داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

تسول على الفيس بوك

داليا جمال

الجمعة، 18 ديسمبر 2020 - 06:45 م

 فاكرين الولد الصغير محمد بائع الليمون الذى أعجب به أحد رجال الأعمال لأنه رفض أن يأخذ منه أية مبالغ نقدية بدون أن يأخذ منه الليمون ؟ فطلب منه الرجل أن يمنحه شرف التصوير معه ليدور بينهما نقاش طويل، أظهر أن الطفل الصغير ذو ال12 عاما هو بطل أسطورى يعيش يتيم الأبوين ويرعى وحده أخا وأختا يصغرانه سنا، فيستأجر حجره ويطعم أخويه، ويشترى الليمون ويعبأه فى أكياس ويبيعه،ويكافح وحده فى الحياه ! وطبعا الرجل الطيب نشر القصة صوت وصورة على وسائل التواصل الاجتماعى ليتحول الطفل الصغير محمد الى سوبرمان، تتلقفه برامج التوك شو، ويعرض عليه أهل الخير شقة، وعربية، والبعض يعرض التكفل بمصروفاته وتعليمه مع إخوته.. وفجأة يتضح أن الطفل الصغير محمد لا بطل ولا أسطورة، وأنه طفل كاذب له أب وأم يحترفان التسول، وتشغيل أطفالهم واستغلالهم فى قصص وهمية لاستدرار مشاعر الناس وابتزازهم عاطفيا وماديا، وان الطريقة دى بتكسب فلوس كتير!
طيب فاكرين الطفل الى ظهر على الفيس بوك وأطفال الشوارع بيضربوه ويعذبوه بملابسه الممزقة، وعيونه الباكية بغزاره، والذى تعاطفنا جميعا مع صوره وتبارى أهل الخير لتبنيه والانفاق عليه ؟
طلع محترف تسول وقائد وزعيم عصابة من أطفال الشوارع محترفى السرقه، ويعمل بتعليمات من والدته التى تديرها من بعيد لبعيد، وأننا جميعا كنا ضحايا له خدعنا بدموعه وابتز عواطفنا،
طيب فاكرين السيدة العجوزة ام نضارة التى تجلس تحت شجرة تبيع مناديل ويداها تمسكان بالقرآن ترتل آياته ليل نهار، الى أن ذهب إليها فاعل خير ظهر فى برنامج تليفزيوني، واكدت انها تربى أبناء بنتها الأيتام وقد رصد لها الشاب ، راتبا شهريا ألفي جنيه ، مقابل أن تعود لبيتها ولا تجلس لبيع المناديل فى الشارع؟
هذه السيده شاهدتها بعينى منذ أيام تجلس أمام جامعة القاهرة تمارس نفس القصة بحذافيرها...
الخلاصة.. اعملوا الخير وسط ناس تعرفونهم... فهم أولى بتبرعاتكم وأموالكم، ولا تخدعكم المظاهر الكاذبة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة