يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى


فنجان قهوة

هدايا السنة الجديدة

أخبار اليوم

الجمعة، 18 ديسمبر 2020 - 06:02 م

 

ديسمبر؟ معقول هو ديسمبر؟ كيف مَرَّ عام هكذا؟ الحقيقة كيف مَرَّ عُمر فى غفلة من عُمرنا؟، أحب ديسمبر رغم كل شىء، أحب نهاية الأشياء على أمل أن تمنحنا بداية جديدة مختلفة مُشبعة بالألوان، ورغم تكرار الخيبات والنبوءات التى لا تُصيب كثيرا فإننى أكرر نفس المشاعر بأشكال ليست طبق الأصل مما سبق، أخترع أمنيات مختلفة وأعلقها على شجرة خضراء زادها ديسمبر خيالا ورونقا، أستمد من بهجة الاحتفال بالعام الجديد طاقة مذهلة لمواجهة عام آخر من العمر، أراجع على سبيل العادة ماذا تقول الأبراج فى عامها الجديد، بمراجعة كل الأبراج سوف تكتشف مثلى أن كل الطرق تؤدى إلى نفس المعنى ونفس النبوءات التى تتأرجح بين المال والصحة والحب، الثروة والعافية والقلب.. ديسمبر مقدمة برد الشتاء وقصيدته الأولى فى احتياج إلى تفاصيل مبتكرة، إلى طقوس مختلفة لعلنا نستقبل العام بما لا نتوقعه، أن نعطى بدلا من انتظار هدايا لا تأتى، أن نصنع من ديسمبر ٣١ يوما ٣١ فكرة خير، الوقوف على الشاطئ الأخر من الاحتفاء ليصبح للآخرين، هؤلاء الذين لا نعرفهم لكنهم فى احتياج لكى نعرفهم ونقترب منهم ونقدم لهم الهدايا التى يستحقونها، أفكار الخير يمكنها أن تمنح الشهر دفئا حقيقيا، دفئا إنسانيا أطعم من الشيكولاتة وأحن من غناء فيروز، هل تعلم كم مليون طفل يحتاجون ملابس ثقيلة ليس مهما أن تكون على الموضة إنما كثيفة تَصد نوبات الهواء البارد عن أجسادهم؟ يحتاجون لعبة مبهجة لطفولتهم، يحتاجون وجبة طعام ساخنة.. فى ديسمبر اعتدنا أن نفكر فيما نقدمه لأنفسنا ولأقرب الناس لنا لكى نسعدهم، نشترى شجرة ونعلق عليها جوارب صوف محشوة بالهدايا، كم هو جميل أن تكون الشجرة أكثر اتساعا فنعلق عليها أمنية لطفل ينقصه ما يسعده لأسباب ليس له ذنب فيها، كم يتكلف شراء ٣١ بلوفر صوف؟ ٣١ قميصا ثقيلا؟ ٣١ لعبة بسيطة؟ ٣١ وجبة طعام؟ ٣١ كراسة ملونة؟ ٣١ كلمة حلوة؟
أجندة ديسمبر يمكنها أن تكون احتفالا للعائلة دسما بالفرح مرسوما بالحب، حان الوقت لتصنع أجندة مميزة ليست فقط مضبوطة على مقاس أو مقياس سعادتك، إنما تتجاوزها لتصنع سعادة ملايين آخرين سعادتهم ربح حقيقى للحياة.. ارسموا أجندة ديسمبر لأطفالكم بأيام غير الأيام، بأمنيات غير الأمنيات، بهدايا لا تشبه كل الأعوام ولا تشبه ديسمبر كما اعتدنا أن يكون، مليون طفل يمكنهم إسعاد ملايين الأطفال وشحن طاقتهم لاستقبال السنة الجديدة بقلوب صافية، مليون طفل يمكنهم أن يلعبوا اللعبة الأجمل أن يكونوا بابا نويل بدلا من انتظاره، مليون طفل يمكنهم أن تكون هداياهم ضحكات ملايين الأطفال.. ديسمبر جميل، بسيطة يمكن أن نجعله أجمل.. الأعوام لا تصنعنا.. نحن نصنع الأعوام والأعياد والمناسبات والبهجة، ونصنع أوقاتنا وأرواحنا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة