د. مشالي
د. مشالي


المواطنون : إزالة الطبيب الجديد ليافطة د مشالي فيه عدم تكريم وانكار لعطاؤه طوال السنوات الماضية 

«اللي فات مات»..إزالة اسم «طبيب الغلابة» من عيادته بطنطا

فوزي دهب- أحمد أبورية

الجمعة، 18 ديسمبر 2020 - 09:01 ص

بعد أكثر من ٥٠ عاما قضاها داخل عيادته البسيطة في مدينة طنطا كرس الطبيب الراحل د.محمد مشالي الذي اشتهر بلقب طبيب الغلابة، حياته خلالها لخدمة الفقراء والمرضى ووهب وقته لهم ما جعله مثلا لهم في إيثار الذات ومساعدة الخير ومثلا للإنسانية.

وفوجئ الأهالي بإزالة يافطة الدكتور محمد مشالي من على عيادته التي استقر فيها لأكثر من ٥٠ عاما، واستبدالها بلافتةأخرى لطبيب أخر.

وعقب بعض الأهالي على هذه الواقعة بأن أقل تكريم لهذا الطبيب الراحل هو أن يتم ترك يافطته على عيادته،وأن يضع الطبيب الجديد يافطته بجوارها. 

وقال عبد الرحمن محمد، أحد سكان المنطقة إنه موجود في المنطقة منذ بداية تواجد د.مشالي فيها ويعلم مدى الخير والمجهود الذي كان يبذله من اجل الفقراء من المرضى وكان مثله مثل جميع الطنطاوية يريدون تكريما يليق بعزاء وإنساني هذا الطبيب إلا أننا فوجئنا بإزالة يافطة عيادته التى أفنى حياته فيها لخدمة المرضي والفقراء.

ووضع لافتة طبيب جديد استبشرنا خيرا عندما قال انه سيسير علي نفس نهج الطبيبالراحل د.محمد مشالي إلا أن هذه الموقف يدل على عدم تقدير أو تكريم لعطاء الطبيب الراحل وعلى الأقل كان يجب أن يترك يافطته بجوارها.

 
وأضاف أن أيضا المحافظة قامت بإزالة جميع اللافتات التي كانت موجودة في الشوارع والتي وضعتها عقب وفاته تقديرا له .

كانت قد أثارت حملة دعائية للطبيب الجديد الذي قام بأخذ عيادة الدكتور مشالي طبيب الغلابة بـطنطا الجدل في محافظة الغربية خاصة أن عددا كبيرا من الطنطاوية قد فوجئوا على مواقع التواصل الاجتماعي بحملة دعائية حول إعادة فتح عيادة د.مشالي مرة أخرى من قبل أحد الأطباء والكشف على المرضى بتكلفة ١٥ جنيها.

وتنوعت أراء المواطنين بين المؤيدين للفكرة والدعاء للطبيب الجديد وبين محاولة التلميح إلى أنه يحاول كسب شهرة وشعبية الدكتور مشالي الطبيب الراحل وقالوا إن ما سيقدمه الطبيب الجديد خلال الفترة القادمة هو ما سيحدد موقفنا منه. 

كانت عيادة طبيب الغلابة الراحل الدكتور محمد مشالى، قد فتحت أبوابها أمام المرضى مرة أخرى بعد غلق لعدة شهور عقب وفاته لاستقبال المرضى مرة أخرى، حيث قامت أسرة الراحل بإخلاء العيادة من متعلقاته وتسليم الشقة لصاحب العقار والذى قام بتأجيرها  لطبيب آخر لاستقبال الحالات المرضية.

وأكد  نجل طبيب الغلابة الراحل الدكتور محمد مشالى، أن الأسرة بالفعل قامت بتسليم الشقة لصاحب المنزل بعد وفاة والده، مشيرا إلى أن الأسرة تلقت طلبات من عدد من الأطباء لفتح العيادة مرة أخرى بعد وفاة والده لاستكمال مسيرته لكن الأسرة رفضت وقررت تسليم الشقة لصاحب العقار.

وأشار إلى أنه تم إخلاء العيادة من متعلقات طبيب الغلابة وتسليمها لصاحب العقار، وأن هناك طبيب آخر تسلم الشقة وقرر أن يسير على خطى والده بمساعدة الغلابة وتخفيض ثمن الكشف وإعفاء غير القادرين من دفع ثمن الكشف مساعدة لهم.

وقال الطبيب الجديد في عيادة الغلابة، انه قرر استكمال مسيرة د.مشالي والكشف على المرضي على ألا تتجاوز قيمة الكشف 15 جنيها لجميع المترددين على العيادة من المرضى والفقراء.

وقال الطبيب إنه كإنسان أولا وطبيب ثانيا يرفض إغلاق العيادة التي كانت بابا للأمل لعلاج الفقراء، وطاقة  لتخفيف أوجاعهم وآلامهم، في ظل ارتفاع أجور الفحوصات، وانتشار وباء كورونا، مؤكدا أنه اتفق مع الأسرة على افتتاح العيادة لاستكمال مسيرة الطبيب الراحل
وقال إنه قرر العمل على فترتين في العيادة لاستقبال المرضى والفقراء، خاصة أنه أحيل للتقاعد من عمله الحكومي ولديه الوقت الكافي الذي سيخصصه للمرضى، مشيرا إلى أنه سيعمل طيلة أيام الأسبوع لتقديم الخدمة الطبية، والتي كان يقدمها الدكتور محمد مشالي، بعد تجديد العيادة وتجهيزها بالمعدات والأدوات اللازمة وسيخصص وقتا بسيطا لعيادته الخاصة الأخرى في طنطا.
 يذكر أنه قد وُلد دمشالي  الراحل في إحدى قرى محافظة البحيرة عام 1944، وتخرج في كلية طب القاهرة عام 1967، ونجح في أن يسجل اسمه بحروف من نور في قلوب المصريين بعد أن أفنى حياته في خدمة الفقراء

تدرج "طبيب الغلابة" في المناصب داخل مستشفيات محافظة الغربية، وخصص عياداته لعلاج الفقراء والمرضى، وفي أحد تصريحاته قال إنه قرر أن يهب نفسه لخدمة الفقراء وعلاجهم، مضيفا أنه من أسرة فقيرة ومتواضعة، ونظرا لما عاناه وأشقاؤه فهذا ما جعله يشعر بمعاناة الفقراء.


وكشف الطبيب الراحل أنه يبدأ يومه بالاستيقاظ في السابعة والنصف صباحا، ثم يتوجه لعيادته ويظل بها حتى أذان المغرب، ثم يعود لمنزله، وبعدها يتوجه للعيادتين الأخريين بقريتين مجاورتين لطنطا لتوقيع الكشف الطبي على أبناء القريتين، مشددا على أن سعر الكشف في العيادتين 5 جنيهات فقط.
ظل مشالي طيلة عقود يتقاضى أجرا زهيدا مقابل علاج زبائنه، وهو خمسة جنيهات مصرية، وزاد أخيرا ليصل إلى عشرة جنيهات، أي أكثر قليلا من نصف دولار، بينما يتقاضى غيره مئات الجنيهات.. لكن في حالات كثيرة كان طبيب الفقراء يرفض أن يتقاضى أي أجر، بل يدفع من جيبه الخاص للمرضى لشراء الدواء.

طبيب الغلابة

عاش مشالي حياة بسيطة للغاية، وكانت عيادته متواضعة ولم يمتلك سيارة أو هاتفا محمولا.. رفض الرجل عروضا كثيرة بالمساعدات من منظمات خيرية وأثرياء، للانتقال إلى عيادة أحسن حالا، وحين قبل بعض تلك المساعدات، في مرات نادرة، تبرع بها للفقراء واشترى أجهزة طبية لإجراء التحاليل الأولية الضرورية لمرضاه.

اقرأ أيضا| بعد فتح عيادة الدكتور مشالي.. الأهالي يترقبون أداء «طبيب الغلابة» الجديد

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة