محمد الحداد
محمد الحداد


معان ثورية

.. حتى وإن سادت «قلة الأدب»

أخبار اليوم

الجمعة، 18 ديسمبر 2020 - 06:48 م

عن قواعد الحوار بين الكبار والصغار وطرق التفاهم.. ونقل الأفكار والتعبير عن النفس فى حدود مايليق ويتفق مع الأدب والأخلاق والقيم.. كان لى حوار مع الدكتورة أميمة سويلم الكاتبة الصحفية وهى الاعلامية القديرة المتخصصة فى الصحافة والإعلام.
عبرت الدكتورة أميمة سويلم وهى مندهشة مصدومة مبتأسة حزينة عما آلت إليه أحوال الكلمات بين بعض أولياء الأمور وأبنائهم وبناتهم.
نبرة صوتها كانت تشى بحالتها التى عليها بالفعل حتى انها قالت لى عبر الهاتف: «انا مش قادرة اخد نفسى من الخضة».
كانت هذه العبارة التى نطقت بها حرفيا بعد ان سمعت وشاهدت حوارا سيئا بين أحد أولياء الأمور وأولاده.
سألتنى الدكتورة أميمة سويلم... هل فشل جيلنا فى تربية ابنائه؟
وهل فشل الاعلام فى توجيه المجتمعات؟
وهل انفلت عيار الابناء والبنات بحيث لن يمكن السيطرة عليهم فى التربية والحياة عموما؟ فقلت لها ان هذا الخطر الداهم الذى تتحدثين عنه موجود.. ولكن هناك ايضا أبناء أبرار على قدر رفيع من التربية الحسنة وقلت لها ان الحوار اصطلاحاً يُعرف بأنّه ضرب من الأدب الرفيع وأسلوب من أساليبه، وان للحوار الهادئ مع الأبناء أهمية كبرى، وتعليمهم آداب الحديث وطرقه لأنه يكسبهم الثقة ويورثهم الجرأة والشجاعة، ويشعرهم بالسعادة والطمأنينة.
ولقد اعتنى النبى صلى الله عليه وسلم بالشباب فكان يسعى إلى محاورتهم، ويصغى إلى أحاديثهم، ويجيب عن أسئلتهم، وربما ابتدرهم بالسؤال دون احتقار لهم أو إقلال من شأنهم، وهو بذلك يهيئهم للقيام بالمهمات العظيمة.
يفرح بعض من اولياء الامور بالحوار مع ابنائهم بصورة لا تختلف عن حوار الاصدقاء فيما بينهم ولكن بصورة مبتذلة وعبارات رخيصة تخلو من الأدب وهم يعتبرون ان هذا الاسلوب من باب «الهزار» و «الروشنة».
ترحمنا سويا على اساليب حواراتنا بعد هذه السنين ومازلنا نخاطب بعضنا بحضرتك وسيادتك وسعادتك ونحن فخورون بها.. رحم الله الأدب والمؤدبين حتى وان سادت «قلة الادب».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة