الجمعة، 18 ديسمبر 2020 - 08:35 م

كتب: شاهندة أبو العز 

مجسمات صماء، مطموسة المعالم، على جوانبها الأربعة عبارات مسيئة وملصقات إعلانات، تستحوذ على مساحات من الشوارع تنفر المارين عليها، وتسحب منهم طاقتهم، رغم أنها تمد البيوت بها، مشهدا يراه يوميًا أحمد حسانين 30 عاماً، خريج كلية الفنون الجميلة بالأقصر، مصمم ديكور بهيئة المجتمعات العمرانية. 

 

حمل أحمد رؤية مختلفة لـ أكشاك الكهرباء بشوارع مصر، ولم يقتنع بوجود مساحات كبيرة وثابتة في الشوارع، ليعرض على رؤسائه بالهيئة، فتح معرض للوحات الفنية عام بالشوارع بدلًا من القاعات العرض الخاصة بالفنانين.

اقرأ أيضًا: شاهد طعام للأطفال على شكل شخصيات كرتونية .. صور

"لا أزال رجفة يدي في أول مرة أنفذ مشروعي، لحظة لا تنسى، وقتها بدأت بمدينة توشكى" كلمات أحمد عن بدايته الفعلية قبل أن يجوب بعد ذلك شوارع مدينة أسوان الجديدة. 

 "يزيل ما تبقى من أوراق الإعلانات المتناثرة على الكشك، ثم يطمس العبارات القبيحة والسيئة ويحولها إلى لوحة فنية تدب فيها الروح" بنفس الطريقة سار أحمد على دربه مؤمنا بفكرته وبقدرته على التغيير.     

الإيمان وحب الرسم ورؤية النجاح يتحقق خطوة تلو الأخرى جعل عمله لم يقتصر على محافظة أسوان فقط، بل أنتقل إلى مدينة طيبة الجديدة بالأقصر وثم مدينة 15 مايو بحلوان ومدينة العبور بالقليوبية و 6 أكتوبر، يحول الطرقات والشوارع إلى معرض فني للجمهور ليستمتع بجمال الرسومات.
 

يقول أحمد: "كنت مؤمن بفكرة إزالة القبح من على أكشاك الكهرباء واستغلالها كلوحات فنية، وإيماني بفكرتي وجدت نتيجته في عيون الناس بالشوارع عند رؤيتهم النتيجة. 

وتابع: "الرسومات كانت بتختلف من مكان لأخر، بحاول الاقتباس من التراث وطبيعة وثقافة المكان، وأن تكون الرسومات تعبيرًا عن أهالي المدينة أو المحافظة." 

4 سنوات مرت على أحمد حتى الآن أنتقل من الأقصر إلى القاهرة يجوب محافظات ومدن مصر المختلفة، يرسم على الأكشاك الكهربائية كلما استطاع، حتى وصل إلى 200 كشك و 5 جداريات، كان آخرهم بمدينة الشروق، محاولاً أستخدام خامات عالية الجودة في الرسم لاستمرار الرسومات لأطول فترة ممكنة دون التأثر بالعوامل الجوية من أشعة الشمس والمطر.