يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

ما فعلناه بالوباء

يوسف القعيد

الخميس، 17 ديسمبر 2020 - 07:27 م

قال علماء التطور الإنسانى إن التعود آفة الحياة. مختلفين مع مقولة نجيب محفوظ أن آفة حارتنا النسيان. أتابع أهلى، بالتحديد فى الموقف من أخبار الوباء ومتابعتها والتعامل معها ومقاومتها والأخذ والعطاء معها.
لا أُقَيِّم تجربتنا. ومع هذا من حق المسئولين عن مصر الآن أن نشكرهم بسبب حسن إدارة الأزمة تجاه وباء عصف بالدول المتقدمة. وأخذ معه من ضحاياهم أعداداً مهولة. وجعلنا نتأمل أحوالهم. فنكتشف أنه اجتمع عندهم الضدان. أصبح لديهم التقدم العلمى والإمكانات الطبية. وفى نفس الزمان والمكان الأعداد المهولة من شهداء الوباء - ولا أقول القتلى - التى تزداد كل صباح.
أكتب عن حالنا مع وباء عذَّب الدنيا. أول ما ألاحظه دقة الأرقام ووضع الجغرافيا. والتحديد الصارم للإصابات والوفيات بشكل يومى. حتى أخبار العلاجات فى إطار صراع البشرية مع هذا الوباء تتابعها مصر بدقتها المعهودة ودأبها ومثابرتها واستفادتها من تاريخها فى حروبها مع الأوبئة. إنه سلوك من سمات الأداء المصرى. سواء عند الظروف العامة أو مواجهة الوباء.
قبل الوباء وخلاله وبعده كانت مصر تواجه الهموم والمشاكل اليومية. مائة مليون مصرى يتعايشون فى جزء محدود من الوادى. أصغر جزء ممكن. ورغم ظروفنا الصعبة وملابسات حياتنا القاسية. ما إن بدأت تظهر ملامح العلاج حتى تم رصد مبلغ مالى بالملايين. حتى يكون اللقاح متاحاً لنا جميعاً. أى لمائة مليون مصرى.
ولأن الأمر كان يتطلب أولويات محددة. جرى فى صمت تهيئة الدولة المصرية وإعدادها للتعامل مع هذا الخطر. أصبح لدينا مستشار للرئيس للشئون الصحية. الجزء الجوهرى من اهتمامه هذا الموضوع. إن مصر التى يحكمها باقتدار وفق رؤية موضوعية الرئيس عبد الفتاح السيسى، لا تكتفى بالكلام الذى من السهل قوله وترديده. ولكنها تذهب إلى الأفعال بنفس حجم المشكلة وإدراك بُعدها الرقمى ومدى خطرها ودرجة وعى المصريين وإدراكهم حتى يكونوا خط الدفاع الأول والأخير وراء دولتهم.
التعامل مع المشكلة بدأ من معرفتها الدقيقة. وتحديد الأدوار ومن يحكمون البلاد الآن اعتبروا أنفسهم مسئولين عن كل ما يقومون به. وتم إنجاز المسئولية مهما كانت خطورتها على الوجه الأكمل. مع أنه فى العمل الإنسانى خاصة عند مواجهة وباء يحدث للبشرية لأول مرة. ولا توجد أى سابقة يمكن الإستناد إليها أو الإستفادة منها. ومع ذلك حاولت مصر وستحاول. ولدينا يقين أن المحاولة ستستمر إلى أن ننتصر. مهما كانت صعوبات الانتصار. وحجم التضحيات التى ربما كتب على بعضنا أن يقدمها. وتلك هى دراما الأوبئة فى حياة الناس.
مصر حددت المسئولية على الرغم من أى شكل من أشكال خطورتها. وتوصلت إلى الوجه الأكمل للتعامل معها. مع أنه فى العمل الإنسانى لا أحد يستطيع الكلام عن درجة المثال. فالمصريون يحاولون ويكفيهم شرف المحاولة. لكن من يرى مصر من بعيد لا بد أن يقول لنفسه وللآخرين: وهكذا أصبح الكل فى واحد.
ربما كانت هناك أخطاء التى هى جزء من طبيعة العمل الإنسانى. لكن كل مصرى فى موقعه حاول ويحاول وسيظل يحاول إلى أن يصبح الوباء قصة قديمة لا يبقى منها إلا ما يمكن أن نحكيه عنها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة