رفعت سلام
رفعت سلام


رفعت سلام ٫٫ ستبقي الآن ٫٫وهنا

أخبار الأدب

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020 - 05:29 م

 

أحمد سراج

ما رفعت سلام؟
هو أنا وأنت حين نريد شيئًا، حين نطمح، حين نخاف، حين تواجهنا المحن.. لكنه يزيد عنا بأنه حين يريد أو يطمح أو يخاف أو تواجهه المحن يعمل ويعمل ويعمل..

ما رفعت سلام؟
إنه أنا وأنت حين تكون لدينا قناعة وإيمان بشيء؛ فندافع ببسالة، لكنه لا يحمل ضغينة لأحد، وفى عز ضيقه يقول: «لا أعرف لماذا يفعلون هذا؟» ولا ينسى أبدًا حدود الأمور؛ فيلتمس العذر: «هو بالتأكيد عنده وجهة نظر، ثم هو المسؤول.. هو من سيحاسَب.. أنا عملت ما عليَّ.»

«إزيك يا أحمد، عندك ارتباطات الأسبوع دا» كان هذا يعنى أنه يريد أن يقول شيئًا، «أحمد، تعال، عاوز أشوفك» كان هذا يعنى أنه يعلم أننى فى مأزق لا أستطيع حله..

قيل: «إن رفعت يضع مسافة بينه وبين الناس» ووجدته يزيل الحواجز كلها، يحكى عن «المائة كتاب» وعن سهره للتدقيق والمراجعة، وعن كيفية تأسيسه لهذه السلسلة، وفى كل عدد يصدر نتقابل لنحتفل.

فى القطار المتجه إلى الأقصر للاحتفاء بشعره وترجمته، عرضت عليه عمل ملف لأخبار الأدب، وحين وافق، حدثته عمن سيشتركون، ثم أقول له: «سيكون الملف بذرة لكتاب عنك» فيسألنى: «أين هذه البذرة؟»
ويصدر الملف كما يليق بحراس الهوية، ويدفعنى هذا إلى العمل على: «النهار الآتى».. الذى سيظهر فى خمسمائة صفحة بعد تصغير الخطوط، وحذف قسم نقد الترجمة، والالتزام بدراستين فقط لكل ديوان، وتكون الأولوية للدراسة المكتوبة خصيصًا، إلا فى الدراسات (التاريخية) التى لا يمكن استبعادها.. وسأرى فى وجه رفعت سعادة لا مثيل لها.
ويتحول النهار الآتى إلى أيقونة للدرجة التى تجعل أمجد ريان يقول على الملأ: «هذا الكتاب من الكتب النادرة التى ستبقى فى المكتبات العربية».

لثمانية أعوام نلتفى مرة أو مرتين أسبوعيًّا، وقبل كل لقاء كنت أعيد قراءة كتاب له، يرسل لى ويتمان قبل الطباعة، يتصل بى ذات يوم: «ظروفك تسمح نتقابل» يحكى لى أنه وفق توكيل من ريتسوس شخصيًّا له الحق فى ترجمة أعماله، وأنه أنهى الترجمة وقدمها لجهة حكومية رفضت نشرها لأنهم حين تواصلوا مع ابنة ريتسوس التى رفضت الترجمة إلا عن اليونانية وترجمته كانت عن الفرنسية والإنجليزية، وفى اليوم الثانى أنشرها على الفيس بوك فيتصل بى لأحذف ما كتبت: «هم أحرار يا أحمد» ولم يذهب إلى ربه إلا والأعمال الكاملة لريتسوس مطبوعة..

رحلته بحثٌ عن الأصل، عن الشعر، عن التراث، بحثٌ عن الجذر، وفى سبيل ذلك أسس «إضاءة 77» وتخيل أن مجلة تطبع على ورق بألوان باهتة فى مقابل المجلات الضخمة والفخمة، ثم يخرج رجاء النقاش ليقول «إن حركة السبعينيات هى صفعة على وجه الذوق العام» لكن الجو الفاسد يقاوم حتى ينكسر.. وحين يحدث خلاف الأصدقاء، لا يستطيعون كبحه فيخرج هو من إضاءة، وهو يعرف أن الكتاب الجدد، صارت لهم منابر للتعبير عن رأيه، وأنه نجح فى صك مصطلح: «السبعينيات»

فهل ستطبعون كتبه ليتسنى للناس عناق الشاعر المجدد؟ لقد مضى دون ضغينة لأحد.. انسل كالنسيم ظهر الأحد ٦ من ديسمبر ٢٠٢٠.. عاش أمة وحده.. ومات كما يموت الفرسان الشجعان.. مات وسيبقى الذى كتب - كما قال لى يومًا حين سألته: «ما النص الذى تريد أن يتذكرك الناس به فقال: «ديوان رفعت سلام بصفحاته الألف» - نشيدًا كامل التكوين.. عاش النهار الآتى..»

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة