كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

«اتركوا الشعوب تعيش»

كرم جبر

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020 - 06:47 م

«اتركوا البلاد تعيش وشعوبها تستقر، بدلاً من تفاقم الأوضاع بسبب استمرار التدخلات الخارجية وتضييع الوقت، وحتى تستعيد الدول استقرارها ليعود إليها شعبها ويتركوا الدول التى هاجروا إليها».
العبارة بين القوسين قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إحدى جلسات منتدى الشباب الدولى منذ عامين، وتجسد موقفاً مصرياً استراتيجياً لا يتغير ولا يتبدل، رغم أن المنطقة التى نعيش فيها كل يوم بحال يختلف عن حال.
الرئيس يردد دائماً «أن الدول بدلاً من أن تدفع مليارات الدولارات لاستيعاب المهاجرين فى الدول الأجنبية، الحل هو أن تتركوهم يعودون إلى بلادهم الأولى بهم، وأن ترفعوا أيديكم عن بلادهم».. وهى رؤية استكشافية فى وقتها ويثبت صدقها بعد أن اجتاحت كورونا الدول على حد سواء.
الخلاصة هى أن سياسة مصر تتسم بالوضوح التام والرؤية المخلصة، التى تنبع من الحرص على هوية هذه المنطقة، التى تشتتت وتمزقت بسبب التدخلات الخارجية.
وتجربة مصر فى التعامل مع الهجرة وضحها الرئيس بموضوعية شديدة، فمنذ عام 2016 لم يخرج مركب واحد من الأراضى المصرية.. لأن الدولة استعادت قوتها وقدرتها على ضبط منافذها.
قضت مصر على الهجرة غير الشرعية بعد أربع أو خمس سنوات، ولم تكن تستطيع ذلك قبل استعادة الدولة الوطنية، ولا يكاد يخلو لقاء إلا ويتحدث الرئيس عن الدولة الوطنية، وهى البلسم الشافى لكل أمراض المنطقة، والذى أدى انهيارها إلى الخلل الاستراتيجى الذى تدفع ثمنه الدول والشعوب.
مصر لا تصف المهاجرين الذين وصل عددهم إلى ستة ملايين بأنهم لاجئون، بل ضيوف على أراضيها، وبعضهم يدير شركات ومشروعات استثمارات، وتتعامل معهم الدولة المصرية بمنتهى الاحترام.
الرئيس يؤكد دائماً مواقف مصر الثابتة التى لم تتلوث أيديها بنقطة دماء عربية واحدة، ويرتبط بما يحدث فى ليبيا، إلا أنها رفضت التدخل المباشر إذا تجاوز الخطر التركى «الخط الأحمر»، وتأكد أردوغان أن مصر جادة ولن تتهاون دفاعاً عن مصالحها الوطنية.
فلسفة الرئيس هى أن بلاده لن تكون قوية إلا إذا كان شعبه متماسكاً ومصطفاً ويقف على أرض صلبة، يبنى ويعمر ويحارب الإرهاب، وتسير كل الخطوط فى اتجاهات متوازية، دون تفضيل بديل على آخر.
الرئيس يحرص على عبارة «أنا معملتش ده لوحدى إحنا عملناه كلنا»، اعتزازاً بشعبه الذى وقف فى ظهره سانداً وداعماً ومؤيداً ومتحملاً ظروفاً صعبة حتى تجتاز بلاده التحديات، ويفخر دائماً بأن ما تم إنجازه فى ست سنوات، لم يحدث مثله فى عشرات السنين.
مصر دولة كبيرة ورئيسها بحجمها، وامتدت رؤيته الوطنية الخالصة، إلى ما يحدث فى منطقتنا العربية، بخطاب يعيد إلى الأذهان روح التضامن العربى التى نبكى على أطلالها.
بعض الدول ترى أن علو شأنها لا يأتى إلا بتقزيم الآخرين.. إلا مصر.. وبعضها يرى أن مصالحه تتحقق باستمرار اشتعال الحروب وتشريد الشعوب.. إلا مصر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة