د. سمير فرج
د. سمير فرج


فى أروقة السياسة

الأقصر فى قلب العالم دائماً

أخبار اليوم

الجمعة، 18 ديسمبر 2020 - 07:37 م

يحل علينا فصل الشتاء، من كل عام، بشمسه الدافئة، بينما تغطى الثلوج دول أوروبا، فيتحين سكانها الفرصة، ما استطاعوا، للهرب من صقيعها، إلى مصر، وخاصة مدنها الجنوبية، ومنها أجملها، مدينة الأقصر، التى قضيت فيها سبع سنوات كمحافظ عليها، استقبلت خلالهم العشرات من الرؤساء، والحكام، ورؤساء الحكومات، وكبار الشخصيات العالمية، الذين أجمعوا على أننى رجل محظوظ بتولى مسئولية تلك المحافظة العريقة.
عرفت من كل تلك الشخصيات الهامة، أن «الأقصر» كانت عنوان أول دروس مادة التاريخ، فى سنوات دراستهم، رغم تنوع جنسياتهم؛ فمثلاً أثناء مرورى أمام معبد الأقصر، بصحبة السيدة كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق، إذا بها تصيح «يا لروعة هذا المعبد ... لقد اطلعت على صوره فى أول دروس التاريخ بمدرستي». أما رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، تونى بلير، الذى زار الأقصر، مع عائلته، لقضاء إجازة أعياد الكريسماس، فقد طلب مرشداً سياحياً خاصاً، ليصاحب ابنه الصغير «ليو»، المقرر له أن يبدأ دراسة التاريخ، فى العام التالي، والتى يستهلها بدراسة الحضارة المصرية.
وأذكر خلال تلك الفترة التى قضيتها بالأقصر، أنه لم يقم أى مسئول صينى بزيارة مصر، إلا وطلب أن يختتم زيارته بقضاء يومين بالأقصر، حتى أننى اعتدت ممازحة السفير الصينى للقاهرة، بالقول إن الطائرات الصينية الرسمية لمصر، لا تعرف طريقاً للعودة إلى الصين إلا من خلال الأقصر. أما زيارة الرئيس الفرنسى الأسبق، نيكولا ساركوزي، الذى اختار الأقصر لقضاء عطلة الكريسماس وشهر العسل، مع زوجته، عارضة الأزياء السابقة، كارلا بروني، فقد كانت أحد أهم وسائل الدعاية للأقصر، بعدما تناولتها جميع وسائل الإعلام العالمية، ونشرت تفاصيلها وصورها على نطاق دولي.
أما السياحة اليابانية، العاشقة للأقصر، فكانت تحرص فى شهر يوليو، من كل عام، على إرسال لجنة من وزارة السياحة اليابانية، لتفقد فنادق الأقصر، وتحديد أيها سيستقبل السياح اليابانيين، خلال فصل الشتاء، وهو ما دفع معظم الفنادق، لرفع كفاءتها لمستوى السائح الياباني، باعتباره من أهم الجنسيات المرحب بها فى الأقصر، فتجد معظم فنادق الأقصر اليوم مزودة «بالجاكوزي»، لأهميته بالنسبة للسائح الياباني.
وفى ديسمبر 2010، قبيل مغادرتى للأقصر، وصلت نسبة الإشغال بفنادقها إلى 100%، فكانت مزاراتها السياحية، وأسواقها، ومطاعمها تعج بالسياح، الذين يعتبرون مصدر الدخل الأساسى لأبناء المحافظة، إلا أن أحداث يناير 2011، قضت، للأسف، على ذلك المصدر، ومع محاولة إنعاش قطاع السياحة، إذا بجائحة كورونا تفرض قيودها على حركة السياحة العالمية، لينخفض حجم تواجد السياح مرة أخرى، ولكننى على يقين من أن الأقصر ستعود، مرة أخرى، قبلة للسائحين، وقلباً للعالم.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة