رفعت سلام
رفعت سلام


هو ووردة لوركا الغجرية

أخبار الأدب

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020 - 05:42 م

عبدالهادى سعدون

لم ألتق رفعت سلام سوى مرة واحدة، لم تكن فى بغداد ولا فى القاهرة، بل فى تونس.
عرفته شاعرًا سبعينيًّا قرأت ترجماته المتميزة بخاصة كفافى، لكن فرصة لقائه كانت فى معرض الكتاب الدولى فى تونس 2013، وكانت لنا فيها حوارات ودردشة طالت طوال وجودنا.
تقابلنا بوجهة واحدة وهى شدة إصغائنا للآخر المتحدث دون التدخل، ولاحظت انتباهه الكبير لمن يحدثه، وقلة كلامه إلا فيما هو مهم أو ما يسأله عنه رفيق جلسته.
نراجع تاريخ الأدب العربى ونمر على أسماء بعينها، فأنتبه إلى أنه لم يأت على ذكر اسم بسوء أو بنقيصة أو بما يمكن أن يقوض من فكرتى عنه، بل يمر بتفصيل آخر يغنى فكرتك ويضيف لها.
يمرر فكرته وكلامه برشاقة و«حِّنية» مثل تمرير ثقل جسده الطويل الضخم برشاقة بين الحضور وكأنه لا يريد للآخر أن ينتبه له أو على الأقل أن ينتبه لحضوره إلا من خلال كلامه ومنطقه ونصوصه وما يقوم به.
كل اهتمامه فى جلساتنا «التونسية» أن أحدثه عن خبرتى فى الإسبان وآدابهم وعن المهجر والبعد وعن الأدب العراقى الجديد، وعلى الرغم من تأكدى معرفته الكبيرة بكل تلك المسائل، فإنه لم يشعرنى بذلك.
وأنا أشاركه الغداء حدثنى مباشرة وبرقة معهودة أن أساهم معه بترجمة جديدة لأغانى «لوركا الغجرية» ضمن سلسلة المائة كتاب، فأخبرته أن كل أعمال لوركا الشعرية مترجمة إلى العربية قال لى ببساطة: «لقد ارتحت لك... وثانيا نرغب بترجمة جديدة من الإسبانية مباشرة..».
وعدته أن أترجمها، ولم نوقع عقداً، أنجزت ما وعدت به وأنجز ما وعد به من إصدار الكتاب ما إن تسلمه، ولا بد أن أقول إن الديـوان اللوركــوى صــدر تحــت رقــم 15 من الـ 100 كتاب، ثم إن الترجمة لم تكن تصدر بهذه اللغة العالية والدقة والغنائية والجودة التامة لو لم يضع ملاحظاته ولمساته ومراجعته لها.
فى آخر مراسلة وقتها، قال لى إنه اختار لوحة سلفادور دالى الممثلة بوردة عملاقة فى منظر صحراوى وإنها من لوحاته المفضلة التى لا يمل من رؤيتها وتأملها، ولم يجد إلا أشعار لوركا الغجرية تليق بها كلوحة غلاف.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة