محمد حسن البنا
محمد حسن البنا


يوميات الأخبار

.. والذين يؤذون وطنهم..!

محمد حسن البنا

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020 - 07:25 م

«الله على من أدرك وفهم قيمة وطنه.. أما نحن الآن فلدينا فئة تطعن وطنها بخنجر مسموم»

كلنا نتذكر الكاتب والمفكر المصرى الراحل الدكتور زكى نجيب محمود، أحد رواد التنوير فى القرن الـ 19. كتب الراحل العظيم يعلمنا قيمة مصر يقول: "عندما كان شكسبير فى انجلترا يكتب مسرحياته شعرا.. لم تكن أمريكا قد ولدت بعد. وشكسبير يعد فى تاريخ الأدب شاعرا من العصر الحديث. وعندما كان الشاعر الرومانى أوفيد يكتب شعره لم تكن الدنيا قد عرفت بعد شيئا اسمه انجلترا. وعندما كان الشاعر اليونانى هوميروس ينظم ملحمته الإلياذة كانت الأمة الرومانية فى جوف العدم. أما حين كان هوميروس ينظم ملحمته فقد كانت مصر قد أمضت من تاريخها أربعين قرنا تنشئ أدبا وشعرا وديانة". الله على من أدرك وفهم قيمة وطنه.
أما نحن الآن فلدينا فئة تطعن وطنها بخنجر مسموم. تفرح حين تقع عليه المصائب. تسعى بالخيانة لضرب استقراره. لا يمكن أن نحسبها من المعارضة الوطنية المخلصة للوطن والشعب. فلا مانع من اختلاف الآراء، ولا مانع من اتخاذ مواقف مخالفة للنظام القائم، طالما نعلى المصلحة العليا للوطن والشعب. أما هؤلاء فهم الخونة، منهم الإرهابيون وجماعة الإخوان المجرمين، الذين يخربون ويدمرون الممتكات العامة، ويحملون السلاح لقتل الأبرياء، وهى مخالفة صريحة لشرع الله "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" من الآية 32 من سورة المائدة. ومنهم أيضا الذين يدعون حماية حقوق وحريات الإنسان، ويستدعون الدول الأخرى، وأجهزتها المخابراتية، استقواء بهم ضد شعبهم ودولتهم. وأسأل هؤلاء: لماذا تسعون لإيذاء بلدكم أمام العالم؟!. من أين يأتى تمويل أنشطتكم، ومن أين تصرفون على معيشتكم؟! نحن نعلم أن العمل الأهلى عمل تطوعى، فكيف أصبحتم بهذا الثراء الفاحش؟! أليس من حقنا أن نسألكم: من أين لكم هذا؟!
لقد تلقيت مؤخرا دعوة لحضور المؤتمر الدولى لحقوق الإنسان والذى يعقد هذا الشهر فى مدينة دالاس بولاية تكساس الأمريكية، بالطبع لم أرحب به ولن أحضره، رغم تغطيتهم مصاريف تذكرة السفر ذهابا وعودة. لأننى معترض على منهجية عمل هذه المنظمات، كما أنها موجهة إلى دول بعينها، لإحداث قلاقل وعدم استقرار، وإشاعة سمعة دولية سيئة عنه، تكون سببا فى إيذائها والتدخل فى شئونها. وقد تعجبت من الحملة الشعواء على مصر ووصفها بأنها دولة مستبدة، وأنها تلاحق العاملين بمنظمات حقوق الإنسان. هذه المنظمات لم تتحرك حينما سقط شهداء من المدنيين ورجال الجيش والشرطة، وترملت نساؤهم وتيتم أطفالهم، هؤلاء لم تهتز لهم شعرة وهم يسمعون صرخات الأمهات الثكالى. إننى أربأ بأى مصرى ارتوى من نيلها، وأكل من خيرات أرضها، وعاش وسط شعبها الطيب، أن يقف مع أعداء مصر. وأنصح كل العاملين بالمنظمات والجمعيات الأهلية المتعاملين مع أجانب أن يضعوا مصلحة الوطن فوق أى اعتبار.
حماية المواطن
واقعة غريبة وعجيبة ضبطها جهاز حماية المستهلك وجب علينا أن نشيد به، لما حققه من إنجاز لحماية المواطن. تمكن من ضبط أخصائى اجتماعى بإحدى المدارس، أوهم الناس أنه طبيب نفسى. واستخدم الفيس بوك لبث منشوراته المضللة. أنشأ مركزا طبيا للصحة النفسية والإرشاد الأسرى من دون ترخيص. الجهاز بالتنسيق مع إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة بمحافظة بورسعيد تمكن من ضبط المتهم. تبين أنه حاصل على ليسانس آداب، ويحمل بطاقتين ساريتين بمهن مختلفة. ويقوم بنشر إعلانات لخداع المستهلكين على صفحات الفيس بوك واليوتيوب عن مركز طبى باسم الدكتور عمرو شليل. طبعا هذه جريمة جنائية. لكن جهاز حماية المستهلك من سلطته ضبط الأسواق وصون مصالح المستهلكين بتنفيذ حملات رقابية على الأسواق والمحلات التجارية والمصانع غير المرخصة ومكافحة الإعلانات المضللة، والتصدى بكل حزم لكافة الظواهر السلبية بالأسواق والتى تضر بمصالح المواطن المصرى.
الغريب أن المركز له إعلانات ولافتات بالشارع بحى العرب. تبين من واقع بطاقة الرقم القومى الخاص بالمتهم أنه يعمل أخصائيا نفسيا بمديرية التربية والتعليم. وأنه من غير الحاصلين على بكالوريوس الطب أو درجة الدكتوراة. إلا أنه يستخدم لفظ "دكتور" فى الإعلان عن نشاطه لإيهام المواطنين بحصوله على الدرجة أو التخصص المطلوب لمزاولة مهنة الطب النفسى، وذلك على غير الحقيقة. وتم إخطار النيابة العامة لاتخاذ شئونها. رئيس جهاز حماية المستهلك أيمن حسام الدين يناشد المواطنين التوجه بشكواهم من خلال الخط الساخن 19588 من أى تليفون أرضى، أو عن طريق خدمة الواتس آب 01281661880 أو عن طريق الصفحة الرسمية للجهاز على موقع التواصل الاجتماعى Facebook، الموقع الإليكترونى www.cpa.gov.eg أو التطبيق الإليكترونى على الهواتف الذكية جهاز حماية المستهلك.
الأسوة الحسنة
قبل وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بـثلاثة أيام اشتد عليه الألم ، وكان فى بيت السيدة ميمونة. فقال "اجمعوا زوجاتي" ، فجمعت الزوجات. فقال النبى " أتأذنون لى أن أمرض فى بيت عائشة ؟" فقلن: "نأذن لك يا رسول الله". تدبروا مسلك وقول الرسول الأسوة الحسنة. أراد أن يقوم فما استطاع فجاء على بن أبى طالب والفضل بن العباس فحملا النبى ، وخرجوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة، فرآه الصحابة على هذا الحال لأول مرة. فبدأ الصحابة فى السؤال بهلع :"ماذا أحل برسول الله.. ماذا أحل برسول الله؟".تزاحم الناس فى المسجد وامتلأ عن آخره. بدأ العرق يتصبب من النبى بغزارة،فقالت السيدة عائشة "لم أر فى حياتى أحداً يتصبب عرقاً بهذا الشكل ، كنت آخذ بيد النبى وأمسح بها وجهه لأن يد النبى أكرم وأطيب من يدى ، فأسمعه يقول "لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات".
كثر اللغط فى المسجد إشفاقاً على الرسول ، فقال النبى: "ماهذا ؟" فقالوا: يا رسول الله يخافون عليك. فقال "احملونى إليهم " فأراد أن يقوم فما استطاع. فصبوا عليه سبع قرب من الماء حتى يفيق. فحمل النبى وصعد إلى المنبر، فكانت آخر خطبة لرسول الله وآخر كلمات له ، فقال النبى: "أيها الناس ، كأنكم تخافون علي" فقالوا: نعم يا رسول الله.فقال "أيها الناس موعدكم معى ليس الدنيا، موعدكم معى عند الحوض. ووالله لكأنى أنظر إليه من مقامى هذا. أيها الناس ، والله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكنى أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم ، فتهلككم كما أهلكتهم. أيها الناس ، الله الله فى الصلاة ، الله الله فى الصلاة. أيها الناس ، اتقوا الله فى النساء ، اتقوا الله فى النساء، أوصيكم بالنساء خيرا.أيها الناس ، إن عبداً خيره الله ما بين الدنيا وما عند الله،فاختار ما عند الله. فانفجر أبو بكر بالبكاء وعلا نحيبه ، ووقف وقاطع النبى : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا، فديناك بأولادنا ، وبأزواجنا، فديناك بأموالنا. وظل يرددها فنظر الناس إلى أبى بكر كيف يقاطع النبى. فأخذ النبى يدافع عن أبى بكر قائلاً: "أيها الناس ، دعوا أبا بكر، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به ، إلا أبا بكر! لم أستطع مكافأته، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبى بكر لا يسد أبداً.آواكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله. أيها الناس ، أقرئوا منى السلام وكل من تبعنى من أمتى إلى يوم القيامة.
سواك النبى
وحمل الرسول مرة أخرى إلى بيته ، وبينما هو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبى بكر وفى يده سواك ، فظل النبى ينظر إلى السواك ولكنه لم يستطع أن يطلبه من شدة مرضه ، ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبى ، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته فى فم النبى ، فلم يستطع أن يستاك به ، فأخذته من النبى وجعلت تلينه بفمها وردته للنبى مرة أخرى حتى يكون طرياً عليه. فقالت: "كان آخر شيء دخل جوف النبى هو ريقي، فكان من فضل الله على أن جمع بين ريقى وريق النبى قبل أن يموت"، ثم دخلت فاطمة بنت النبى ، فلما دخلت بكت ، لأن النبى لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه. فقال النبى "ادنى منى يا فاطمة" ، فحدثها النبى فى أذنها، فبكت أكثر. فلما بكت قال لها النبى "ادنى منى يا فاطمة" فحدثها مرة أخر فى أذنها ، فضحكت. بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي؟.فقالت: قال لى فى المرة الأولى "يا فاطمة ، إنى ميت الليلة" فبكيت. فلما وجدنى أبكى قال "يا فاطمة، أنت أول أهلى لحاقاً بي" فضحكت.تقول السيدة عائشة: ثم قال النبى : "أخرجوا من عندى فى البيت" وقال "ادنى منى يا عائشة". فنام النبى على حجر عائشة ، ثم أغشى عليه ولما آفاق رفع نظره إلى سقف البيت وقال: "اللهم الرفيق الأعلى ، اللهم الرفيق الأعلى". تقول السيدة عائشه: فسقطت يد النبى وثقلت رأسه ، فعرفت أنه قد مات. فلم أدر ما أفعل. فما كان منى غير أن خرجت من حجرتى ، وفتحت بابى الذى يطل على الرجال فى المسجد وأقول: مات رسول الله ، مات رسول الله.
تقول: فانفجر المسجد بالبكاء. فهذا على بن أبى طالب أقعد فلم يقدر أن يتحرك.وهذا عثمان بن عفان كالصبى يؤخذ بيده يمنة ويسرى !، وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ، ويقول من قال إنه قد مات قطعت رأسه ، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه وسيعود وسأقتل من قال إنه قد مات..!أما أثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضى الله عنه. دخل على النبى واحتضنه. وقال: وآآآ خليلاه ، وآآآ صفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه ، وقبّل النبي. وقال: طبت حياً وطبت ميتاً يا رسول الله. ثم خرج يقول: "من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت".
ويقول بعض العلماء بأن هذا الحديث لا يصح بهذا التمام، وفيه عبارات موضوعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة