هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

اللغة الضائعة

أخبار اليوم

الجمعة، 18 ديسمبر 2020 - 07:58 م

يمكن لمن يريد رصد حال اللغة العربية فى السنوات الأخيرة أن يكتشف بوضوح ما بلغته من تدهور وإنحدار فى التعامل بها، حتى أن أغلب خريجى الجامعات لا يمكنهم كتابة لغة عربية صحيحة أو التحدث بها ونطق ألفاظها بشكل صحيح، وهو ما شاع أيضا فى لغة المتحدثين عبر وسائل الإعلام المختلفة، وكتابات الكثيرين عبر وسائل التواصل الإجتماعى، بل أن بعض من يقومون بتدريس اللغة العربية لتلاميذ المدارس لا يتحدثون بها ويستخدمون اللهجة العامية بدعوى سهولتها وسرعة استيعابها.
وفى كل عام يواكب الإحتفاء باليوم العالمى للغة العربية يوم ١٨ ديسمبر، نشاطا علميا وثقافيا حول سبل تطويرها وتبسيط قواعدها وحفظها من الضياع بين الناطقين بها، وهم أكثر من 460 مليونا من سكان العالم، يتحدثون بلهجات محلية مختلفة تختلط بها مفردات من لغات أخرى، وتنحسر اللغة العربية تدريجيا من حياتهم اليومية، وتذهب بعض الدراسات والأبحاث التى يقدمها المتخصصون من علماء اللغة إلى أن طرق التعليم التقليدية الجافة، وعدم تأهيل معلمى اللغة العربية تأهيلا جيدا، وعدم إعداد مناهج حديثة شيقة ومناسبة لكل المراحل العمرية، هى بعض أسباب تراجع الإهتمام باللغة العربية، إلى جانب زيادة الإهتمام بتعلم اللغات الأجنبية فى سنوات الدراسة الأولى، باعتبارها الأكثر ضمانا وأهمية لفرص العمل بالمستقبل، ورغم أن اللغة العربية وصفت بأنها لغة السياسة والعلم والأدب على مدى تاريخها، لما أبدعته من فنون وعلوم وآداب، ولما تركته من أثر فى لغات أخرى مثل التركية والفارسية والإسبانية والبرتغالية، وما حققته من نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا فى عصر النهضة، إلا أنها تراجعت أمام فتور الاهتمام الجاد بتعلمها وإجادتها، وتعبيرها عن الهوية، حتى أصبح الجهل بها مألوفا، والإنتماء إليها منقوصا.
فى ثلاثينات القرن العشرين كتب الدكتور طه حسين «أن لغتنا العربية لا تـدرس فى مدارسنا وانما يدرس فيها شيء غريب لا صلة بينه وبين الحياة، ولا صلة بينه وبين التلميذ وشعوره وعاطفته»، ومنذ ذلك الحين تضاعفت أزمة اللغة العربية فى بلادها، وزاد ضعفها وهوانها بين أجيال عديدة، وسبل الخروج من هذه الأزمة متاحة ومعروفة ولكنها تحتاج فقط إلى إرادة جادة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة