صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


وجبة غداء تنقذ صيدليا مصريا وزوجته من انفجار طائرة

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 18 ديسمبر 2020 - 12:39 م

المكان مطار النزهة.. محطة ماقبل الموت لركاب الطائرة.. حيث هبطت الطائرة بالمطار، ونزل منها مجموعة من الركاب كانت تربطه ألفة الرحلة السياحية، وخلال ذلك التوقيت طلب البعض من الركاب القيام برحلة سريعة للعجمي، والعودة قبل إقلاع الطائرة مرة أخرى، وبالفعل تخلف الصيدلي وزوجته وأفلتا من الكارثة.

كانت رحلة الطائرة التي لعبت فيها الظروف، والملابسات دورا كبيرا، وأخذت الصيدلي، وزوجته من الموت حرقا في انفجار الطائرة.

البداية كانت عندما كان الصيدلي وزوجته ضمن مجموعة سياحية لقضاء يومين بشرم الشيخ، ويومين بنويبع، على متن الطائرة "إير سيناء" وبدأت الرحلة التي كان محددا لها الإقلاع في السابعة صباحا، لكن لمرض مفاجئ لراكب على متن الطائرة، أقلعت متأخرة ساعة ونصف، ووصل الركاب إلى شرم الشيخ، ومنها إلى نويبع، واستمتع الجميع، ولم يعكر صفوهم شيئا.

وفي صباح اليوم التالي توجه الركاب إلى المطار للعودة إلى القاهرة، لكن تأخر الإقلاع أيضا حوالي نصف الساعة، لكن ابتسامة المضيفتين، وترحيب كابتن الطائرة، ومساعده، جعل الركاب ينسون التأخير، وكان عددهم ٢٥ راكبا، وما إن وصلت الطائرة في سماء مطار القاهرة، لاحظ الركاب أن الكابتن يدور بها في الجو لمدة بلغت ٢٠ دقيقة، وأعلن في الميكروفون الداخلي أن الهبوط يتعذر لأن درجة الرؤية في الخارج منعدمة نظرا لسوء الأحوال الجوية، وهي لا تسمح بالهبوط السليم في الممر.

مما اضطره إلى الهبوط بمطار النزهة بالإسكندرية، وأن عليه التوجه إلى أقرب مطار إلى أن تتحسن الأحوال الجوية في القاهرة، تملكت الركاب حالة من الذعر والهلع، حيث الأتربة، والعاطفة كانت تتلاعب بالطائرة، وكانت الرؤية من الخارج قد انعدمت تماما، لكن الله سلم، وهبطت الطائرة بسلام بمطار النزهة، ونزل الصيدلي وزوجته، بينما رفض باقي الركاب النزول، وفضلوا الجلوس بالطائرة، وقام الصيدلي بالاتصال بأحد أصدقاءه الذي حضر، واصطحبهما إلى أحد المطاعم المجاورة، والقريبة من المطار.

وبعدما عاد الصيدلي وزوجته اكتشف إقلاع الطائرة، دون أن يخبرهما أحد، وثارت ثائرته، حتى أوضح له أحد المشرفين بالمطار أن هناك طائرة أخرى تابعة لمصر للطيران سوف تقلع بعد ساعة، وعند وصوله، وزوجته إلى مطار القاهرة، كانت المفاجأة التي وقعت على رأسيهما كالصاعقة، بعدما تقدم بشكوى يتهم فيها الكابتن والإقلاع دون موعد، جحظت عيناه، وتقطعت أنفاسه، بعدما أخبره أحد العاملين بالمطار بأنه قد كتب له وزوجته عمر جديد، حيث الطائرة المنكوبة، قد انفجرت واحترقت، وارتفع عدد الضحايا إلى ٢١ راكبا، مما اضطر إلى سحب شكواه، ودارت به الدنيا، وزوجته التي تستند على ذراعه، وهي تلهث، وتكاد أن يغشى عليها.. يرددان الحمدلله.. مازال في العمر بقية، وأن لأجلها لم يأت بعد.

الطائرة المنكوبة.. انجليزية الصنع، تتسع ل٥٢ راكبا، بخلاف الطاقم المكون من ٤ أشخاص.

مركز معلومات أخبار اليوم - 3 يونيو 1986

اقرأ أيضا

فنانة ترفض الزواج من فريد الأطرش بسبب دينه

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة