صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أغرب قضية مصرية.. إثبات زواج سيدة بـ«كمبيالة»

إسلام دياب

الخميس، 17 ديسمبر 2020 - 08:49 م

 

تقدمت إحدى السيدات عام 1960 إلى محكمة عابدين للأحوال الشخصية، تطلب الحكم لها بنفقة، حيث قدمت للقاضي كمبيالة كتبها زوجها الموظف، أثبت فيها أنه مدين لزوجته بمبلغ 400 جنيه.

واستدعت المحكمة الموظف وطالبته بدفع النفقة الزوجية، وكانت أكبر مفاجأة عندما قال: "أنني أتحداها أن تثبت أنني زوجها وليس بيننا عقد زواج رسمي، فكيف تكون زوجتي؟".

وردت عليه المحكمة بأن قدمت له الكمبيالة التي كتبها بخطه وتوقيعه واعترف فيها بأنه مدين لزوجته، واحتار الرجل لأنه لم يكن يتصور أن تصل هذه الكمبيالة للقضاء، وقال للقاضي: إنني سأقص عليك قصتي مع هذه السيدة.

اقرأ أيضا|فاجعة بحلوان.. النار تلتهم العروس قبل زفافها

وقال: "كنا جيران.. منزلي بجوار منزلها وكنت أقيم بمفردي وتوطدت صداقتي بزوج ابنتها وكنت أتردد عليه كثيرا ثم طلب مني يوما أن أكون عديله ووافقت وخطبت الفتاة الكبرى ولكني فسخت الخطبة بعد أيام لأنني اكتشفت أن خطيبتي عصبية ورحبت والدتها بذلك وقالت لي إنها فعلا عصبية وفوجئت بها تطلب مني أن أتزوجها".

وأضاف: "كانت أكبر مفاجأة لي.. لم أتكلم ولم أرد عليها واعتبرت هي صمتي دليلا على موافقتي.. أما أنا فصرفت النظر نهائيا عن موضوع الزواج، وقررت أن أعيش معهم كصديق للأسرة واستأجرت لهم شقة إيجارها 14 جنيها في الشهر، واثثتها بأكثر من ألف جنيه واستأجرت شقة بجوارهم، وكنت أتناول طعامي معهم، وأنام بمفردي وعشت على هذا الحال 15 عامًا ثم مرضت ولزمت الفراش وصرفت كل أموالي، واحتجت إلى مبلغ من المال فطلبته منها قالت: أنها مستعدة لتعطيني ما أريد بشرط أن أكتب في الكمبيالة أنني مدين لزوجتي ولم أجد مانعا في أن أجيبها إلى طلبها بسبب حاجتي إلى المال ولأنني أعلم أنها لن تستطيع أن تثبت أنني تزوجتها بهذه الكمبيالة".

وأوضح: "بعد أن كتبت لها الكمبيالة فوجئت بها بعد أيام تطلب أموالها، قالت: أما أن تدفع وأما أن أبلغ ضدك وتركت البيت وذهبت إلى حي بعيد، ثم فوجئت بالمحكمة تطالبني بدفع نفقة زوجتي، وردت الزوجة قائلة للمحكمة إنه سرق أوراق الزوجية وأحرقها، ولا يعقل أن أعيش معه 15 سنة، كما يقول بدون عقد زواج، وكان بيننا عقد عرفي ولكنه سرقه وأحرقه ومدت السيدة يدها إلى حقيبتها وقدمت الكمبيالة للقاضي وقالت له هذا دليل زواجنا، وأمسك القاضي بالكمبيالة، وواجه بها الموظف.. هل هذا خطك؟ فأجاب: نعم".

وحكم القاضي بأن يدفع الموظف نفقة لزوجته 10 جنيهات في الشهر وأصدر حكمًا بصحة زواج الرجل واعتبار الكمبيالة وثيقة زواج.

وقالت محكمة عابدين للأحوال الشخصية إن الكمبيالة تعتبر عقدًا رسميًا للزواج، وأعلن القاضي أنه ما دام الموظف قد حرر الكمبيالة على نفسه ووقعها بإمضائه واعترف فيها صراحة باسم الزوجة فإنها تعتبر وثيقة لإثبات الزواج. 

وطالب القاضي الموظف، صاحب الكمبيالة بأن يدفع نفقة لزوجته وهذه أول مرة في تاريخ قضايا الأحوال الشخصية يثبت فيها الزواج بـ«كمبيالة».

أصدر الحكم القاضي محمد كامل النجار، ونشرتها جريدة أخبار اليوم عام 1960 فور صدور الحكم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة