صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الأطفال يدفعون الثمن.. لماذا ارتفعت نسب الطلاق في مصر؟

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 17 ديسمبر 2020 - 02:08 م

◄ تدخل الأهل والبخل والمواقع الإباحية أهم أسباب أبغض الحلال.. والأطفال يدفعون الثمن
◄ علماء الاجتماع: يجب عمل دورات تثقيفية وتوعية للشباب ودور هام للأسرة والمؤسسات التربوية
◄ مفتي الجمهورية: وحدة «لم الشمل» استطاعت إعادة المياه لمجاريها لـ 350 أسرة

داليا أمين

كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء مؤخراً، عن وقوع حالة طلاق كل دقيقتين و11 ثانية في مصر خلال 2019 بزيادة قدرها 8% عن عام 2018، وهذا يعني أن حالات الطلاق تبلغ في اليوم الواحد أكثر من 600 حالة.

ويُقدر عدد المطلقات حالياً في مصر بأكثر من 5.6 مليون سيدة، مخلفين ما يقرب من 7 ملايين طفل، تعتبر قنابل موقوتة في ظل محاولات انتقام الطرفين من بعضهما.. فما هو السبب وراء انتشار الظاهرة؟ وكيف يمكن علاجها؟


نماذج


«شعور الخيانة قاسي لا يعرفه إلا من جربه وكسر القلب يقهر المرأة ويجعلها تموت وهي على قيد الحياة».. هكذا بدأت حنان كلامها قائلة: إنها تزوجت وهي في العشرينيات من عمرها بعد قصة حب.. إلا أنها بعد إنجابها لطفلها لاحظت ابتعاد زوجها عنها، وأصبح دائم الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي، واكتشفت أنه على علاقة بعدد من النساء وعندما واجهته قال لها: إنه يشعر بالملل من حياته الزوجية، وأنه لم يعد يحبها فطلبت الطلاق.


ويحكي أمجد قصته: «أنا طبيب ومقتدر ماديًا وتزوجت فتاة جميلة أصغر مني بـ10 سنوات، إلا أنني اكتشفت أن زوجتي لا تتحمل المسؤولية ودائماً مشغولة بصديقاتها وتخرج يومياً معهم، وتقول عني إني مقتدر ويمكن شراء الأكل دليفري وإحضار خادمة لتنظيف المنزل ولجأت إلى أهلها، ولكن وصلت إلى طريق مسدود ووصفوني بالبخل، وطلقتها بعد عامين من الزواج».

وقال: «تجربة مريرة تدفع ثمنها الآن ابنتي التي أنجبتها من أم مستهترة».

أسباب الطلاق
 

وتوضح الدكتورة سعاد عبدالرحيم مدير المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن المركز أعد دراسة حول أهم أسباب الطلاق وكان في مقدمتها انتشار تدخل الأهل في شؤون الزوجين يسبب كثيراً من الخلافات، علاوة على الأفكار الخاطئة المنتشرة مثل مطالبة زوجة الابن بخدمة أهل زوجها، وإذا رفضت يتهموها بالتقصير رغم أن الدين الإسلامي لا يأمر بذلك.

واحتلت الأسباب الاقتصادية على تنوعها المرتبة الثانية في الخلافات الأسرية التي أدت إلى الطلاق المبكر وهي لا تقتصر فقط على الفقر، ولكنها تمثلت في بخل الزوج أو الزوجة أو إسراف أحد الطرفين أو تكالب الزوج على راتب الزوجة أو اهتمام الزوج بالإنفاق على نفسه فقط دون القيام بواجباته نحو أسرته، أما السبب الثالث فهو اختلاف الثقافة بين الزوجين وغياب التفاهم، وسوء العِشرة، بأن يعامل أحد الزوجين الآخر معاملة سيئة، وإلى جانب إدمان المخدرات والكحوليات، والعنف الزوجي، والزواج المبكر، وعدم قدرة الزوج على أداء العلاقة الزوجية، والبرود الجنسي لدى السيدات بسبب الختان، وعدم الإنجاب، وغيرها من الأسباب.  
 

توعية الأزواج


ولمواجهة تلك الظاهرة يقول الدكتور سعيد حسني أستاذ علم الاجتماع، إن هناك عدة أمور يمكن أن تحد من نسب الطلاق أبرزها ضرورة قيام المؤسسة الدينية والتعليمية في توعية النشء، وعودة دور الأسرة في تربية أبنائهم على تحمل المسؤولية وترسيخ قيم الزواج، وعقد ندوات توعية لشباب الجامعات، وإقامة دورات تأهيلية تثقيفية تربوية للزوجين قبل الدخول في الحياة الزوجية، وبالنسبة للأميين تعقد الندوات عبر الرائدة الريفية واستخدام الأعمال الدرامية لتوعية المجتمع بالآثار السلبية للطلاق على المجتمع، وتفعيل مراكز ووحدات التوجيه والاستشارات الأسرية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية للعمل على فض النزاعات التي قد تنشأ بين الزوجين. 

تأهيل أهل الفتوى


كما يقول الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية: إن الأزهر الشريف مؤخراً أطلق وحدة تحت عنوان «لمّ الشمل»، تهدف إلى مواجهة ظاهرة انتشار الطلاق، استطاعت لمّ شمل 350 أسرة، وأن دار الإفتاء تعمل على تأهيل المتصدر للفتوى في مشاكل الطلاق لمحاولة إعادة المياه لمجاريها بين الزوجين مرة أخرى. وكانت قد أعلنت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن إطلاق الحكومة مبادرة «مودة»، كمشروع قومي لحماية الأسرة والحد من معدلات الطلاق المرتفعة في المجتمع المصري، وتستهدف المبادرة، الفئة العمرية من (18- 35) عاماً، والأزواج طالبو خدمات الدعم والمشورة الأسرية، بعد ارتفاع نسب الطلاق  في السنوات الثلاث الأولى من عمر الزواج.

اقرأ أيضا|تطبيقات الموبايلات.. بياناتك «على المشاع»

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة