رفعت سلام
رفعت سلام


ما أقل الأجوبة!

أخبار الأدب

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020 - 05:45 م

مدحت صفوت

«أَنَا الأَحَـد.. لاَ ظِلَّ لِى، وَكُلُّهُم ظِلاَل»
ومع هذه الواحدية فى الكتابة، يبدو أن رفعت سلام قد انطلق فى رحلة إدراك العالم أولاً فى تعدديته، وتعقده، وتشابك عناصره وأصواته، وفى جدليته الجوهرية، وتحولات أبنيته وعناصره الداخلية. وذات حوار تساءل «إذا ما كان النص الشعري- فى شكله- قد وصل إلينا محدودًا وذا بُعد واحد، فلِمَ لا نفتحه على احتمالات أخرى؟»، وطالما لا مقدس فى الشعر، فلنا أن نضيف إليه، ونعدل منه، ونقترح عليه، ونتجاوزه، ليكون جديرًا ومكافئًا لهذه اللحظة من الوعى الإنساني. لنا أن نفتح أبوابه وشبابيكه على مصاريعها من كل ناحية، ولا نتمسك بشكل معين له.
«خارجٌ على الصفوف والطوابير»
كأنه يصف نصوصه التى يصعب معها الحديث عن بنية منتظمة، دون أن تخيفه هذه الصعوبة من إنتاج قطيعة مع قراءة، فالبنية هنا غريبة بطبيعتها، ما يجعلها «غريبة» بالقياس إلى سواها المنتشر، «فما جدوى تحويل الشعر إلى «نمط» جاهز، مسبق المواصفات، يكتب الجميع وفقًا له؟ ما جدوى تحويل «الإبداع» الشعرى إلى كتابة «عمومية»، تعيد إنتاج ما سبق، بلا «إبداع؟».
«هل توغلْت بعيداً أم انحرف السِّرب عن خط البصيرة الهالكة؟»
التقليد سهل ومريح وآمن، والخروج كالتجاوز ليسا مستحبين ولا مطلوبين فى وسط راكد، لكنّ الشاعر الذى لم يراهن على الجمهور منذ بداياته، بلا حيلة وليست لديه رفاهية الاختيار؛ فهو المحكوم سلفًا، بما يفعله منذ «وردة الفوضى الجميلة»، ويعرف أنّ ذلك مؤلم ومعذِّب، لكنه فاتن ومُشبِع.
«ظلى مشنقة أو شرك»
هذه العصمة، منحته مساحة للعب، مع النصوص التراثية تارة، المعاصرة تارة أخرى، واتسعت مساحة اللعب لتمتد لمراحل مختلفة ومجالات متعددة، إلى الدرجة التى لم يجد فيها حرجًا فى أن يلعب إنتاجه الشعرى مع أقرانه، وأيضًا مع أعماله الشعرية السابقة؛ بما يشى بالتواصل بينها من ناحية، ومن ناحية أخرى منح النص الإيحاء بتعدد الأصوات؛ مما يعوض أحادية الصوت التى يقوم عليها الشعر، الذى يحتوى على رؤية صاحبه لتصبح رؤية جماعية تمثل ذلك الإحساس بالاغتراب والافتقاد الشديد للآخر.
«يَبْدَأُ الزَّمَانُ، أَمْ يَنْتَهِى؟»
سلام رحلة من البحث عن تعددية موازية لتعددية العالم غير النمطى؛ التعددية المتحولة أبدًا، التى لا تتخذ شكلاً واحدًا متكررًا ودائمًا. مسار من السعى للخروج عن النمطية والسكونية والرتابة، ومحاولة اكتشاف ما هو غائب، ما ليس مدرَكًا بعد؛ مجهول نستشعر وجوده، لكننا لا يمكننا القبض عليه.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة