الأربعاء، 16 ديسمبر 2020 - 12:47 م

تعد «محمية الزرانيق وسبخة البردويل»، واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في مصر، ومن خلالها تعتبر محافظة شمال سيناء الحدودية المحطة الأولى في رحلة الطيور المهاجرة.

في عام 1985، أعلنت مصر منطقة الزرانيق وسبخة البردويل كمحمية طبيعية، وتقع محمية الزرانيق وسبخة البردويل في الجزء الشرقي من بحيرة البردويل بمحافظة شمال سيناء، على مسافة حوالي 25 كم غرب مدينة العريش وتمتد إلى مسافة حوالي 17 كم جهة الغرب وتبعد عن القاهرة بحوالي  300كم.

تمثل محمية الزرانيق الطبيعية وسبخة البردويل، التي تبلغ مساحتها 230كم2، أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور في العالم لموقعها الإستراتيجي الهام في مسار هجرة الطيور من شرق أوروبا وشمال غرب آسيا والإتحاد السوفيتى وتركيا خلال الخريف.

تعد محمية الزرانيق، البوابة الأولى للطيور المهاجرة خلال هجرتها في طريقها إلى وسط وجنوب شرق أفريقيا قاطعة آلاف الكيلو مترات سعياً وراء الدفء ومصادر الغذاء، كما تقيم بعض هذه الطيور في المنطقة بصفة دائمة وتتكاثر فيها.

اقرأ أيضًا| قصة محمية| «وادي الحيتان».. كانت تغمرها المياه وتسكنها الكائنات البحرية

تم تسجيل أكثر من 270 نوعاً من الطيور في المحمية تمثل 14 فصيلة وأهم الطيور التي تم تسجيلها: البجع، البشاروش، البلشون، أبو قردان، اللقلق، مرزة الدجاج، الصقر، السمان، المرعة، العنز الأبيض، القنبرة المتوجة، المكاء، النكات، أبو الرؤوس السكندرى الحجوالة.

وأصدرت منظمة اليونسكو، إتفاقية رامسار عام 1971 لحماية الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية الخاصة بسكنى الطيور المائية، وقد انضمت إليها مصر عام 1986، وتتضمن الاتفاقية حماية أكثر من 300 موقع من الأراضي ذات الأهمية الدولية للطيور المائية منها محمية الزرانيق.

 وتتلاقى في محمية الزرانيق عدة بيئات مختلفة هي:

1- بيئة ساحل البحر المتوسط.
2- بيئة مناطق السبخات والملاحات والجزر والشواطئ.
3- بيئة الأراضي الرطبة.        
4- بيئة الكثبان والغرود الرملية.

رصدت بمحمية الزرانيق وسبخة البردويل، العديد من الطيور المهددة دولياً بالانقراض، مثل مرعة الغلة وأبو اليسر أسود الجناح والشرشير المخطط والزرقاوي الأحمر والمرزة البغثاء وصقر الجراد والعقاب الملكي، ما تم تسجيل 11 نوعًا من الثدييات فى منطقة الزرانيق منها اليربوع وهو من القوارض التى تعيش في المناطق الرملية، وتم تسجيل 22 نوعًا من الزواحف أهمها سحلية الرمال.

يوجد بمحمية الزرانيق وسبخة البردويل تنوع في النباتات التي تعد أحد عناصر البيئة الطبيعية الهامة، ما يوجد داخل نطاق محمية الزرانيق مواقع أثرية، أهمها منطقتي الفلوسيات والخونيات وتضما مستوطنة رومانية قديمة تسمى أوستراكين وكنيستان ترجعان للعصر البيزنطى، وبعض الشواهد الأثرية التي تنتمى إلى العصر الإسلامي.

بحيرة مالحة 

تحتوى محمية الزرانيق وسبخة البردويل على بحيرة الزرانيق شديدة الملوحة، يتراوح عمقها من متر إلى متر ونصف، وقرية صيادين يسكنها حوالى 50 صيادا، وشركة ملح وكثبان رملية فى الطرف الجنوبى للمحمية.

تطوير 12 محمية 

من جانبها، أعلنت وزيرة البيئة كتورة ياسمين فؤاد، الانتهاء من تطوير البنية التحتية والخدمات المقدمة للزوار بعدد 12 محمية من 30 محمية منتشرة في أنحاء الجمهورية خلال فترة العام ونصف الماضية.

المجتمعات المحلية

وأكدت وزيرة البيئة، أن الوزارة، إصدارها عدة قرارات لتنظيم أوجه النشاط في المحميات الطبيعية، ودمج خمسة مجتمعات محلية داخل المحميات للمساهمة في أنشطتها لتنميتها اقتصاديا واجتماعيا من خلال توفير فرص عمل مستدامة لهم، حيث أصبح 70% من القوى البشرية داخل المحمية من المجتمع المحلي.

وأوضحت وزيرة البيئة دكتورة ياسمين فؤاد، أن هذه الإجراءات تعتبر بمثابة تهيئة لمشاركة القطاع الخاص في استثمار المحميات الطبيعية.

وأكدت فؤاد، أن الوزارة حريصة على أن تكون الأنشطة الاقتصادية داخل المحمية لا تتعارض مع طبيعة المحمية الطبيعية، حيث لا يجوز إنشاء أنشطة لها انبعاثات تؤثر على أنواع النباتات في المحمية.

وأوضحت فؤاد، أن أحد أشكال طرق الاستثمار في الغابة المتحجرة والمتمثلة في إنشاء متحف مفتوح لتاريخ الحفريات بالغابة على غرار متحف وادي الحيتان مؤكدة إلى ما تضمنه قانون المحميات الطبيعية من اشتراطات عامة لممارسة أي نشاط داخل المحميات.