رعاية صحية متكاملة
رعاية صحية متكاملة


طلاب «الإعاقات المتعددة» أصبح لهم مكان

آخر ساعة

الخميس، 17 ديسمبر 2020 - 11:20 ص

أحمد جمال

فتح اهتمام الدولة بذوى الاحتياجات الخاصة الباب أمام تأسيس فصول تعليمية للطلاب متعددى الإعاقة منذ بداية العام الدراسى 2018−2019 بعد أن كان الأمر مقتصراً على قبول الطلاب ذوى الإعاقة الواحدة، وهى الخطوة التى أتاحت فرص تعلم أكبر للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، كما أنها أسهمت فى توسيع قاعدة تدريب معلمى مدارس التربية الخاصة بحثاً عن اختيار النماذج المؤهلة للتعامل مع هؤلاء الطلاب.

داخل مدرسة النور للمكفوفين بحى الدقى فى محافظة الجيزة يوجد أحد فصول الطلاب متعددى الإعاقة الذين يبلغ عددهم 11 فصلاً داخل ست محافظات على مستوى الجمهورية، بالرغم من أن الفصل به طالبان فقط لكن هناك مجهوداً ضخماً يقوم به المعلمون لتنمية مهارات الطلاب الحسية والسمعية والبصرية، تحديداً أن الفصل مخصص للأطفال فى مرحلة التأهيل الأولى.

يعانى طلاب الإعاقات المتعددة من إعاقة سمعية وبصرية، ما يؤثر فيهم كونهم معزولين عن العالم المحيط بهم ويجدون صعوبة فى فهم الواقع الذى يتواجدون فيه، وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الطبيعيين الذين تواجههم صعوبات جمة فى فهم لغتهم ويجمع هؤلاء الطلاب خصائص واحدة تتطلب قدرات هائلة لدى المتعاملين معهم من المعلمين.

بحسب زينب صلاح الدين، مديرة مدرسة النور للمكفوفين بمحافظة الجيزة، فإن: العملية التعليمية داخل هذا الفصل تقتصر على تنمية المهارات والحواس والتأهيل، وبالنسبة للأطفال الصغار لا يوجد منهج تعليمى موحد لكن هناك دليل استكشافى يستفيد منه المعلم للاهتمام بالأنشطة التى تقوى الجوانب الحسية ومهارات التواصل إلى جانب اللغة لدى الطلاب.

وتوضح: التركيز يكون قائماً بالأساس على النشاط الحركى الدقيق مثل تدريب الأطفال على الإمساك بمجسمات محددة ووضعها فى مكانها مجدداً، إلى جانب تقديم الدعم الملائم له للتعامل مع الآخر، مع استخدام الموسيقى فى تنمية مهارات إدراك الطلاب فى مراحل التعلم الأولى.

خلال زيارة ∩آخرساعة∪ للمدرسة كانت تجرى تدريبات مكثفة للمعلمين حول كيفية التعامل مع الطلاب ذوى الإعاقة المتعددة، وذلك ضمن برتوكول التعاون الموقع بين وزارة التربية والتعليم وبين أكاديمية بيركنز الدولية بأمريكا عبر شريكها المحلى فى مصر ممثلاً فى جمعية نداء، الذى بدأ بتدريب 30 معلما ومن المقرر أن ينتهى خلال الشهر الجارى من تدريب 114 معلماً من ضمن 180 معلماً وقع عليهم الاختيار للتدريس فى الفصول متعددة الإعاقة.

تشمل موضوعات التدريب تعريف الإعاقات المزدوجة والمتعددة، أسباب الإعاقات المزدوجة والمتعددة، والمشاكل التى تسببها، وأنواعها، وأثر الحرمان الحسى، والمبادئ الأساسية فى تعليم الأطفال مزدوجى ومتعدى الإعاقة، وأساليب التأهيل ودور المعلم، بالإضافة إلى الاستراتيجيات الأساسية للتدخل فى تأهيل ذوى الإعاقات المزدوجة والمتعددة. ويشمل الأمر أيضاً الخطة التعليمية، والمناهج، وطرق التدريس، واللغة والكلام، وتنمية المهارات الأكاديمية (اللغة والحساب)، والعلاج الوظيفي، والتكامل الحسي، والمهارات الحركية، بجانب تعزيز دور الموسيقى فى تعليم الأطفال ذوى الإعاقات المتعددة.

سمير عبد ربه يوسف، المدير الفنى لوحدة الإعاقات المتعددة بـ∩جمعية نداء∪، يقول: تدريب المعلمين يتضمن جانبا نظريا ومدهم بالمعلومات اللازمة حول كيفية التعامل مع هؤلاء الطلاب وتنمية مهاراتهم المهنية داخل المدرسة، إضافة إلى الجانب العملى الذى يشكل الجزء الأهم من التدريب الذى يكون من خلال التعرف على تطبيق الجوانب النظرية داخل الفصول، وتكون هناك استمارة معلومات يملؤها المعلم ونهاية بتصوير فيديو للتعامل مع الطلاب للاستفادة من الأخطاء الموجودة به.

يواصل: متعددو الإعاقة تكون لديهم خصائص تميزهم عن أقرانهم من ذوى الإعاقة الواحدة، بالتالى فإن الأمر يتطلب مهارات مختلفة على مستوى الاستكشاف والتواصل والتفاعل معهم، ووظيفة التدريب تكمن فى مساعدة المعلمين على فهم خصائص الطلاب وطرق وأدوات التواصل معهم، وتدريبهم على الطريقة المناسبة لاستكشاف الأقران والتعامل معهم.

والجزء الأهم فى علاقة المعلم بالطلاب فى فصول متعددى الإعاقة يتمثل فى كيفية بناء الثقة بين الطرفين ويكون على المعلم أن يتحدث بطريقة يألفها المتلقى وأن يحتويه بالقدر الذى يساعده على استخدام مهاراته، وكذلك تدريب الطلاب على ممارسة حياتهم الطبيعة وتعريفهم بالأشياء الخارجية عن طريق اللمس.

والجوانب التعليمية تكون حاضرة أيضاً فى عملية التدريب بحيث يجرى توظيف الأهداف الأكاديمية وتحويلها إلى أهداف تتناسب مع قدرات كل طالب على حدة، وفى تلك الحالة تكون المادة العلمية بمثابة نشاط مخصص للطلاب من الممكن الاستفادة منه فى التعرف على أساسيات حياتهم اليومية.

من جانبها، تقول الدكتورة هالة عبدالسلام رئيس الإدارة المركزية للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، إن الاهتمام بذوى الإعاقات المتعددة يأخذ مسارات مختلفة، على رأسها الاهتمام بالجوانب التدريبية لدى المعلمين وهو أمر جديد عليهم ولم يكن لديهم معلومات متوافرة حول كيفية التعامل مع الإعاقات المزدوجة قبل عام 2018، وأن الوزارة استبقت عملية فتح الفصول بالاتفاق مع مؤسسات دولية ومحلية للمساعدة فى تدريب المعلمين بشكل احترافى.

وبحسب الدكتورة هالة، يحصل المعلمون على شهادات من ثلاث جهات مختلفة لإجازة دخولهم فصول الإعاقات المتعددة إحداها من وزارة التربية والتعليم والثانية من أكاديمية بيركنز الدولية بأمريكا، والثالثة من جمعية نداء للإعاقات السمعية والبصرية، مشيرة إلى أن الوزارة قامت بتجهيز الفصول على مستوى من الأدوات والأجهزة المخصصة لتعليم ذوى الإعاقات المتعددة.

والعملية التعليمية فى فصول الإعاقة المتعددة تمر بمستويين، الأول فى سن السادسة وينتهى فى سن 12 عاماً، والمستوى الثانى يبدأ من 12 عاماً وحتى 18 عاماً، مع العلم أنه لا يمكن قبول أى طالب فى المستوى الثانى من دون المرور أولاً عبر المستوى الأول، وأن الطلاب يحصلون على شهادة اجتياز فى كل مستوى من هذه المستويات للتأكد من أنه يسير علمياً فى المسار السليم، وتوجد أدوات لقياس تطور مهارات الطلاب على فترات مختلفة للتعرف على مدى استفادتهم.

وتؤكد أن نجاح تجربة الإعاقات المتعددة أفسح المجال أمام تعزيز خطة خوض تجربة جديدة تتمثل فى التوسع بفصول الطلاب وزراعة القوقعة وأن الفترة المقبلة من المفترض تبدأ أول عمليات التدريب للمعلمين.

وهناك توجه عام داخل الوزارة نحو التنمية المهنية المستدامة لمعلمى التربية الخاصة، ونقل الخبرات النادرة داخل هذه النوعية من المدارس، التى تهتم بهذه الفئة التى توليها الدولة كل الاهتمام، مشيرة إلى أن الوزارة تسير على  طريق التوسع فى فتح الفصول بجميع المحافظات على مراحل طبقا للاحتياج.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة