسرع الأب إلى أقرب طبيب حاملا نجله بين أحضانه ليرى السبب وراء عدم تحريك الطفل ذراعه الصغير، ولكن الطبيب أهمل فى علاجه وتسبب الخطأ فى ضياع ذراع «لطفى» الأيمن ببتر الذراع.
الحزن خيم على منزل محمد حسن، الذى يعمل بالقوات المسلحة، وبكاء الأم المستمر على نجلها الصغير «لطفى» وشحوب وجه شقيقه وشقيقته لما حدث لشقيقهما، لكن الإرادة كانت السبب وراء ضياع الحزن وبزوغ فجر الأمل عندما حاول «لطفى» مرارا وتكرارا أن يمسك بالقلم استعداد لدخول المدرسة، بدأها بمحاولة الكتابة باستخدام قدمه ومرة أخرى باستخدام فمه إلى أنه استطاع أن يكتب بيده اليسرى.


حلم بأن يكون ضابطا بالقوات المسلحة كوالده وشقيقه لكن إعاقته حالت دون ذلك، وبعد إنهاء الثانوية العامة كان هدفه أن يكون له مشروع خاص، خاصة وأن إعاقته كانت من الممكن أن تمنعه من العمل تحت قيادة وإشراف شخص آخر وكان هذا سيسبب له أزمة فقرر أن يتقدم لدخول كلية تجارة إنجليزى قسم إدارة الأعمال، ليستطيع أن يدير مشروع خاص به على الرغم من أن زملائه فى الكلية سارعوا فى الألتحاق بشعبة المحاسبة، ولكنه فضل إدارة الأعمال لإدارة مشروعه  الخاص.

اقرأ أيضا| فتاة الشاكوش.. «ميرنا» ترسم لوحات من المسامير والخيط| صور
وبعد تخرجه وحصوله على بكالريوس تجارة إنجليزى شعبة إدارة أعمال من جامعة طنطا، يقول لطفى: بدأت فى عمل معرض صغير للتنجيد وعملت بيدى اليسرى إلى أن حققت شهرة كبير فى المنطقة التى أقيم بها بمركز السنطة، بعدما كان البعض يعتقد أنى لا أستطيع إنهاء المطلوب منى بسبب إعاقتى، ولكن كان التعامل معى أثبت التزامى بتسليم الشغل فى المواعيد المحددة إلى أن أصبحت أملك معرض أقمشة تنجيد ومفروشات ومصنع صغير لصناعة الأخشاب الخاص بالموبيليا وغرف النوم.
ويضيف لطفي: استطعت فى فترة قصيرة أن أكسب ثقة الناس وحبهم لى وتقديرهم لعملى وأصبحت رقم واحد فى الغربية، بعد أن جلبت عدد من العمال ساعدونى فى العمل وتفرغت لإدارة العمل، واستطعت توسعة مشروعى، وكان هدفى الأساسى تغيير نظرة المجتمع لذوى الإعاقة الذى يمظر لذوى الإعاقة على أنهم عالة على المجتمع، بل هؤلاء قادرين على العمل والإنتاج أفضل من الأصحاء إذا توافرت لهم الظروف المناسبة، والدليل على ذلك ما قمت به بإمكانيات بسيطة جدا استطعت تطوير مشروعى وقمت بإدارته، بعدما توسعت فيه ونجحت في استغلال وقتى واهتماماتى ومكثت على عملى ليل نهار إلى أن حققت أحلامى.
ويختتم حديثه: أسعى حاليا لتأسيس مصنع خاص لذوى الإعاقة فى مجال التنجيد بعدما وضعت له دراسة كاملة واحتاج دعم من الدولة ليس دعما ماديا بقدر ماهو دعم من خلال تسويق المنتجات وترويجها، واستطعت بعائلتى الصغيرة وبناتي سلمى، أولى ابتدائى وهنا فى kg2  أن أملك العالم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة